عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«العزاء» خلاص تعب!

«خالص العزاء» في الفقيد الشهيد، وجنازة عسكرية مهيبة وقرآن، وضرب نار أثناء تشييع الجثمان، وتسلط الكاميرات والميكروفونات علي عيون وأفواه الأمهات والزوجات والأولاد! و«تسرق» الكاميرا لقطة لفتاة تبكي في صمت، وطفل ينظر بدهشة وهو لا يدري ما يحدث حوله، ولا لماذا ترتدي سيدات العائلة السواد؟، ولا لماذا يصطف الرجال في طابور مشاطرة العزاء لتبادل كلمات الرثاء والبقاء لله، وربنا يصبركم، وحق الشهيد لن يضيع، وإحنا رجالة وهنفضل رجالة!

هذا المشهد الحزين والبالغ التأثير والتأثر شاهدناه خلال السنوات الثلاث الماضية ومنذ 25 يناير وصولا لمشهد استشهاد العميد أحمد زكي، 500 مرة! وتنوعت اللقطات وغطت كل بقعة علي أرض الوطن فلا توجد «تربة» علي مستوي الجمهورية، لم تستقبل شهيدا وانتفض الطير فيها لصوت طلقات الجنازات العسكرية!
وتصدر الأوامر بغلق أبواب المديريات وإحاطة نقاط الكمائن الثابتة «بشكاير» الرمل وغلق الشوارع في محيط الأقسام والمراكز! وتطلب الأسر المكلومة من الحكومة إطلاق أسماء شهدائها من رجال الشرطة والجيش علي الشوارع المقيمين فيها، وترد الحكومة بأنها طبعا ستقرر إطلاق أسماء الأبطال من شهداء خير الأجناد علي الشوارع والمدارس!
ويقرر وزير الداخلية ترقية الشهيد الملازم للرتبة الأعلي ليصبح النقيب الشهيد، والرائد الشهيد إلي رتبة المقدم الشهيد، وشهيد يسلم شهيدا وسواد يغطي علي سواد وعزاء يسلم لعزاء وجنازة تشيع لجنازة، وكلها جنازات عسكرية مهيبة يتقدمها الوزير والقيادات التنفيذية والشعبية! وتطلق فيها طلقات الرحيل، ولا بأس من تكريم زوجات وأمهات وآباء الشهداء الأبرار برحلات حج لبيت الله الحرام وعمرة مقبولة بإذن الله، لعل أحزانهم تجد متنفسا لتخرج من صدورهم.
والإرهاب الأسود مازال يتربص بالأبرياء ويحصد أرواح الجنود والأمناء والضباط! وتزرع القنابل في السيارات والقطارات ومباني المحافظات والمديريات، وتنتقل القيادات وخبراء المفرقعات وتهدر الأموال وجهد الرجال، وتدمر منشآت وتضيع فرص للاستثمار وتدمر السياحة، ويصبح الفزع والخوف عنوان شوارعنا ومدننا وقرانا!
يحدث ذلك ودعاة الفتنة والإرهاب بيننا، يشمتون في الدم الذي يسيل، ويشتمون ويتوعدون بمزيد من الخراب والدمار، وفي جامعات القاهرة والأزهر والمنصورة وطنطا يخرج الطلاب في مسيرات ويقذفون الشرطة والجيش ويتطاولون علي أساتذتهم ويحرقون مقاعد ومعامل كلياتهم ويشيرون لنا بعلامة النصر «الموكوس، والمعكوس» وإشارات الذبح! ويرفعون أعلام القاعدة «عيني عينك» ونشاهدهم في الفضائيات، ويتدخل الأمن لتفريقهم بالغازات المسيلة ويعود الطلبة لمنازلهم ليشاهدوا بطولاتهم علي القنوات وبرامج التوك شو، ويتلقون البركات

من قيادات الخراب والإرهاب!
ووزارة الداخلية تتابع الموقف عن كثب وتراقب حركة دخول وخروج أعضاء الجماعة الإرهابية من أساتذة وطلاب وموظفين، هؤلاء الموظفون الذي صدرت قرارات بتعيينهم خلال حكم الرئيس المعزول في شركات الغاز والبترول والكهرباء وهيئة الاتصالات وفي كافة الوزارات والمحافظات!
وكل مؤهلاتهم التي تميزوا بها عن غيرهم من أقرانهم «العاطلين» والحاصلين علي نفس المؤهلات، أنهم أعضاء في الجماعة الإرهابية وفتوات الاتحادية وحرائر رابعة وحرق الأقسام وزرع القنابل وقذف السيارات بالمولوتوف!
فهل تنتظر وزارة الداخلية إذن للقبض علي هؤلاء الإرهابيين؟ أم أنها تنتظر تصويرهم بالصوت والصورة وهم يسبون الجيش والشرطة ويتوعدون الأبرياء بالقتل في ساحات المحافظات والجامعات، وحتي بعد أن تم تصوير طلبة الأزهر والمنصورة والقاهرة وهم يحرقون ويعتدون علي الأساتذة، حتي هؤلاء لم يتم القبض عليهم، أو فصلهم وفق ما صدر من قرارات ثورية من المجلس الأعلي للجامعات بفصل كل من يثبت تورطه في العنف!
ماذا ننتظر لكي نرفع السرادق الكبير المنصوب لتلقي واجب العزاء في شهداء الداخلية والشهداء المدنيين الذين يسقطون ضحايا للإرهاب الأسود؟ فالعزاء تعب بالفعل من خالص العزاء وبات يحلم بتلقي التهاني في تنفيذ حكم الإعدام علي القتلة بعد صدور حكم القضاء العادل والحاسم والمنجز!
أسر الشهداء لا يشفي غليلها سوي القبض علي القتلة والإرهابيين في كل مكان، وبقي علي خير الأجناد ان يطبقوا القانون في التصدي لكافة أشكال الخروج علي مواده، والقبض علي كل من يفتي بقتل المصريين، ويشيع الفتن في ربوع الوطن عبر منابر الفضائيات المسمومة وربوع «الزوايا» المدفونة بين أحراش العشوائيات.