وزراء وخبراء يؤكدون قدرة التقنيات على إحداث تحولات جذرية في القمة العالمية بدبي

دبي- عبد المنعم السيسي:

 

أكد وزراء ومسؤولون على قدرة التقنيات الحديثة على إحداث تحولاتٍ جذرية في مستويات التعاون بين مختلف القطاعات، وأشاروا إلى أن الاستخدام الرشيد لها سيسهم في إنجاح الحملة العالمية للوقوف بوجه التحديات واغتنام الفرص التي تقدمها هذه التقنيات للحكومات.

 

وتناولت الجلسة التي جاءت ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات في إمارة دبي، والتي حملت عنوان "الابتكارات التحويلية القادمة"، تأثير التقنيات التي من شأنها إحداث تحولات جذرية في النمو الشامل ومستويات الثقة في الخدمات الحكومية. واختتمت الجلسة باستعراض بعض التقنيات التي تتمتع بالقدرة على إحداث تحولاتٍ جذرية وتغيير أسلوب معيشة وعمل الناس.

 

وشارك في الجلسة بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، كل من معالي خوسيه أنخيل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومعالي المهندس سهيل محمد فرج المزروعي وزير الطاقة، وبوريس كوبريفينكار نائب رئيس وزراء جمهورية سلوفينيا ووزير الإدارة العامة، ومعالي باتريك أودونوفان وزير الدولة لشؤون التوسع والإصلاح في أيرلندا، ومعالي سابار إيساكوف رئيس وزراء جمهورية قيرغيزستان.

 

وأكد غوريا على أن القمة العالمية للحكومات منصة استراتيجية تناقش فيها دول العالم التحديات المستقبلية التي تواجه البشرية، وعلى رأسها التأثير التكنولوجي وعمليات الأتمتة التي تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل ومعدلات البطالة، وقال: "نحن نقدر بأن 9٪ من الوظائف سوف تخضع للأتمتة أو ستختفي، وسيتم تغيير 20٪ أخرى بسبب التكنولوجيا التحويلية، وهو ما يمثل قرابة ثلث اجمالي الوظائف، وفي ظل تراجع ثقة الشعوب بالحكومات إلى مستويات قياسية، يجب على الحكومات أن تثبت قدرتها على وضع السياسات الصحيحة التي من شأنها تحسين حياة الناس خاصة تلك المتعلقة بمستقبل أطفالهم".

 

وأوضح غوريا: "لا زلنا لا نملك معادلة ملائمة لتحقيق التوازن بين عملية الأتمة وإيجاد حلول مناسبة لؤلائك الذين تتعرض وظائفهم للخطر من جراء هذه العملية. يجب على الحكومات أن تخلق لهم الفرصة لإعادة التأهيل والارتقاء بإمكاناتهم وقدراتهم لضمات استمرارية حياتهم المهنية".

 

من جانبه، استعرض معالي سهيل المزروعي، الخطوات التي اتخذتها حكومة دولة الإمارات للمساعدة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، بما في ذلك السياسات الرامية إلى تعزيز الكفاءة في عملية استهلاكها. حيث أكد على أن الإمارات تقدم اليوم مثالاً حياً للعالم من خلال استراتيجيتها لتقليل الاستخدام بنسبة 40٪ بحلول عام 2050، وذلك من خلال إدخال الشبكة الذكية للمياه والكهرباء، مشيراً إلى أن الإمارات قد وضعت السياسات المناسبة وبدأت بالفعل باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الاستراتيجية".

 

وحول تبادل المعارف والتقنيات المستخدمة بين الحكومات والقطاع الخاص أوضح معالي المزروعي: "لضمان استقطاب

أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات، يجب على الحكومات وتوفير الأطر الصحيحة والعمل بشكل وثيق مع مؤسسات القطاع الخاص بما يضمن تحقيق أهدافها الاستراتيجية لبناء مدن أكثر ذكاء وضمان تحقيق أعلى مستويات الكفاءة".

 

وأوضح معالي سابار إيساكوف، رئيس وزراء جمهورية يرغيزستان، بأن حكومته تعالج قضية ثقة المواطنين من خلال برنامجها الوطني "المجتمع الشفاف". حيث قال: "إن هدفنا الرئيسى من هذا البرنامج هو استخدام التحول الرقمي لتعزيز الكفاءة في عمل مؤسساتنا وخدماتنا والتخلص من الفساد. تقتضي استرتيجيتنا بالتحول إلى حكومة إلكترونية بالكامل خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وقد بدأ مواطنينا يشهدون بالفعل نتائج إيجابية بعد عام واحد فقط من اطلاق البرنامج".

 

وعلق بوريس كوبريفنيكار على المحادثة قائلا: "تعتبر الرقمنة أداة فعالة جداً لمساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات بشكل أفضل، إلا أن التكنولوجيا ليست سوى جزء من الحل، فنحن بحاجة للاستثمار في بناء المهارات اللازمة لتلبية متطلبات العمل في المستقبل والتقليل من تأثير الأتمتة على الوظائف. نحن بحاجة لتأسيس عمليات التعلم التي تضمن تحسين النظم باستمرار. وباستخدام خطوات صغيرة وسريعة، سنحقق تغييراً كبيراً لكن بشكل تدريجي ودون أن يتسبب بفجوة بين الأتمتة وسوق العمل".

 

وعن كيفية تعامل أيرلندا مع هذا التحدي أوضح اودونوفان: "تهدف ايرلندا الى محاكاة دول الاتحاد الاوروبى الاخرى التى حققت تقدما كبيرا فى عملية التحول الرقمى وتحقيق الشفافية ورفع الكفاءة فى قطاعها الحكومى بهدف تعزيز ثقة المواطن بالحكومة. واستشرافاً للمستقبل، نعمل بشكل وثيق مع وزارة التعليم على دراسة سوق العمل المستقبلي ووضع خطة مناسبة لإعداد الشباب له حتى لا يعانون من نقص الكفاءات والمهارات اللازمة، وأيضاً على إعداد برامج تعليمية وتدريبية لإعادة تأهيل وتمكين المتأثرين بعمليات الأتمتة".