رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا مشير.. مش عايزين ميخائيل!!

رغم الانفراج النسبي لأزمة محافظ قنا، بقرار الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء تجميد قرار تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظاً لقنا لمدة 3 شهور، وقيام السكرتير العام للمحافظة بمهام المحافظ، ورغم ترحيب أبناء قنا بالقرار وقيامهم بفض الاعتصام وتسيير حركة القطارات.. إلا أن الأزمة مازالت مستمرة، وأولي خطوات انفراجها هي تقديم اللواء ميخائيل نفسه استقالته رفعاً للحرج عن مجلس الوزراء حتي يتم اختيار محافظ آخر بهدوء.. يعيد الهيبة للدولة ويرد الاعتبار لأبناء قنا!

ماذا يريد اللواء عماد ميخائيل محافظ قنا الجديد الذي رفضته جموع أبناء المحافظة منذ قرار تعيينه محافظاً لقنا وحتي الآن والذي بسببه ثارت قنا وخرجت الملايين رافضة توليه المنصب لأسباب عديدة؟

ماذا يريد ميخائيل تحديداً؟ هل يتوقع أن يتراجع أبناء قنا عن وقفتهم ضده ويطالبوا به محافظاً بعد قرار تجميده وبعد كل ما جري؟

هذا هو المستحيل بعينه.

لقد خرج المتظاهرون في قنا بعد صلاة الجمعة وهم يرددون بصوت واحد وقوي: »يا مشير.. مش عايزين ميخائيل!!«.. وكنت أتوقع أن يكون اللواء عماد ميخائيل عند مستوي المسئولية ويحسم مشكلة ثورة قنا ويرفع الحرج عن مجلس الوزراء ويقدم استقالته فوراً دون قيد أو شرط.. والبدائل كثيرة سواء بتعيين حاكم عسكري لقنا أو استمرار قيام السكرتير العام بأعمال المحافظ طوال الفترة الانتقالية، أو تعيين محافظ جديد مسلم.. وذلك لحين اختيار المحافظين بالانتخاب شريطة وجود ضمانات تضمن انحيازه للمحافظة وليس لقبيلته.

لقد دهشت وأنا أتابع تصريحاً للواء عماد ميخائيل لإحدي الصحف الإلكترونية مؤخراً ذكر فيه بالحرف الواحد أنه سيسعي لبذل أكبر جهد ممكن حتي يعيد الأوضاع في قنا إلي مكانها الصحيح والعمل علي خدمة الجميع.. وأضاف المحافظ المرفوض لافض فوه: إن شعب قنا حتة منه وهو حتة منهم!! وأنه سيبذل أكبر جهد ممكن حتي يستطيع أن ينقل المحافظة إلي الأفضل، داعياً المواطنين لعدم الحكم عليه قبل أن يروا ما سيقدمه للمحافظة!

هل هناك عبث بعد كل هذا العبث؟

الإجابة باختصار: لا.. لأنه يبدو أن هناك حوار طرشان.. الكل يتكلم ولا أحد يسمع الآخر.

السيد اللواء ميخائيل: لقد رفضك أقباط قنا قبل مسلميها.. لأنك رجل شرطة.. ولأنك خدمت نظام مبارك السابق.. وشاركت في محاولة قمع ثورة 25 يناير.. واتهمك أيمن نور زعيم حزب الغد بتعذيبه إبان فترة سجنه علي ذمة قضية توكيلات حزب الغد.. بل إن بعض الأقباط يتهمونك بقتل الشباب الأقباط الذين تظاهروا أمام مبني محافظة الجيزة وقت أحداث كنيسة العمرانية أوائل العام الحالي عندما كنت نائباً لمدير أمن الجيزة.

ألا تكفيك تلك الأسباب لتعلن استقالتك؟

هل أذكرك بما قاله عنك الأب ميشيل وهو أحد الرهبان الفرنسيين والمقيم بقوص.. لقد قال بالحرف الواحد: إن الوضع معقد في محافظة قنا، وأن المحافظ الجديد لا يرضي عنه الأقباط قبل المسلمين، والأوراق مخلوطة وعلي الجميع أن يتفادوا كل الحساسيات الطائفية ولابد من حل الأزمة فوراً.

أرجو ألا يغضب اللواء ميخائيل من كلامي أو يتصور أن لدي حساسية خاصة من لواءات الشرطة.. لأن الكثير من أقاربي لواءات شرطة، وتلك تهمة لا

أدفعها أو شرف لا أدعيه، أو يعتقد أنني طائفي.. لأنني أبعد ما يكون عن هذا وأومن بالدولة المدنية لا الدينية وبالمواطنة قبل كل شيء وكثير من أصدقائي مسيحيون منذ الطفولة وحتي الآن، وإذا كنت أؤيد حق أبناء قنا في رفض المحافظ الجديد فأنني لا أقر أبداً تعطيل المصالح وقطع قضبان السكك الحديدية وتوقف القطارات والتمرد علي الدولة ربما لأول مرة منذ قيام الدولة المدنية الحديثة أيام محمد علي، ولكنهم معذرون لتجاهل الحكومة لهم منذ بداية الأزمة ولأنهم يرفضون تخصيص قنا كوتة للمحافظين الأقباط، وبدلاً من الاستماع لهم، خرج تصريح غريب يتهم المتظاهرين بالخروج علي القانون، فرفع أبناء قنا سقف مطالبهم إلي إقالة الدكتور عصام شرف والدكتور يحيي الجمل معاً، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه زيارة من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لقنا لحسم المشكلة، بعد فشل زيارة وزير الداخلية »عيسوي«، فوجئنا به يتعلل بضيق الوقت لسفره إلي الخليج وأنه ينتظر أبناء قنا ليحاورهم عبر التويتر؟

لا.. يا دكتور عصام شرف..

أبناء قنا الفلاحون والعمال في المصانع لا يعرفون التويتر.. كل ما يعرفونه أنهم لا يريدون الصدام مع الدولة ويريدون تغيير المحافظ الجيد.. وأرجو ألا يزايد أحد علي قنا ويذكر أن تلك المشكلة طائفية.. لأن أبناء قنا بعيدون تماماً عن الطائفية وسبق أن أعطوا أصواتهم لمكرم عبيد باشا القبطي - ابن قنا - بعد أن خرج من عباءة الوفد وهو حزب الأمة العريق وقد حدث ذلك قبل ثورة يوليو 1952.

لقد اشتهرت قنا طوال تاريخها بإنتاج الرجال والعلماء والأدباء.. ومعقل الوطنية والثورة.. ويكفي أن أحمس الذي طرد الهكسوس خرج من الأقصر.. ويكفي أيضاً أن قنا أيضاً أجارت السادات في الأربعينيات بعد هروبه من المعتقل حيث اختبأ في بيت جريو، وقد شاهدت هذا المنزل كثيراً في طفولتي لأنه يقع بجوار منزلنا القديم في شارع الحلوي.

السيد اللواء ميخائيل: أرجوك.. اتخذ القرار الوحيد والصحيح المنتظر منك الآن لحل إشكالية محافظ قنا.. أرجوك قدم استقالتك فوراً!!