محاكمة مبارك.. ومظاهرات إسرائيل.. و«آلوهات» المصرية للاتصالات!!
1 ــ كان يجب على مصر كلها، أن تصفق فى لحظة واحدة، عندما بدأ مشهد دخول حسنى مبارك قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة.. كان يجب أن يصفق كل المصريين لهؤلاء الأولاد الذين خاضوا معركة «تثبيت» الثورة، فقد اعتصموا وحدهم فى ميدان التحرير ، وقالوا لن نرحل حتى يُطرد مبارك من موقع الرئيس.. واجهوا كل الاتهامات بالعمالة، قالوا عنهم أصحاب أجندات، وقالوا عندهم الخارج يحركهم.. ضربوا وسحلوا..
ولكنهم بقوا – ومعهم أغلبية شعبية تمثل كل الاتجاهات – داخل الميدان.. وبعد رحيل مبارك، وتحقيق الهدف الأول، قالوا الثورة لم تكتمل.. نريد محاكمته أمام العالم، فواجهوا التخوين، والتحريض ضدهم، ولكنهم صمدوا، وقالوا سنواصل النضال ،حتى تتم محاكمة السفاح الذى قتل الأبرياء، وكان الرد الذى يواجهونه «أنت تحملون أجندات وتقبضون من الخارج».. لكن العزيمة لم تهن والصبر لم ينفد، وواصلوا الجهاد – مع أهالى الشهداء – حتى دخل الرجل القفص مع ولديه ورجاله، لتبدأ الثورة.. نعم هذه هى لحظة بداية الثورة.. لأننا نقوم الآن بتطهير الجرح الذى كان يؤلم جسد الأمة.. ولن نستطيع أن نبنى هذا الوطن بدون التخلص من كل التفاصيل المرتبطة بالنظام السابق.. هذا ما أدركه من كان يرفض التنازل عن محاكمة مبارك وأعوانه.. وهذا الإصرارعلى المحاكمة هو بوابتنا إلى المستقبل، الذى كان يريد البعض مصادرته، واحتكاره، وشراءه رغم أنهم لم يدفعوا الثمن!!
صفقوا - معى - لمن ناضلوا ودفعوا الثمن غالياً من أجل محاكمة مبارك.. وقولوا لمن حاولوا إحباطنا.. وتكسير عزيمتنا.. سامحكم الله!!
ـــ 2 ـــ
هذه نصرة أخرى – من داخل اسرائيل – فى مواجهة من هاجموا الثورة عند بدايتها ونهايتها.. فى مواجهة الذين قالوا لنا «كفاية» والذين اتهمونا بالمزايدة لأننا قلنا إن مصر ستعود للوراء بدون محاكمة مبارك.. فى إسرائيل – العدو التاريخى - دبت حركة جديدة – عقب محاكمة مبارك – الحركة الإسرائيلية الجديدة تريد اسقاط النظام السياسى الإسرائيلى.. نظم شباب الفيس بوك هناك مظاهرات عارمة فى ميادين تل أبيب.. قالوا لرئيس الوزراء «المنتخب» نتانياهو «ارحل»!! المظاهرات استوحت من ميدان التحرير شكله ومظهره وطريقته فى تنحية الرئيس.. بل إنهم جاوزوا كل معقول وقالوا لنتانياهو «ارحل.. هنا مصر».. شىء لا يصدقه عقل.. مصر الثورة أصبحت نموذجاً يقتدى به شعب دولة إسرائيل التى تباهى العالم بأنها الكيان الديمقراطى الوحيد وسط غابة من الأنظمة الديكتاتورية.. ثورة مصر فعلت ما فشلت فيه أربع حروب مع إسرائيل!!.. اقتحمناها من الداخل..أصبح شبابنا نموذجاً يقتدى به فى تل أبيب.. وأصبحت مصر الديمقراطية أكبر تأثيراً على السياسة الإسرائيلية وحكوماتها.. بدون عمليات حربية.. وبدون دماء.. لأن الديمقراطية تختصر الطرق.. ومشاركة الشعب فى السلطة والحكم.. تجعل النظام قوياً فى مواجهة الخارج.. والمتربصين به من الأعداء.
مصر الديمقراطية أقوى بكثير من مصر التى يحكمها الاستبداد.
ـــ 3 ـــ
خبر مهم نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة «اليوم السابع» منذ يومين.. الخبر له دلالة.. تفاصيله تقول إن عدد مشتركى الشركة المصرية للاتصالات، المالك «الوحيد» لحق تشغيل الهاتف الثابت، انخفض بمقدار 700 ألف مشترك دفعة واحدة خلال شهر واحد فقط!!.. عدد المشتركين فى الخدمة يبلغ الآن 8.9 مليون مشترك، بعدما كان 9.6 فى مارس الماضى، حسب المؤشرات الصادرة عن وزارة الاتصالات حتى نهاية أبريل.
طبعاً، الخبر يعنى أن الاحتكار لم يفد الشركة الحكومية الوحيدة فى سوق لا يوجد به غيرها فى مجال التليفون الثابت، والخبر يعنى – أيضاً - أن هناك خللاً فى قدرتها على استيعاب
الشركة المصرية للاتصالات تحتاج إعادة طريقة التفكير قبل أسلوب العمل.