عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكرى «رابعة».. الدروس المستفادة

تمر اليوم الخميس 14/8/2014 الذكرى الأولى لفض الشرطة والجيش لاعتصامي «رابعة العدوية» بمدينة نصر بالقاهرة و«ميدان النهضة» بالجيزة، بعد 48 يوماً هدد خلالها المعتصمون وقياداتهم من أمراء الارهاب مثل عاصم عبدالماجد وطارق الزمر بذبح المصريين وقتلهم في الشوارع واعلان الخلافة الاسلامية،

لمنعهم من الخروج والاعتصام بميدان الاتحادية للمطالبة بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في 30-6-2013 لرفضه إجراء استفتاء على استمراره في الحكم بسبب فشله المزري في الرئاسة والتحيز للاخوان والسعي لتمكينهم من مفاصل الدولة اضافة الى التفريط في التراب الوطني عبر بيع اراضي سيناء للفلسطينيين والتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، وقد ساهم هذا كله مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وخصوصاً انقطاع الكهرباء وانتشار طوابير الغاز لساعات أمام محطات البنزين وعدم توافر أنابيب البوتاجاز، ساهم هذا في انفجار الأوضاع والخروج لعزل مرسي وهو ما تم فعلاً بعدها بأيام في 3-7-2013 بعد انحياز الجيش للارادة الشعبية، وقد ثبت فيما بعد أن الجيش أنقذ البلاد من خطر السقوط في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ناهيك عن حمايتها من مخططات التقسيم الأمريكية لتدشين الشرق الأوسط الجديد الذي يصبح فيه العالم العربي دويلات متنازعة عرقياً وطائفياً ومذهبياً وهذا كله يصب في مصلحة اسرائيل التي تصبح القوة الكبرى والوحيدة في المنطقة.
ما حدث في يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة الذي خلف مئات القتلى وفقاً للتقديرات الرسمية وآلاف القتلى وفقاً لتقديرات الاخوان وبعض منظمات حقوق الانسان المشبوهة، يتطلب وقفة لأخذ العبر والدروس من أكبر حوادث القتل الجماعي في مصر في تاريخها المعاصر، وأهم تلك الدروس:
أولاً: الشرعية للارادة الشعبية أولاً وأخيراً وليست لأي حاكم مهما بلغت قوته ونفوذه، فكما سقط مبارك لفرض 20 مليون مصري له تقريباً، خرج قرابة 35 مليون مصري رافضين استمرار محمد مرسي في الحكم، وقد تتجلى الارادة الشعبية في الادلاء بأصواتها في صناديق الانتخاب أو في الخروج بالشوارع والتظاهر بالميادين وهي ألف باء الديمقراطية، أي أن شرعية الصندوق هى الثانية وليست الأولى، وحتى شرعية الصندوق رفضها مرسي للاستفتاء على استمراره في الحكم لتأكده من سقوطه المدوي، أي انه كان يريد استمرار حكمه للمصريين رغم فشله الواضح والمزري، وهذا يكشف بوضوح أن الإخوان لا تؤمن بالديمقراطية حقاً إنما اتخذتها وسيلة للوصول الى الحكم لهدم اركان الدولة من اساسها تمهيداً لاقامة الخلافة الاسلامية والتي استمرت في التاريخ الاسلامي قرابة 63 عاماً فقط قتل خلالها ثلاثة من الخلفاء الراشدين من أربعة هم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وبالتالي اختلفت تجربة حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية للاخوان المسلمين - عن حزب العدالة والتنمية التركي، فالأول لا يؤمن بالديمقراطية حقاً والثاني يحترم قواعدها ولا يجوز له القفز فوقها رغم إرادة الجماهير لاستمراره في الحكم.
الدرس الثاني المستفاد من تجربة فض اعتصامي رابعة

والنهضة ان المراجعات الفكرية لامراء الارهاب في السجون والتي أدت بالتالي الى الافراج عنهم مثل كرم زهدي وعاصم عبد الماجد وناجح ابراهيم وطارق الزمر، تتطلب المراجعة لقد التزم بتلك المراجعة كرم زهدي وناجح ابراهيم ولكن عاصم عبد الماجد وطارق الزمر تراجعا عنها وقد رأينا عاصم يهدد المصريين في رابعة وفي المنيا بعظائم الأمور إن خرجوا على مرسي وطالب الاقباط بعدم الخروج من منازلهم يوم 30-6-2013 فأي ارهاب بعد هذا؟ وهل كانت مراجعة هؤلاء حقيقية أم زائفة للخروج من السجون بعد انقضاء عقوباتهم المقررة؟ وماذا عن مراجعات الصفين الثاني والثالث المنتمين للجهاد والجماعة الاسلامية؟ هل التزموا بها أم خرجوا عليها وانضموا وأسسوا تنظيمات أخرى مثل أنصار بيت المقدس وأجناد الله؟
أيضاً من الدروس المستفادة من فض اعتصامي رابعة والنهضة أن مصر مستهدفة بشكل مرعب من قوى اقليمية ودولية تسعى لتدميرها وتقسيمها حتى لا تصبح قوة مركزية في المنطقة، والمقصود بتلك القوى طبعاً تركيا وقطر واسرائيل وأمريكا وايران، لقد حمى الله مصر من كابوس مخيف كان سيتحقق إذا فشل فض اعتصامي رابعة والنهضة أو لم ينحز الجيش إلى الارادة الشعبية في 30 يونية، وقتها كنا سنرى جيوش الأساطيل الامريكية والغربية تغزو مصر وحدوث استباحة لكل حدود الوطن من السودان جنوباً لضم حلايب وشلاتين بالقوة، ومن اسرائيل لاحتلال سيناء - حلمها القديم المتجدد - ومن ليبيا في الغرب بواسطة أمراء الارهاب والميليشيات المسلحة، وهو ما لم يحدث في التاريخ المصري كله، ليصبح وضع مصر - لا قدر الله - أسوأ من وضع ليبيا وسوريا والعراق الآن، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه بالفنانين منذ فترة: «إذا سقطت مصر فلن تقوم أبداً ولكن الله سلم، ونجح فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» فيالها من ذكرى مريرة وأيام سوداء عشناها».
وتلك خطى كتبت علينا.. ومن كتبت عليه خطا مشاها.