عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرحلة ما بعد مبارك

حين ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول وآخر قنبلتين ذريتين في التاريخ على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في العام 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية، أراد كبار قادة الجيش الياباني الثأر من أمريكا بالقيام بعمليات انتحارية داخل الاراضي الامريكية على غرار تدمير الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور، إلا أن إمبراطور اليابان «هيرو هيتو» رفض ذلك وأعلن أنه سيوقع اتفاقية استسلام اليابان معلناً أن صفحة كاملة من تاريخ اليابان قد طويت للأبد، وأن هناك صفحة جديدة يجب أن تبدأ ومن حق الأجيال الجديدة المشاركة فيها من أجل مستقبل اليابان، وهو ما حدث بالفعل حتى وصلت اليابان الى مكانتها الاقتصادية العالمية حالياً فأصبحت ثالث قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.

ما حدث في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ينبغي أن يكون درساً لنا لاستلهام العبر حتى تطوى مصر صفحة مبارك بعد الحكم ببراءته مؤخراً وهو ما أثار جدلاً واسعاً لدى أنصار ثورة 25 يناير 2011 وأهالي الشهداء والذين رفض بعضهم الحكم، رغم أن هذا مكانه ساحة القضاء وليس الشارع للاحتجاج، وهو الحدث الذي استغله الاخوان لتفريق الصف الوطني انتقاماً لعزلهم من الحكم في ثورة 30 يونية 2013.
صفحة مبارك طويت للأبد، أو هو ما ينبغي أن يتم ويحدث من أجل صياغة مستقبل الوطن في ظل تفتيت الشرق الأوسط وإعادة رسم خريطته لدول جديدة وحدود مختلفة لا علاقة لها البتة بما تم التعارف عليه طوال الـ 100 عام الماضية بعد تقسيم الشرق الأوسط ضمن مخطط سايكس / بيكو في الحرب العالمية الأولى.
مرحلة مصر ما بعد مبارك تواجه تحديات عديدة يمكن تلخيصها في الآتي:
- الإرهاب: أكبر التحديات وأخطرها في الداخل لأنه يسعى الى إزالة الدولة المصرية المعروفة من الوجود وإقامة ممالك أو إمارات إسلامية متشددة تحتل مركز الصدارة منها تنظيم «داعش» و«القاعدة» وهما آلة قتل دموية جبارة تتخذ الدين مطية للوصول الى الحكم، وقد رأينا جماعة أنصار بيت المقدس تعلن البيعة لتنظيم «داعش» لإقامة دولة الخلافة الاسلامية علي غرار دولة «داعش» المزعومة في العراق وسوريا، المخطط جد حقيقي ومخيف، يؤكد ذلك رفع بعض انصار السنة والاخوان أعلام «داعش» في التظاهرات الاخيرة في بولاق الدكرور والمطرية وسقوط مؤسس صفحة «داهن» على الانترنت لإحياء دولة الخلافة في فيصل والهرم، واذا كانت الثورة الاسلامية المسلحة فشلت في الحشد يوم الجمعة الماضي 28 نوفمبر، فإن ذلك يرجع لاعتبارات عديدة أهمها قوة الدولة التي أعلنت على لسان بعض قيادات الداخلية أن الطلقة الواحدة سيتم الرد عليها بألف طلقة، والأهم من ذلك أنه لا يوجد تهديد حقيقي للهوية الاسلامية ولا أي

تهديد بالمرة لأن مصر بلد الأزهر والاسلام الوسطي المعتدل، أي أن فكرة الهوية مفرغة من مضمونها قبل الدعوة إليها، وإذا كانت تظاهرات 28 نوفمبر قد فشلت فالأرجح أن الاخوان سيعادون الكرة في 25 يناير ذكرى الثورة.
- الاصلاح الاقتصادي: في مارس المقبل ينطلق المؤتمر الاقتصادي الكبير في شرم الشيخ وينتظر أن يقدم العديد من الفرص الاستثمارية والتسهيلات لكبري الشركات العالمية بعد نجاح مصر في خارطة الطريق.
والحفاظ علي المسار الديمقراطي واعلان تقرير تقصي الحقائق لأحداث اعتصامي رابعة والنهضة وبدء المشروعات القومية العملاقة مثلاً تنمية الساحل الشمالي وتدشين قناة السويس الجديدة وتطوير منطقة البحر الأحمر وربطها بمدن الصعيد وانشاء المركز العلمي العالمي، يساعد على ذلك دعم دول الخليج اللامحدود لمصر بعد إسقاط الاخوان وعزل مرسي في ثورة يونية.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن مصر يمكنها تحقيق معجزة النمور الاقتصادية الآسيوية في ثلاث سنوات فقط بدلاً من 20 سنة كما فعلت كوريا وماليزيا، و10 سنوات كما فعلت تركيا والبرازيل واختصار المدة الى ثلاث سنوات يرجع للثورة المعلوماتية والتكنولوجية الهائلة التي حققتها البشرية في السنوات الأخيرة، وبالتالي مصر على أعتاب التقدم الكبير خصوصاً مع تدشين مشروع الضبعة النووي واستخراج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص.
- الانتخابات البرلمانية: ثورة 30 يونية 2013 على بعد خطوات من أول برلمان لها في مارس 2015 وهو آخر خطوات خارطة الطريق بعد عزل مرسي واذا كانت بعض الاحزاب تطالب بتأجيل الانتخابات بسبب المعركة مع الإرهاب ألا أن حزب الوفد رفض التأجيل وكل ما هو مطلوب هو تعديل قانون الانتخابات لإعطاء الفرصة للاحزاب للتمثيل الحقيقي لها وتضييق فرص الفلول والاخوان الي أبعد الحدود الممكنة للتمثيل تحت قبة البرلمان.