عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاكمة مبارك.. ومظاهرات إسرائيل.. و«آلوهات» المصرية للاتصالات!!


1 ــ كان يجب على مصر كلها، أن تصفق فى لحظة واحدة، عندما بدأ مشهد دخول حسنى مبارك قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة.. كان يجب أن يصفق كل المصريين لهؤلاء الأولاد الذين خاضوا معركة «تثبيت» الثورة، فقد اعتصموا وحدهم فى ميدان التحرير ، وقالوا لن نرحل حتى يُطرد مبارك من موقع الرئيس.. واجهوا كل الاتهامات بالعمالة، قالوا عنهم أصحاب أجندات، وقالوا عندهم الخارج يحركهم.. ضربوا وسحلوا..

ولكنهم بقوا – ومعهم أغلبية شعبية تمثل كل الاتجاهات – داخل الميدان.. وبعد رحيل مبارك، وتحقيق الهدف الأول، قالوا الثورة لم تكتمل.. نريد محاكمته أمام العالم، فواجهوا التخوين، والتحريض ضدهم، ولكنهم صمدوا، وقالوا سنواصل النضال ،حتى تتم محاكمة السفاح الذى قتل الأبرياء، وكان الرد الذى يواجهونه «أنت تحملون أجندات وتقبضون من الخارج».. لكن العزيمة لم تهن والصبر لم ينفد، وواصلوا الجهاد – مع أهالى الشهداء – حتى دخل الرجل القفص مع ولديه ورجاله، لتبدأ الثورة.. نعم هذه هى لحظة بداية الثورة.. لأننا نقوم الآن بتطهير الجرح الذى كان يؤلم جسد الأمة.. ولن نستطيع أن نبنى هذا الوطن بدون التخلص من كل التفاصيل المرتبطة بالنظام السابق.. هذا ما أدركه من كان يرفض التنازل عن محاكمة مبارك وأعوانه.. وهذا الإصرارعلى المحاكمة هو بوابتنا إلى المستقبل، الذى كان يريد البعض مصادرته، واحتكاره، وشراءه رغم أنهم لم يدفعوا الثمن!!

صفقوا - معى - لمن ناضلوا ودفعوا الثمن غالياً من أجل محاكمة مبارك.. وقولوا لمن حاولوا إحباطنا.. وتكسير عزيمتنا.. سامحكم الله!!                                                                                                            

ـــ 2 ـــ

هذه نصرة أخرى – من داخل اسرائيل – فى مواجهة من هاجموا الثورة عند بدايتها ونهايتها.. فى مواجهة الذين قالوا لنا «كفاية» والذين اتهمونا بالمزايدة لأننا قلنا إن مصر ستعود للوراء بدون محاكمة مبارك.. فى إسرائيل – العدو التاريخى - دبت حركة جديدة – عقب محاكمة مبارك – الحركة الإسرائيلية الجديدة تريد اسقاط النظام السياسى الإسرائيلى.. نظم شباب الفيس بوك هناك مظاهرات عارمة فى ميادين تل أبيب.. قالوا لرئيس الوزراء «المنتخب» نتانياهو «ارحل»!! المظاهرات استوحت من ميدان التحرير شكله ومظهره وطريقته فى تنحية الرئيس.. بل إنهم جاوزوا كل معقول وقالوا لنتانياهو «ارحل.. هنا مصر».. شىء لا يصدقه عقل.. مصر الثورة أصبحت نموذجاً يقتدى به شعب دولة إسرائيل التى تباهى العالم بأنها الكيان الديمقراطى الوحيد وسط غابة من الأنظمة الديكتاتورية.. ثورة مصر فعلت ما فشلت فيه أربع حروب مع إسرائيل!!.. اقتحمناها من الداخل..أصبح شبابنا نموذجاً يقتدى به فى تل أبيب.. وأصبحت مصر الديمقراطية أكبر تأثيراً على السياسة الإسرائيلية وحكوماتها.. بدون عمليات حربية.. وبدون دماء.. لأن الديمقراطية تختصر الطرق.. ومشاركة الشعب فى السلطة والحكم.. تجعل النظام قوياً فى مواجهة الخارج.. والمتربصين به من الأعداء.

مصر الديمقراطية أقوى بكثير من مصر التى يحكمها الاستبداد.                                                            

ـــ 3 ـــ

خبر مهم نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة «اليوم السابع» منذ يومين.. الخبر له دلالة.. تفاصيله تقول إن عدد مشتركى الشركة المصرية للاتصالات، المالك «الوحيد» لحق تشغيل الهاتف الثابت، انخفض بمقدار 700 ألف مشترك دفعة واحدة خلال شهر واحد فقط!!.. عدد المشتركين فى الخدمة يبلغ الآن 8.9 مليون مشترك، بعدما كان 9.6 فى مارس الماضى، حسب المؤشرات الصادرة عن وزارة الاتصالات حتى نهاية أبريل.                                                

طبعاً، الخبر يعنى أن الاحتكار لم يفد الشركة الحكومية الوحيدة فى سوق لا يوجد به غيرها فى مجال التليفون الثابت، والخبر يعنى – أيضاً - أن هناك خللاً فى قدرتها على استيعاب

احتياجات العميل.. الشركة حاولت منذ أيام مواجهة الأزمة فقررت إلغاء رسوم الاتصال المفروضة على المكالمات الخاصة بالمحافظات، ومساواتها برسوم المكالمة داخل نفس المحافظة، وهذا يعنى أنها تأكدت من وجود منافسة شديدة مع شركات المحمول، بعدما انخفض سعر الدقيقة إلى أدنى مستوياته عبر المحمول.. قرار مساواة رسوم مكالمات المحافظات بالمكالمات المحلية قد يعيد قطاعاً من «زبائن» المصرية للاتصالات ولكنه لن يعبر بالشركة إلى بر الأمان، لأن هناك «فكر» داخل الشركة، يعتقد أنها لا تواجه منافسة، وهذا الفكر يجعل الشركة تتخذ قرارات ليست – غالباً - فى صالح المستهلك، ثم تتراجع عن جزء من القرار عندما يظهر خطر جديد مثل شركات المحمول.. فتضطر الشركة المصرية للاتصالات – مجبرة - على تقديم خدمة جديدة، وهذا الفكر العقيم سيجعل ملاحقة السوق متأخرة، ولن تستطيع الشركة تعويض الخسائر التى من المتوقع أن تواجهها خلال المستقبل، خاصة فى حالة ظهور شركات منافسة فى نفس المجال،وهو مطلب سيتحقق بناء على طلب الجماهير قريباً.. والغريب أن مقومات زيادة عدد المشتركين متوفرة لدى الشركة المصرية للاتصالات ولكنها تهدرها جميعاً، بذكاء تحسد عليه، فهى تستطيع تخفيض رسوم المكالمات، وتحسبها حساباً آخر، يعرفه التجار الصغار، قبل الكبار، وهو أنك كلما تقوم بالبيع بسعر أرخص، تروج لسلعتك أكثر، وتكسب أكثر، هذه قاعدة عفوية، يعرفها الجميع.. وتستطيع الشركة أيضاً أن تطبق سياسة بعض دول الخليج فى مجال التليفون الثابت، فهى تمنح المشترك حق التحدث مجاناً داخل إطار المدينة الواحدة، أو ما يسمى عندنا حدود المحافظة، ونحن لا نطالب الشركة المصرية بمنح حق إجراء المكالمات مجاناً داخل المحافظة، لكن يكفى - فقط - تخفيض سعر المكالمة - التى لا تكلف الشركة شيئاً-إلى النصف على الأقل داخل المحافظة، وتستطيع أيضاً، إعادة النظام القديم.. الخاص بدفع الاشتراك الثابت مرة كل عام بدلاً من كل ثلاثة أشهر.. لأن هذه «الإتاوة» تجعل مواطنين كثيرين يعزفون عن امتلاك تليفون ثابت، يُدفع له 144 جنيهاً كل عام بدون إجراء أية مكالمات، رغم أن هؤلاء الناس يعرفون أن البنية الأساسية متوفرة ، وأن هذا المبلغ يتم دفعه بلا سبب معلوم، وهذا أيضاً، ما يجعل مالكى الخطوط، غير راغبين  فى الحصول على خطوط إضافية.

الشركة المصرية للاتصالات تحتاج إعادة طريقة التفكير قبل أسلوب العمل.

[email protected]