رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غدًا.. تشرق شمس سوريا الحرة

غدًا تشرق شمس سوريا الحرة ، سوريا بدون طغيان، ستولد سوريا الجديدة لكل أبنائها من تحت الركام والخراب الواسع الذي تنشره عصابات الأسد، دماء الشهداء العظام لن تضيع سدى، حيث ستروي أجيالاً جديدة من السوريين تقبض على الحرية والكرامة كما لو كانت تقبض على الجمر الأحمر.

لامجال لليأس في أجندة الثورة رغم جنون القتل والتدمير الذي يبلغ مرحلة غير مسبوقة من عصابة الأسد لأن ذلك عمل اليائس العاجز عن الحسم، يقترب العام الثاني على أبشع مجزرة بشرية ضد الشعب السوري المتطلع للانعتاق من الطغيان من نهايته، بينما الصمود المذهل للثورة والجيش الحر يقدم أعظم درس للعالم الذي يترك ذلك الشعب وحيدًا يواجه بمفرده تحالف قوى الشر في دمشق والعواصم المتحالفة معها. الثورة السورية لا تعرف اليأس، بل تتعاظم بشائر الأمل والنصر القريب للشعب المجاهد على نظام فاقد للشرعية والأخلاق والضمير والإنسانية. لم يعد هناك مجال لكسر الثورة أو تراجعها للخلف أو استسلامها أو إحباطها فقد تخطت أصعب المراحل وعبرت بحار من الدماء وهي الآن تفرض الواقع الجديد في سوريا رغم الخسائر الفادحة. الثورة الآن هي التي تتقدم وتحقق المكاسب والنظام القاتل هو الذي يتقهقر ويفقد كل يوم أرضًا جديدة وينشق عنه أناس جدد. ولذلك كلما حقق الجيش الحر نجاحًا عسكريًا واقترب من إسقاط ما تبقى من النظام أمعنت العصابة في الإجرام. عمومًا ليس هذا جديدًا، فمنذ اليوم الأول للثورة ونظام الشبيحة يرتكب فظاعات يندى لها جبين الإنسانية التي مازالت تتخاذل وتتركه يفتك بشعب يريد التحرر ليعيش كالبشر، بلغت الخسة والنذالة قصف المخابز والمستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات المياه والكهرباء والوقود والطرقات وكل الخدمات المتواضعة في المناطق المحررة لكي يموت ببطء من نجا من قصف الطائرات والدبابات ووحشية تتر العصر. إخفاقات جيش الأسد وتساقط سوريا من قبضته قرية بعد قرية وشارعًا بعد شارع ومدينة بعد مدينة وثكنة بعد ثكنة ومحاصرته في قصره تجعله يلجأ إلى القتل بجنون وبما تبقى لديه من أدوات سفك للدماء منفذًا سياسة الأرض المحروقة وهو أسلوب الطغاة مصاصي الدماء في كل عصر، حيث يستخدم الطائرات في القصف العشوائي وصواريخ سكود الفتاكة والقنابل العنقودية وقنابل الغاز ويداه الآن على الزر لإطلاق الكيماوي آخر ورقة

في جَعبته بعد أن فشلت آلته العسكرية في دفع السوريين للاستسلام، لكن مهما فعل فإن كل ذلك لن ينقذ آخر وأبشع الطغاة العرب لتتحرر المنطقة من تلك الأنظمة التي شوهت وأساءت كثيرًا للقومية العربية وفكرتها النبيلة وأساءت للممانعة والمقاومة الحقيقية، بينما هي تسيم شعوبها الذل والقهر والفقر والقتل، فلا نظام واحدًا من تلك الأنظمة الآفلة حقق حياة كريمة لشعبه ولا منحه حرية وكرامة إنسانية بل الإخضاع بالقوة ليظل راضخًا خانعًا للحاكم الفرد وفحش عصاباته الأمنية. ولا نظام واحدًا منها يخدم فكرة القومية العربية أو يقاوم إسرائيل إنما يقاوم شعبه كما هو حاصل الآن من نظام المقاومة الكاذب في بلاد الشام.

سفاح سوريا ساقط لامحالة، والأمر مسألة وقت فقط، لكنه لن يتوقف عن المجازر إلا بعد أن يستنفد الرصاصة الأخيرة في جَعبته، وطالما هو قادر على سفك الدماء فهو مستمر لأن كبرياءه المرضي المزعوم يحتم عليه أن يظل حتى اللحظة الأخير يعيش في أكذوبة أنه مقاوم وأنه يواجه مؤامرة كونية ضده وأن كل تلك الملايين التي ترفضه من شعبه هي رأس حربة المؤامرة ولو انفض جميع الحواريين من حول الطاغية المريض وظل بمفرده في الساحة فإنه لن يصدق أنه على خطأ بل سيتصور أن العالم كله مخطئ بينما هو الوحيد المصيب. لا أدل على ذلك من اعتراف حليفه وشريكه الروسي في ذبح الشعب السوري بأن موسكو ومعها بكين تعجزان عن إقناعه بالرحيل وطلب اللجوء. نهاية طاغية آخر باتت قريبة.