رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قناة هولندية تفضح النفاق الأوروبى

فى ظاهرة اعلامية لا تتكرر كثيراً عرضت قناة التلفزيون الهولندى "VPRO " فى برنامج " تحت الضوء " مواقف زعماء وقادة أوروبا تجاه ثورات الربيع العربى ، كشفت فيه مدى الصمت والنفاق الأوروبى تجاه الشعوب العربية الغاضبه على أنظمتها الفاسدة ، وكيف فضلوا مصالح أوروبا على تحديث الدول التى استعمرتها لسنوات طويلة .

واوضحت القناة كيف أغفل زعماء أوروبا تعطش الشعوب للديمقراطية ومُمارسة حق حُرية إبداء الرأى ، وطرح بعض نماذج من تعاون وشراكة بين رجالات سياسة وقادة اوروبيين مع كل من حسنى مبارك والقذافى .  
وطرح البرنامج عدد من القضايا جاء فيها " نراهم كل يوم  في وسائل الاعلام : انهم قادتنا رؤساء وزعماء دول الاتحاد الاوروبي ، وبلهجة استنكارية قال مقدم البرنامج : انهم سُعداء بما يحدُث بالثورات والغضب الشعبى فى مناطق شمال افريقيا ، ولا تخلو تعبيراتهم السياسية من الفخر بسقوط رموز الديكتاتورية ، وتصدى الشعوب العربية للفساد ، وانتفاضتهم ضد أنظمة الحُكم هناك ، وفرحة زعماء اوروبا واضحة بصعود جماعات وطوائف شعبية متناحرة فى دول الربيع العربى ، ونظراتهم تفضح مآربهم فى الخروج من أحداث الشارع العربى بفوائد وتحقيق مصالح ، ولكن هناك اسئلة كثيرة لابد من طرحها ، لأنها تفرض نفسها فى هذه المرحلة التاريخية من المُتغيرات التى تطرأ على الدول العربية :
ما هو حجم التجاهل المُتعمد من الطرف الأوروبى؟ الذى يدعى الحيادية مرة وأخرى وكأن ما يحدُث فى الصحراء العربية الأفريقية أمر لا يعنيه بالمرة ! . . وما هى حقيقة احتياج واعتماد اوروبا على أنظمة سياسية تمتلك مصادر جيدة للنفط الخام والغاز الطبيعى ؟ وما هو الموقف السياسى الأوروبى ؟ وكم من المواقف والمرات التى تحكمت فى مواقف اوروبا وتصرفاتها بسبب مخاوفها من صعود انظمة عربية سياسية جديدة ذات ميول وطابع اسلامى تخشى من خطورتها على المصالح الأوروبية ؟ ومن كان يستفيد ويحقق مصالحه على حساب هذه الشعوب ويُصادق أنظمة ديكتاتوريه فاسدة ؟ ناهيك عن مآرب الولايات المتحدة الأمريكة واسرائيل فى المنطقه العربية .
وهل اوروبا راضية بالفعل عن الأوضاع العربية الراهنة فى دول الثورات ؟ وهل كانت تتحالف مع الشيطان فى سبيل مصالحها ؟ وتحقق مبدأ

الـ  " وين وين سيتواشين " ذلك التعبير الذى يعنى تبادل المصالح وتحقيق المكاسب لكل طرف ، كما ان اوروبا عقدت كثيرمن الصفقات مع أنظمة فاسدة ، وتساءل البرنامج هل سعت اوروبا لوحدة تجمع بين ضفتى البحر المتوسط ؟ . .
يؤكد الواقع ان منطقة شمال افريقيا بالنسبة لأوروبا هى مصدر انتاج للنفط والغاز ، وسوق جيد لبيع السلاح ، كما ان اوروبا هى بمثابة حضانة لتربية تطرف الاسلام السياسى الذى يُعاد تصديره للدول الاسلامية ، وفى ذات الوقت تفتح أحضانها لكثير ممن يطلب اللجوء والعيش على أراضيها ، وان الدول الاستعمارية الأوروبية لم تساهم فى تحديث وتطوير مستعمراتها السابقة فى المغرب وتونس وليبيا ومصر والجزائر .
وأضاف البرنامج: مع اهتزاز مراكز الطغاة القدامى بشدة ، تتكشف حقائق كيف كانت اوروبا تساعد هؤلاء على البقاء فى مناصبهم ، كيف كان يتعاون القذافى مع بيرلسكونى بشراكة نفطية فى شركتى ENI  و NOC؟ وعلاقة رئيس وزراء بريطانيا الاسبق " تونى بلير " مع العقيد معمر فى مشروع كلية لندن للعلوم الاقتصادية ، وكيف كانت علاقة رئيس مصر المخلوع " حسنى مبارك " بالفرنسى " نيكولا ساركوزى " فى شركة "الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط " ؟ ، وكيف يُعبر رئيس وزراء هولندا " مارك روتا عن سخطه مما يحدُث فى الوقت الذى ارسل فيه وفد من كبار رجال الأعمال الهولنديين فى جولة للبلاد العربية لأخذ نصيب من الكعكه.