رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حبايب» الإخوان

تسأل عن هشام قنديل، رئيس الوزراء، وميوله السياسية فيقال لك إنه محسوب على الإخوان وليس من الإخوان، وتسأل عن المستشار أحمد مكى، وزير العدل، فيقال لك الكلام نفسه، وتسأل عن زميل صحفى متعاطف مع الإخوان، فيقال لك العبارة نفسها تقريباً: إنه حبيب الإخوان ومسحوب عليهم وليس منهم الظاهرة جد خطيرة وينبغى لنا التوقف عندها لأنه إما أنك حزبى وإما منتمٍ لحزب معين أو جماعة معينة أو أنك مستقل، ولكن لا يكن أبداً القبول إنك محسوب على حزب أو جماعة وفى الوقت نفسه أنت ليس منهم ولا مستقل أيضاً.

فى تقديرى، المسألة تعبر عن حالة الارتباك السياسى فى المجتمع واستمرار السيولة السياسية، حيث يفضل البعض أن يجعل هناك مسافة ما بينه وبين أقرب الأحزاب إليه، فإذا وصل هذا الحزب إلى السلطة اقترب منه عسى أن يظفر بمنصب أو موقع سياسى مهم وإذا بقى الحزب هامشياً وخارج المسرح السياسى ابتعد عنه صاحبنا لأنه محسوب عليه وليس منه ولديه كل المبررات والحجج والأسانيد السياسية والقانونية لذلك.
وإذا كانت هناك حجج يستند إليها المحسوب على فصيل سياسى أو حزب أو جماعة ما، فإن هذا المحسوب يعتبر فائدة كبيرة لهذا الحزب أو الجماعة لأنه يتيح لها الاستفادة من خبراته وإسناد منصب مهم إليه دون توجيه سهام النقد لأنه محسوب عليه أو عليها وليس عضواً يمكن أن يثير القيل والقال.
أعرف زملاء صحفيين ميولهم إخوانية استفادوا من الإخوان أكثر من الإخوان أنفسهم، واحتلوا مواقع قيادية وإعلامية كبيرة لأنهم محسوبون عليهم وليسوا جزءاً منهم، وفى تقديرى أن المسألة انتهازية سياسية ليس إلا، لأنه إما أن تكون حزبياً وإما مستقلاً، أما البين بين فلا تنطلى على أحد وتسيىء لصاحبها أكثر مما تفيده أمام نفسه قبل الآخرين، وإذا خرج الحزب المحسوب عليه من السلطة يكون حسابه عسيراً فى المجتمع أكثر من أعضاء الحزب أنفسهم.
ليس عيباً أن تنضم لحزب ما وأن تمثل أعلى المواقع القيادية

فيه وأن تخسر كل شىء إذا خرج الحزب من السلطة فتلك قواعد اللعبة السياسية التى تقر تداول السلطة، تماماً كما حدث مع الدكتور حسام بدراوى، أمين عام الحزب الوطنى، بعد الثورة وقبل حله بحكم المحكمة، وقد كشف الرجل أنه حاول إقناع مبارك بالتنحى عن الحكم إلا أن زكريا عزمى قام بطرده من القصر الجمهورى، ومثل هذا الموقف لا ينتقص من قيمة بدراوى أبداً، رغم أنه أحد كوادر الحزب المنحل وأعتقد أن موقفه كان أسوأ لو كان محسوباً على الحزب الوطنى وليس أحد كوادره.
التجربة الحزبية شهدت العديد من الانتقالات من أحزاب اليمين إلى اليسار والعكس ووجدنا العديد من رموز التيار الإسلامى كانوا محسوبين على اليسار فى الستينيات مثل الكاتب الراحل عادل حسين والكاتبة صافيناز كاظم وطارق البرى، وهذا أمر طبيعى ومقبول فى إطار المراجعات الفكرية وهزيمة الاتحاد السوفيتى فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى، ولكن الجديد حقاً هم المحسوبون على الإخوان، فماذا يكون موقفهم لو أصبح حزب الحرية والعدالة خارج السلطة؟ وماذا لو تم حل جماعة الإخوان المسلمين بحكم القضاء؟ وماذا لو استقال الرئيس محمد مرسى من الإخوان وحزب الحرية والعدالة؟
هل يستمر ولاء هؤلاء للإخوان بعد أن ظلوا محسوبين عليهم؟ أم يخلعوا عباءة الإخوان بعد أن انتهى الغرض منها؟