رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسرائيل تساوم المرضى لتجنيدهم كعملاء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لا تهدأ إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة على كافة المستويات ، ففي الوقت الذي تحصد فيه غاراتها الناشطين في فصائل المقاومة والذين تصل إليهم عبر معلومات دقيقة ، لجأت إلى أسلوب مختلف في الحصول على المعلومات عن المقاومة والأوضاع في القطاع عبر ابتزاز ومساومة مرضى غزة الذين تضطرهم أمراضهم المزمنة للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية.

وتقوم وزارة الصحة بحكومة غزة بتحويل أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السرطان و الفشل الكلوي الذين لايجدون علاجا لحالاتهم في مستشفيات القطاع بالتنسيق مع وزارة الصحة في رام الله لتحويلهم إلى مستشفيات إسرائيلية للعلاج وهو مسموح به.
ويشار هنا الى ان الطريق الوحيد للسفر من قطاع غزة الى إسرائيل هو معبر ايريز "بيت حانون" الذي يقع شمال القطاع ويخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وتدقيقات
أمنيه غير عادية للقادمين من غزة ولابد من تصريح مسبق للسماح بالعبور.
وقال الدكتور اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة غزة إننا تلقينا عدة شكاوى من مرضى القطاع بتعرضهم لحالات ابتزاز ومساومة داخل معبر ايريز للتعاون مع الاحتلال ،مستغلين حاجتهم الماسة للعلاج مشيرا إلى انهم يرهون منح المرضى تصاريح الدخول والسماح لعلاجهم بالمستشفيات بالتعاون معهم وتقديم معلومات عن المقاومة والأوضاع في غزة.
وأشار القدرة في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة الى ان أفراد المخابرات الإسرائيلية المتواجدين داخل معبر ايريز يضغطون على المريض بشتى الطرق للحصول على المعلومات ، مضيفا انه وحسب الشكاوى يفضلون أصحاب الأمراض المزمنة نظرا لحاجتهم الشديدة للعلاج وضعفهم كما يخيرونهم بين الدخول للعلاج او العودة الى غزة.
وقال الدكتور اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة ان المخابرات الإسرائيلية
تفضل المرضى الذين لهم أقارب فى المقاومة داخل غزة كما يعرضون المال ايضا إلى جانب السماح لهم بالدخول للعلاج ،مضيفا أنها ليست ظاهرة بل حالات فردية لأنهم يرفضون ذلك.
ونبه الناطق باسم وزارة الصحة فى حكومة غزة إلى ان المرضى القادمين من إسرائيل الى غزة بعد رحلة العلاج يتم رصد تحركاتهم واستجوابهم فى هذا الأمر وهى إجراءات احترازية ،مشيرا إلى أنهم يبلغون مراكز حقوق الإنسان لهذه المعاملة غير الإنسانية للمرضى.
ومن جانبه قال الدكتور عدنان الحجار محامى مركز الميزان لحقوق الإنسان فى تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزةانه تلقى العديد من الشكاوى من مرضى فى قطاع غزة تعرضوا للمساومة من قبل المخابرات الإسرائيلية فى معبر ايريز بمحاولة تجنيدهم كعملاء مقابل السماح لهم بالعلاج داخل إسرائيل مضيفا انها تعاملات غير إنسانية للمرضى.
وقال الحجار ان السياسية الإسرائيلية لاتتغير ولاترحم حتى المرضى وهذا يخالف القانون الدولي وفى حق المريض بالعلاج مضيفا ان هناك تنسيق مع بعض المؤسسات الدولية القانونية لوقف

مثل هذه الانتهاكات بحق المرضى واللجوء الى المحكمة العليا الإسرائيلية الا انه أكد ان هذه المحكمة لن تنصف هؤلاء.
وأشار إلى أن ضعف الإمكانيات داخل قطاع غزة هو الذي يدفع هؤلاء للعلاج داخل المستشفيات الإسرائيلية ..وقال ان الحصار الغير قانوني المفروض على القطاع أدى إلى تدهور القطاع الطبي فلم يعد أمام المرضى سوى السفر الى مصر أو الأردن أو إسرائيل للعلاج.
ولفت محامى مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن حالات الضغط والابتزاز لا تتوقف عند المريض بل تشمل المرافقين سواء باعتقالهم او محاولة تجنيدهم للعمل كعملاء ،مستغلين الصعوبة الشديدة في الحصول على تصريح المرور عبر المعبر والقلق حول حالة مريضهم.
وأضاف أن المركز يحقق حاليا في واقعه قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على معبر " إيرز" باعتقال الشاب الفلسطيني محمد زعرب "28 عاما" من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة بينما كان يرافق شقيقته حنان "42 عاما " والمريضة بالسرطان وإلتهاب الأعصاب الحاد رغم انه رافقها للعلاج داخل إسرائيل خمس مرات ومعه التصاريح القانونية.
وطالب الحجار بتدخل المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للكف عن استغلال حاجات المرضى الإنسانية كوسيلة لابتزازهم وذويهم، والسماح بحرية مرور المرضى ومرافقيهم لاسيما بعد أن تمنح هؤلاء المرافقين إذنا مسبقا الدخول.
وقالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان إن الضغوط التي تمارس على هؤلاء المرضى غير قانونية بحسب معاهدة جنيف، بل يمكن أن تشكل انتهاكا لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وتقول المنظمة إن نسبة كبيرة من مرضى غزة الذين يتقدمون بطلب للسماح بدخول إسرائيل للرعاية الطبية يتعرضون لاستجواب مفصل و الضغط عليهم للتعاون مع إسرائيل.
وتسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في مضاعفة معاناة آلاف الضحايا من المرضى الذين يعانون من عدم توفر الرعاية الصحية في مستشفيات قطاع غزة.