سوريا شرارة الحرب العالمية الثالثة.. تقرير أوروبي يكشف كواليس خطيرة
تقرير: محمد ثروت
تحت عنوان "هل تتجه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى الحرب في سوريا؟"، نشر مجلس العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي تقريراً مفصلاً حول "طبول الحرب" التي تدق في منطقة الشرق الأوسط بين واشنطن وموسكو.
ورصد التقرير احتمالات نشوب ما يُطلق عليه الكثير من المحللين "الحرب العالمية الثالثة".
وأشار التقرير الصادر اليوم الجمعة إلى أن الأنباء الجيدة في هذا الصراع تشير إلى أن خبراء الشأن الأمريكي والروسي يرون أن القوتين العظميين يتفقان على عدم وجود مصلحة كبرى لهما في نشوب مثل هذا الصراع.
وأكد التقرير أن الخطر في تلك المرحلة يكمن في احتمال اندلاع مواجهة "غير مقصودة" أو ما أسماه التقرير بـ"التصعيد غير المتعمد"، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انفجار الوضع بين واشنطن وموسكو وخروجه عن نطاق السيطرة.
وأشار تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي إلى أن تلك الاحتمالات بوقوع مواجهة مباشرة بين الطرفين في سوريا يعززها وجود قادة يملكون القدرة على المخاطرة على رأس الدولتين، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وقال إن الأمور في تلك المواجهة تعتمد إلى حد كبير على فهم كل طرف للإشارات الصادرة من الطرف الآخر، فإذا حدث ذلك فإن الأمور لن تتجه إلى التصعيد، ولكن الخطر يكمن في "سوء الفهم" الذي يمكن أن يؤدي إلى إشعال الوضع في سوريا.
وحول الموقف الأمريكي من الحرب في سوريا:
أكد التقرير أن هناك تحول في موقف ترامب ضد الرئيس الروسي بوتين مؤخراً، حيث انتقد الرئيس الأمريكي نظيره الروسي مباشرة، وقال إنه يدعم "الحيوان الذي يقتل شعبه بالغاز"، في إشارة إلى الدعم الذي يلقاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد من روسيا.
ولكن التقرير الأوروبي يشير أيضاً إلى أن تصريحات ترامب التي قال فيها إن روسيا يجب أن تستعد لاستقبال الصواريخ الأمريكية في سوريا، لا يستهدف جرّ موسكو إلى المواجهة المباشرة، ولكنه إشارة إلى رغبة واشنطن في أن تتخلى روسيا عن دعم الأسد.
وشدد التقرير على أن أمريكا لا ترى روسيا بأنها التهديد المباشر لها في سوريا، ولكنها ترفض بشكل قاطع أن تلعب إيران دوراً محورياً في الشرق الأوسط انطلاقاً من الأراضي السورية، حيث ترى واشنطن طهران بوصفها الخطر الأكبر في المنطقة.
وترى إدارة الرئيس الأمريكي ترامب أيضاً أن الأمور يمكن أن تصل إلى نوع من التوافق مع الروس في سوريا، ولكن الأزمة الحقيقية تتمثل في نظام الملالي الإيراني، ورفض ترامب أن يكون لإيران مؤطئ قدم قوي على الأراضي السورية.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي من سوريا:
فإن بوتين ينظر إلى الأمور حالياً بمنظور مختلف، في أعقاب ما تصريحات موسكو التي حذّرت الغرب وأمريكا من أي مغامرات عسكرية غير محسوبة في سوريا، والاتهامات الصريحة التي وجهها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن الهجوم الكيماوي الذي يقول الغرب إن نظام الأسد شنّه على السوريين في الغوطة ما هو إلا مسرحية غربية لإشعال الموقف، وفتح الطريق أمام التدخل العسكري، مثلما أراد الغرب من قضية تسمم الجاسوس سكريبال، التي كان الهدف منها توريط موسكو في القضية.
وفي النهاية:
يرى التقرير الأوروبي الشامل أن المؤشر الإيجابي في الأحداث الجارية حالياً أن كلا الطرفين يرى أنه لا فائدة من تلك المواجهة، ولكن القلق يتمثل في أن تتصور واشنطن أم تدخلها العسكري في سوريا لن يؤثر على علاقاتها مع روسيا، أو على المصالح الروسية في سوريا، وهو أمر لا يمكن لموسكو أن تجعله يمر مرور الكرام، لأنه يهدد مصالحها بصورة مباشرة.
روابط ذات صلة:
صحيفة إسرائيلية تكشف أهداف ترامب في سوريا
بريطانيا تحرك غواصات صوب سوريا
صحيفة بريطانية: غواصات تلقت أوامر للمشاركة في توجيه ضربة إلى سوريا