رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمصر.. لا لمحمد مرسى

تكشف المؤشرات شبه النهائية فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية بنسبة 51٪ تقريباً وهزيمة الفريق أحمد شفيق بنسبة 49٪، وأياً كان الفائز والمهزوم، فإن الفائز الحقيقى فى تلك الانتخابات فى اعتقادى هو الشعب المصرى نفسه الذى اختار رئيسه لأول مرة منذ 8 آلاف عام.

مبروك لـ«مرسى» وهارد لك «شفيق»، وبعد انتهاء المعركة الانتخابية يحق لنا التقاط الأنفاس وتأمل ما جرى وإبداء الملاحظات قبل أن يتولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية رسمياً فى 30 يونيو الجارى.
> أولى تلك الملاحظات أن الانتخابات الرئاسية هى أولى خطوات الممارسة الديمقراطية الحقيقية بعد حل البرلمان وإبطال قانون العزل، صحيح أن الرئيس «مرسى» غير كامل الصلاحيات مثل الرؤساء السابقين مبارك والسادات وعبدالناصر ونجيب لكنه يبقى أنه الرئيس الوحيد بينهم الذى اختاره الشعب المصرى.
> الملاحظة الثانية أن الصعيد لعب دوراً كبيراً فى فوز «مرسى» بمقعد الرئاسة، وقد آن الأوان لكى تنظر له الدولة بعين الاعتبار من الظلم التاريخى الذى تعرض له طوال العهود السابقة فأصبح عنواناً للقهر والفقر والمرض والبطالة والجريمة، ويجب على الرئيس محمد مرسى أن يولى اهتماماً خاصاً بالصعيد الذى يملك كل المؤهلات اللازمة لتطوره من موارد سياحية وبترولية إلى أراضى إلى مياه إلى بشر، وكل ما هو مطلوب هو وضعه على خارطة الاستثمارات المحلية والعالمية لكى يبقى الصعيد جزءاً حقيقياً من الوطن وليس وجعاً فى قلب مصر، تارة بالمشكلة القبطية وتارة أخرى بمشكلة النوبة وتارة ثالثة بمشكلات الثأر والسلاح والمخدرات.
> الملاحظة الثالثة: إنه يجب عدم التربص بأنصار «شفيق» بعد الانتخابات لتصفية الحسابات معهم، فالاختيار حر؟ ومصر بعد رئاسة «مرسى» يجب أن تختلف عما قبلها، ليس معنى ذلك التواطؤ على الفساد فى العهد السابق، العكس هو المطلوب أن محاربة فساد نظام مبارك بالأدلة والبراهين والمستندات وأن يكون الدافع لذلك هو تحقيق العدالة وليس الانتقام.
> الأقباط يعيشون فى رعب حقيقى بعد فوزك المرجح بالرئاسة، ليس خوفاً من الإخوان وحزب الحرية والعدالة اللذين أتيت منهم، بل خوفاً من الأحزاب والتيارات

المتشددة التى ناصرتك فى الانتخابات ولابد من إجراءات عملية لبعث الطمأنينة فى نفوس الأقباط بالإسراع بتعيين نائب رئيس جمهورية قبطى كما تعهدت فى خطاب سابق، والتأكيد فى خطاباتك القادمة على رعاية الأقباط باعتبارهم جزءاً من الأمة وليسوا أقلية.
> بخلاف الأقباط أعتقد أنه حان الأوان لرعاية المرأة والشباب باختيار نواب منهم لرئاسة الجمهورية، بخلاف إنشاء مراكز لاستثمار طاقات الشباب والاهتمام بالمشروعات الجماعية التى يشاركون فيها، خلال شهور الصيف بأجور تكفيهم البطالة وتعيينهم على مواجهة أعباء العملية التعليمية خلال العام الدراسى، كذلك يجب النظر بعين الاعتبار للمجلس القومى للمرأة ليكون فاعلاً وليس مجرد ديكور يعقد الاجتماعات ويخرج التوصيات دون تنفيذها على أرض الواقع.
> إلى جانب الملاحظات السابقة يجب أن تهتم الدولة الفترة المقبلة بمشكلة العشوائيات القابلة للانفجار فى أى لحظة، لتحدث ثورة الجياع لا قدر الله، وهنا يجب التركيز على نزع فتيل تلك العشوائيات بحل مشكلات المياه والصرف الصحى والتعليم والعلاج بها بعد دراستها دراسة وافية لإصلاح ما يمكن إصلاحه منها وتدمير الباقى، لبناء مساكن جديدة بدلاً منها، والحديث عن العشوائيات موصول بالحديث عن الإسكان الاجتماعى، حيث أعلن وزير الإسكان بناء 5 ملايين وحدة سكنية السنوات المقبلة ولم يتم بناء سوى مئات الوحدات التى أقامها الجيش على نفقته الخاصة، وبالتالى يجب إحياء مشروع الإسكان الاجتماعى ليصبح حقيقية وليس مجرد شعارات.