عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طرح عمانى حضارى عقلانى يقدم خياراً بديلاً عن الحروب والصراعات

بوابة الوفد الإلكترونية

تلك هى عناوين أهداف مبادرات عمانية جديدة ترمى إلى تفعيل التعاون الإقليمى والدولى المشترك، كطرح حضارى عقلانى يقدم خياراً بديلاً عوضاً عن الحروب والصراعات السياسية والاقتصادية، والمعارك والمصادمات الفكرية الجدلية، وممارسات العنف والإرهاب والعدوان التى تحرق اليابس قبل الأخضر، ثم لا تبقى ولا تذر.

يستهدف مفهوم الاقتصاد الأزرق العمل على تفعيل خطط الإدارة المثالية لمصادر الثروات المائية فى البحار والمحيطات بالشكل المستدام الذى يحافظ عليها وفى الوقت نفسه يحقق منها الموارد الآنية والمستقبلية.

فى ترجمة دقيقة لتلك الأهداف وتحويلها إلى واقع ميدانى، احتضنت سلطنة عمان فعاليات مؤتمر «اقتصاد المحيطات وتكنولوجيا المستقبل» الذى نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع المنتدى الدولى لدبلوماسية العلوم والتكنولوجيا.

فتح الأشقاء العمانيون قلوبهم، قبل قاعات مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لاستقبال وفود ضخمة، كما تحاورت عقولهم مع أطروحات وأفكار أكثر من ٩٠٠ مشارك و80 عارضًا و٨٦ متحدثًا وخبيرًا دوليًا يمثلون ٣٠ دولة شاركت فى المؤتمر.

فعلى مدار ثلاثة أيام تواصلت العديد من المختبرات النقاشية وحلقات العمل العامة والمغلقة التى بحثت مستقبل اقتصاد المحيطات والفرص الاستثمارية المتاحة أمام السلطنة لتأسيس شراكات دولية واسعة النطاق فى إطار ما يعرف بـمسمى «الاقتصاد الأزرق»، بموازاة إبرام اتفاقات عالمية يقودها الإطار الدبلوماسى بين مؤسسات عمانية ودولية تفضى إلى خطط استثمارية مشتركة للتعاون فى مجالات المعلومات والتكنولوجيا.

افتتحت أعمال المؤتمر تحت رعاية السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان قابوس.

استعرضت الوفود كافة ملفات الفرص الاستثمارية الحديثة فى عالم المحيطات ودور الدبلوماسية فى صياغة تشريعات دولية تحمى موارد هذا الاقتصاد وترشده.

فى عبارات موجزة حلل يوسف بن علوى بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية غايات المؤتمر، مشيراً إلى أنه ينطلق من هدف نبيل يتمثل فى فهم واقع المحيطات فى العالم والتعرف على التقنيات الحديثة للاستثمار فيها، وإثراء الاقتصاد ليس فى معناه الضيق المتعارف عليه اليوم ولكن بمعناه الواسع والعام.

وقال فى حديث للصحفيين بعد حضوره افتتاحه: إن العمانيين استخدموا التقنيات واستخدموا الدبلوماسية منذ أزمنة قديمة فى علاقاتهم مع الدول المجاورة، وخلال التجارة مع الهند، وشرق إفريقيا، موضحاً أن التقنية التى استخدموها فى تلك المرحلة تمثلت فى السفن الشراعية وما استلزمته من تقنيات والدبلوماسية من خلال قدرتهم على استمرار التجارة واستدامتها.

أضاف: أن هذا المؤتمر ومؤتمرات أخرى قادمة سوف تبحث كيف يمكن الاستفادة من الأبحاث والعلوم الحديثة فى جهود عمان الصاعدة فى مجال اقتصاد المحيطات، وكيف تكون فى شراكة مع العالم فى مجالات التقنيات الحديثة والصناعة الذكية. وأشار إلى أن وزارة الخارجية تسعى حثيثاً من أجل تمازج الدبلوماسية بالتقنية الحديثة، وصولاً إلى آفاق أرحب خدمة للاقتصاد والمعرفة وهذا المؤتمر هو خير دليل على ذلك.

 

أمين عام مجلس التعاون الخليجى: المؤتمر رائد وغير مسبوق فى المنطقة

من جانبه أشاد عبداللطيف بن راشد الزيانى أمين عام مجلس التعاون الخليجى بالنهضة التى تشهدها سلطنة عمان، فى ظل اهتمامها بالمجالات العلمية وتوفير البيئة المناسبة للشباب العمانى للنهوض بالاقتصاد العمانى.

وقال الزيانى: إن مؤتمر دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا رائد وغير مسبوق فى المنطقة من حيث تركيزه على اقتصاد المحيطات والبحار وربطها بالعلوم والتقنية والدبلوماسية، مؤكدا على حاجة المنطقة إلى مزيد من الأبحاث فى هذا المجال، والمؤتمر فرصة مهمة لاستقراء آراء العلماء والباحثين المتخصصين فى مجالاتهم.

أشارت أبحاث ودراسات وتقارير المؤتمر إلى أن السلطنة من الدول القليلة فى المنطقة التى تربط الجانب الدبلوماسى فى صناعة تكنولوجيا المستقبل، ويوجد بها مكتب متخصص لنقل العلوم والمعارف التكنولوجية. كما أكدت على أن السلطنة منضمة إلى الكثير من الاتفاقيات المعنية بالمحيطات وآلية حمايتها والاستفادة منها ،خاصة أنها هى الدولة الخليجية الوحيدة المطلة على محيط هو المحيط الهندي، وتمتد سواحلها أكثر من 3000 كيلو متر.

 

اقتصاد المحيطات

ركز أعضاء الوفود على بحث الاستثمار فى الاستزراع السمكى بشكل خاص، وتجارة النقل عبر المحيطات، والحصول على الطاقة عبر طاقة الأمواج والرياح ودور العلوم والتكنولوجيا الحديثة فى استدامة هذه الأنواع من الاستثمارات التجارية إضافة إلى دور الدبلوماسية فى صناعة تشريعات وقوانين واتفاقيات دولية.

كما استعرضت عددا من الجهات والمؤسسات العمانية خلال الجلسة الأخيرة من اليوم الثانى ما تقوم به فى سبيل إنماء اقتصاد المحيط فى السلطنة، شمل ذلك الجوانب اللوجستية والبحثية وجوانب أخرى تتعلق بالطاقة، أكد الخبراء أن السلطنة تملك ما يؤهلها لأن تكون رائدة فى مجال اقتصاد المحيطات من بنى أساسية ومؤسسات أكاديمية وقدرات،

ولتحقيق ما تصبو تضع رؤى واضحة.

لذلك يتم دمج اقتصاد المحيطات بقطاع الطيران فى السلطنة، مما يعود بالفائدة على جميع الجهات ذات العلاقة ومن شأنه أن يعزز موقعها فى خريطة العالم، وذلك من خلال عرض القيمة الأمثل للشحن، مع الترويج المتواصل لعمان كوجهة عالمية للأعمال، ولقطاعى اللوجستيات والسياحة.

 

أهمية الاندماج فى مفردات العصر

من جانبها تابعت وسائل الإعلام فى سلطنة عُمان باهتمام بالغ هذه الفعاليات، فى هذا الإطار نشرت جريدة عُمان تحليلاً ذكرت فيه: بات العالم سريع التحرك وتتغير وتتبدل فيه المفاهيم والتطبيقات بسرعة أيضاً، فمن الضرورى العمل على إيجاد المصطلحات الحديثة التى تواكب اللحظة الراهنة وفى الوقت نفسه الاندماج فى مفردات العصر، على المستويات الاقتصادية والصناعية والتجارية وغيرها، بما يعزز التنمية المستدامة المنشودة للأجيال الحالية والقادمة. وانطلاقاً من ذلك تأتى أهمية مؤتمر «اقتصاد المحيطات وتكنولوجيا المستقبل» فى إطار الربط بين الدبلوماسية والعلوم والاقتصاد وعلاقة هذه المجالات بالمصالح الدولية، لا سيّما البلدان المطلة على البحار، وهو نوع من التفكير الحديث الذى يرى أن الدبلوماسية والأداء الحسن لها يمكن أن يقود إلى ابتكار الاقتصاد الجديد.

على المستويين النظرى والتاريخى ساهم التراث العُمانى إلى حد كبير فى ربط مفهومى الدبلوماسية والثقافة، وذلك فى حركة العمانيين الدائبة عبر البحار والمحيطات، حيث يصنعون السفن ويصلون بين الأمم، ومن ثم يعملون على تيسير هذا السعى والحراك فى تحفيز التجارة والعلاقات الإنسانية بين الشعوب، وهذا يجسد قمة الارتباط المنشود فى هذا الجانب الذى يعاد تشكيله الآن بوجهات أكثر حداثة، بالنظر إلى أن مفهوم الاقتصاد نفسه يعاد تعريفه ويصبح معقدا وله دلالاته المعرفية الكبيرة. فهناك الآن «الاقتصاد الأزرق» على سبيل المثال، وهذا المفهوم حديث جداً، إذ يعود إلى عام 2012 بعد مؤتمر «ريو + 20» أو مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذى عرف بقمة الأرض، إلا أنه - أى المفهوم - أخذ العديد من التطبيقات وبات أحد محركات الاقتصاد الجديد ضمن أنواع أخرى من الاقتصاديات الابتكارية التى تربط بين الإنسان والبيئة ومختلف الموارد على كوكب الأرض، فى منظومة تأخذ وتعطى ويفترض أن تحافظ على مستقبل الجميع من المفردات الحيوية والمادية فى الكوكب.

إن الحديث عن الاقتصاد اليوم لا يمكن أن يتم بمعزل عن قراءة جديدة للإنسان والبيئة، وربط الأنساق الفكرية مع الجوانب المادية، فمن هنا فالطريقة التى يفكر بها البشر ويديرون العلاقات الإنسانية ويتحاورون ويفكرون لتصب فى صلب وجوهر النداء الإنسانى لصيانة الأرض والاستفادة منها، وهى التى يمكن أن نسميها الدبلوماسية النافعة التى تبنى وتستثمر وتفيد.

تدعم السلطنة هذه الجوانب الحديثة، من حيث الأبعاد العلمية التأسيسية لها، انطلاقاً من الأساس الراسخ فى قاعدة التاريخ من حيث القيم والجذور والمرتكزات، ولا بد أن ربط الأجيال الصاعدة بهذا الفكر الجديد سوف يعمل على إحداث نقلة فى فهم الاقتصاد والحياة بشكل كلى من حيث تحقيق معانى التنمية المستدامة الشاملة والكلية.