عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إثيوبيا.. أرض مصرية

مع أنني لست من أنصار الحل العسكرى لمواجهة تداعيات سد النهضة الإثيوبى حالياً، وأؤيد رأي القوات المسلحة كما جاء على لسان المتحدث بوزارة الدفاع من أن «قضية سد النهضة ليست عسكرية، وأن الخيار العسكري سابق لأوانه»، إلا أن بعض الكتاب والسياسيين الإثيوبيين انتابتهم الهلاوس من إعلان الرئيس مرسى أن «كل الخيارات مفتوحة لحل مشكلة سد النهضة» بما يعني تلميحاً إلي الخيار العسكرى، فأقاموا الدنيا وأقعدوها لأن مصر لمحت إلي الحرب -وهذا حق أصيل لها في قضية حياة أو موت مثل سد النهضة- والأسوأ من هذا أنهم بدأوا يزيفون حقائق الجغرافيا والتاريخ ويتطاولون علي مصر بشكل غير مسبوق وهو ما ينبغي التصدي له وتفنيده والرد عليه.

كاتب إثيوبي مغمور يدعي «جازيف هاليماكل» كتب في صحيفة «الأورمبا تيمز» الإثيوبية مؤخراً يدعو إلي طرد مصر من منظمة الوحدة الإفريقية وإلى إغلاق السفارات المصرية في كل دول إفريقيا، وزعم أن المصريين ليسوا أفارقة بل عرب فقط وأنه لا يمكن الجمع بين الهويتين العربية والأفريقية، ولم تنته خرافات المدعي الإثيوبى عند هذا الحد، بل زعم في صفاقة يحسد عليها أن أصل النوبة في مصر إثيوبيون، لأن الفراعنة -أصل مصر- كانوا من الزنوج وأن المصريين الحاليين وافدون وهم سلالة العرب الذين احتلوا مصر في القرن السابع الميلادى، واختتم المدعي الإثيوبى بالمطالبة بمعاقبة المصريين فوراً لأنهم يهددون إثيوبيا بالحرب ولأنهم يتعالون عليها.
ردى علي هذه الخرافات والهلاوس الإثيوبية الآتى:
- مصر دولة عربية إسلامية إفريقية، جذورها فرعونية، والحقيقة المؤكدة أن إثيوبيا جزء من مصر الفرعونية التي امتد نفوذها إلي الحبشة وإثيوبيا والصومال وبلاد بونت وكينيا، وبالتالى فإثيوبيا هي الفرع ومصر هي الشجرة وليس العكس، وهذا ثابت من الروايات الفرعونية ونقوش المعابد وكتابات المؤرخين ولا مجال فيه لمزايدة أو ادعاء.
- النوبة لم تكن جزءاً أبداً من إثيوبيا، بل جزء من مصر وامتدت الرقعة الجغرافية للنوبة إلي شمال السودان، وعندما هاجم المغول الشرق الإسلامي وزحفوا إلي مصر بعد تدمير بغداد كانت

ديانة النوبة هي المسيحية وعلم القائد المظفر الظاهر بيبرس بخطورة أطماعهم لاقتطاع جزء من مصر وإقامة مملكة خاصة بهم فتركهم حتي انتصر علي المغول في عين جالوت، ثم عاد وهاجم النوبيين فهزمهم ودمر ممتلكاتهم بالكامل وأبادهم عن بكرة أبيهم، وبعدها دخلوا رويداً رويداً في الإسلام.
- أدرك محمد علي خطورة إثيوبيا باعتبارها بوابة التبشير في إفريقيا ووجود منابع النيل الأزرق بها، فقام باحتلالها هي والصومال وجيبوتى وإريتريا الآن والسودان ولما جاء ابنه إسماعيل أكمل المسيرة فاحتل جميع موانئ البحر الأحمر وحاصر إثيوبيا التي كانت تعيش علي السلب والنهب والإغارة علي شرق السودان، وفي إحدي المعارك انتحر ملك إثيوبيا عندما علم بتحرك الجيش المصرى لغزو إثيوبيا.
- منظمة الوحدة الأفريقية أسسها عبدالناصر في العام 1957 وجعل إثيوبيا مقراً لها لأنه كان سياسياً حكيماً ورغبة منه في امتداد أواصر الصداقة والتعاون مع الكنيسة الإثيوبية التي هي جزء من الكنيسة المصرية الأم.
- اتهام المصريين بالتعالي والغطرسة في التعامل مع الأفارقة، جزافى يرجع إلى تفوق المصريين قديماً وحديثاً نظراً لموقع مصر الفريد بين ثلاث قارات ولحساسية الأفارقة الزائدة بسبب العرق واللون وهذه مسألة لا علاقة لنا بها ولا ينبغي الالتفات إليها أصلاً لأن الإنسان بعمله وسلوكه وليس بلونه والمسألة العنصرية تكاد تختفي من العالم كله الآن ليصبح عالماً واحداً.