رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أولى ثمار الثورة

حيث أنا موجود بعيدا عن الوطن حرصت على الاستيقاظ مبكرا صباح الاثنين 28 نوفمبر2011 أول يوم انتخابات في أول جولة انتخابات لأول برلمان بعد الثورة المجيدة ،وقد رابطت أمام التليفزيون اتابع بفرح غامر،

رغم أنني لم اكن قد نمت إلا ساعتين فقط. لا افعل ذلك عادة إلا يوم العيد حيث اؤدي الصلاة ثم امكث أمام التليفزيون لمتابعة اشراقات العيد في مصر والبلدان العربية، ثم اخلد للنوم.
اعتبرت صباح الاثنين هو صباح يوم عيد آخر للشعب المصري الذي ازال ديكتاتور مستبد، هو عيد غير تقليدي لحدث غير تقليدي في تاريخ مصر، عيد الحرية والديمقراطية وقطف أولى ثمار الثورة، واللحظة التي رأيت فيها طوابير الناخبين تقف أمام اللجان في هدوء ورقي وتحضر ايقنت أن المصريين صنعوا شيئا عظيما يوم 25 يناير وأنهم بنزولهم بكثافة للتصويت يدركون حقيقة ما انجزوه في ثورتهم العظيمة ، وما يريدون صنعه اليوم. الطوابير الطويلة أمام اللجان حقيقية هذه المرة، مثل الطوابير التي شاهدناها يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس الماضي. قبل ذلك كانت طوابير الانتخابات - إذا وجدت – مزيفة، ليصورها تليفزيون الدولة المتخلف ليتاجر بها في بجاحة بأن المصريين يقبلون على الانتخابات، ويصوتون للحزب الوطني الذي أصبح في خبر كان ،أو كانت طوابير للمزورين ليدخل كل واحد ويقوم بدوره في تسويد البطاقات لمرشحي الوطني، وباستثناء هذين الطابورين ففي الغالب لم تكن هناك طوابير أخرى ، فالناس كانوا يعلمون أن اصواتهم بلا قيمة ، فهم إذا ذهبوا واعطوا أصوتهم لـ " فلان " من المرشحين يجدون أن "علان " التابع للحزب الوطني هو الفائز، فلماذا يتعبون انفسهم ويذهبون للجان طالما أن إرادتهم تزور ولا تحترم؟.
بدأ المصريون يشعرون الآن أن لأصواتهم قيمة ، ومع توالي الانتخابات، وتوالي تأكدهم من نزاهتها وشفافيتها ومصداقية نتائجها، فإنهم سيقبلون أكثر على كل انتخابات لأنهم سيجدون أنهم صاروا أصحاب قرار في رسم مستقبلهم وفي اختيار ممثليهم. وهنا قد لا نحتاج لإشراف قضائي كامل ولا من أي نوع لنكون مثل الغرب الديمقراطي حيث يجلس موظف في اللجنة ويدخل ويخرج الناخبون للتصويت بحرية فالكل يشارك في نزاهة الانتخابات لأن النزاهة اصبحت قيمة سامية يؤمن بها جميع المواطنين مثل الأمانة والصدق والإخلاص.
يوم الاثنين يعد عرسا حقيقيا للديمقراطية . يوما تاريخيا لمصر والمصريين، هو الصعود لأول عتبة في سلم

الديمقراطية، أول مراحل الانتقال الحقيقي للسلطة من المجلس العسكري إلى من ينتخبهم الشعب .شكرا للتحرير وثوار التحرير في ميادين ومحافظات مصر كلها ،فلولاهم في 25 يناير ماكنا قد وصلنا إلى هذه الأيام الخالدة من التسليم بإرادة المصري في الاختيار عبر صناديق الانتخاب.
بدأت الثورة تبني مصر الجديدة الحرة التي يمتلك الشعب فيها قراره ويختار فيها حكامه. التحرير صنع المعجزة ولذلك علينا أن ننصرف جميعا إلى المشاركة في تكريس الديمقراطية بالانخراط في الانتخابات وفي تفعيل النشاط الحزبي للوصول إلى كل شبر في أرض مصر، فهذا هو الطريق الآن أمام كل ثائر ليضع أهداف ثورته موضع التنفيذ . الموجة الثانية من الثورة حسمت مطالب كانت معلقة ، وأزالت المخاوف من عدم انتقال السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين المنتخبين ، وقد تحققت نتائج رائعة وإن كانت بدماء الشهداء، لكن البقاء في التحرير لن يكون مفيدا كثيرا الآن، بل يجب المشاركة الإيجابية الفعالة بكثافة في الانتخابات حتى يكون لمصر برلمان متوازن لا يسيطر عليه تيار أو جماعة او حزب معين . مصر لكل أبنائها وصنع المستقبل يجب أن يتشارك فيه الجميع.
****
حتى كتابة هذه السطور صباح الاثنين كان سير الانتخابات وتأمين اللجان وتواجد قوات الجيش مع الشرطة مطمئنا ولم تكن هناك مشاكل كبيرة مؤثرة، واتمنى أن يكون اليوم كله قد مر بهدوء ودون حدوث ما يعكر الصفو حيث سيعول على ضربة البداية تلك في انجاز المرحلتين التاليتين من الانتخابات ، وفي بث رسالة للداخل والخارج بأن مصر بخير مهما حصل من انفلات وفوضى.