رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس في الديمقراطية

لست مكلفاً بالدفاع أو الدعاية للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الجديد، ولكني أقر حقيقة واضحة ومؤكدة لمستها بنفسي في انتخابات رؤساء تحرير الوفد اليومي والأسبوعي والإلكتروني وتتلخص هذه الحقيقة في كلمة واحدة: الدكتور السيد البدوي رجل ديمقراطي!!

 

نعم الدكتور السيد البدوي رجل ديمقراطي يؤمن بالديمقراطية حتي النخاع وهو يريد تثبيت هذا المفهوم باعتباره من أهم ثوابت وأركان حزب الوفد منذ قيامه في 1919 وحتي عودته للحياة السياسية في عام 1984.. لقد أراد الرجل أن يترك لنا حرية اختيار رؤساء التحرير ولا يفرض علينا أحداً منهم، باعتبار الاختيار أو الانتخاب أفضل أساليب الممارسة الديمقراطية، وهو هنا يرسل رسالة واضحة إلي حكومة الحزب الوطني الديمقراطي مفادها أن زمن الوصاية انتهي وحان وقت الاختيار الحر والانتخاب المباشر لمن يريده الناخبون.

وبالتالي الكرة الآن في ملعب مجلس الشوري باعتباره المالك للصحف القومية فهل ينتهي أسلوب تعيين رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية ويترك مجلس الشوري ذلك للصحفيين أنفسهم العاملين في تلك الصحف؟.. وهل تنتقل عدوي الديمقراطية إلي الصحف المستقلة مثل الشروق والأسبوع والفجر ويختار صحفيوها رؤساء تحريرهم؟

أعتقد أن الديمقراطية تنتقل بالعدوي، وحتي لو رفض مجلس الشوري وأصحاب الصحف المستقلة انتخاب رؤساء تحرير صحفهم، فقد وصلت الرسالة إلي الصحفيين أنفسهم العاملين بتلك الصحف، وهم أكثر شوقاً إلي التغيير وإلي إصلاح أحوالهم المادية وتطوير مهاراتهم الصحفية، وهذا لن يتحقق إلا باختيار من يرونه مناسباً للتعبير عنهم، فقد انتهي زمن الوصاية، وزمن هبوط رؤساء التحرير عليهم بالباراشوت.

وكانت النتيجة هي تمثيل رؤساء تحرير

الصحف القومية والمستقلة لمجلس الشوري ولأصحاب الصحف المستقلة والتعبير عن مصالحهم لا عن مصالح جموع الصحفيين، والنتيجة الحتمية لذلك هي هبوط مستوي الصحف في مصر وتراجعها عن ركب التطور في الصحافة الإقليمية والعالمية، والأهم هنا هو التطور التكنولوجي والصحافي، ويكفي أن أشهر الصحف العربية الآن لم تعد مصرية بل أصبحت سعودية أو بتمويل سعودي وتطبع في لندن »الحياة والشرق الأوسط تحديداً« وقس علي ذلك الكثير من تراجع مستوي الصحفيين المصريين مهنياً ولغوياً إلي مستويات لم تعد مقبولة، ويكفي أن الريادة في الصحافة العربية أصبحت للبنانيين ولم تعد للمصريين وهذا ما نلمسه جيداً في إدارات صحف الخليج والشرق الأوسط.

إصلاح الصحافة الحزبية والمستقلة والقومية سيبدأ بالديمقراطية، كما أرسي قواعدها الدكتور السيد البدوي في صحيفة الوفد باختيار رؤساء التحرير بالانتخاب بدلاً من التعيين.. وأعتقد أن الديمقراطية لم تعد خياراً أو ترفاً في حياتنا السياسية والاقتصادية بل أصبحت ضرورة حتمية إذا كنا نريد إصلاح أحوالنا وتسترد مصر مكانتها اللائقة بها عربياً وإقليمياً ودولياً.