رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات حول استدعاء الجيش!!


ـ 1 ـ
عندما تسمع قيادات الإخوان ، يهاجمون الذين يستدعون الجيش للمشهد السياسى، سوف تعتقد ـــ لو كنت ممن لايعرفون تاريخهم ــــ أنهم  ــ لا سمح الله ــ أناس واجهوا المجلس العسكرى، وناصبوه العداء ــ لاقدر الله ــ لترسيخ مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة، فى مصر الثورية بعد25يناير،

وسوف تصدق أن هؤلاء الذين يتحدثون عن عودة الجيش، هم الخونة الذين باعوا الثورة ،مقابل السلطة!!  هذه هى الأزمة التى يمر بها الإخوان ،فهم يتجاهلون أنهم ، أول من تآمر على الثورة ، وأنهم اتفقوا بليل مع المجلس العسكرى السابق ، على اقتسام السلطة،كان الاتفاق أن يحصلوا ـ هم ـ على الرئاسة ، والحكومة، والبرلمان، مقابل وضع ،واقعى ودستورى، خاص بالمؤسسة العسكرية ، وعندما هاجم شباب ليس لديه خبرة بألاعيب السياسة، هذه الصفقات،الليلية، كان نصيبهم التخوين ، والترهيب ،والضرب والسحل !! الآن نستطيع أن نقول للإخوان: سوف تشربون من نفس الكأس التى شربت منها الثورة، وسوف تجدون من يستدعى الجيش للحماية من ميليشياتكم، وعنفكم ، وفتاواكم ، لأن هذا البلد فيه تنوع لن تستطيعوا الغلبة فيه..ولونكم لن يطغى على ألوان الوطن ، وصبغتكم لن تسيطرعلى هوية مصر!!
ـ 2 ـ
طبعاً الفضيحة الكبرى التى  سوف يظل يواجهها الإخوان، هى الحكاية التى تم ضبطهم متلبسين بها، والتى تسمى « وثيقة السلمى» فقد ـ هاجوا وماجواـ احتجاجاً عليها ، لأنها تمنح الجيش ميزة واحدة ، هى أن يكون له ميزانية خاصة ، ووضع اقتصادى خاص به ،وعندما طرح الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء الأسبق وثيقته المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، نظموا المليونيات فى مواجهته بميدان التحرير، وقاموا باستعداء الثوار ضده، حتى يتراجع عن هذه الميزة الخاصة بالجيش التى قالوا عنها وقتها «جريمة السلمى» وسمعنا كلام محمد مرسى ورفاقه وهم يتحدثون عن مدنية الدولة، ومكاسب الثورة،وصدقناهم،واقتنعنا بأنهم « ثوار..أحرار» فقلنا للسلمى، ماذا تفعل  يا رجل، كيف تخون الثورة؟كيف تمنح الجيش هذه المميزات على حساب الدولة المدنية، وكيف تصنع دولة ديمقراطية فى ظل وضع خاص لإحدى مؤسسات الدولة؟ فقال السلمى وقتها : هذا وضع واقعى وليس ميزة استثنائية..فقلنا له « لأ» الإخوان لايكذبون ، وهم قالوا إنهم لايوافقون على هذا الوضع الخاص ، وهذا الرفض الصادر منهم يقف على أرضية وطنية، لأنهم لن يطرحوا مرشحاً للرئاسة وليس لهم مصلحة فى رفض منح الجيش الحق فى إدارة أمواله واقتصاده، وسقطت وثيقة السلمى، وانتصرت الثورة، وبارك الإخوان هذا الإنتصار الكبير لمدنية الدولة!!
هذا الموقف العظيم للإخوان، غفر لهم كذبهم ، وتحايلهم، ومخالفتهم لوعدهم بعدم الترشح للرئاسة،ومنحهم الثوار أصواتهم فى انتخابات الإعادة، اصواتا مقابل استمرار الثورة،فكانت معركة الدستور، التى أصر الإخوان فيها على منح الجيش، ميزة مهمة رفضوها مع السلمى ، وهى حقه فى إدارة اقتصاده كما يشاء!! ياسلام.. لماذا إذاً قاموا بمعارضة اقتراح السلمى؟ الإجابة الوحيدة أنهم أرادوا أن يفعلوها هم بأنفسهم، هم الذين يمنحون الجيش هذه الميزة الاقتصادية المهمة، وليس السلمى أو غيره !! وهذا يعنى أن الحكاية لم تكن مسألة مبادئ ولا خلافه، بل كانت مصلحة خاصة فى إطار إتفاقات ليلية.. فقد كانوا يريدون توصيل رسالة للمجلس العسكرى ، بأنهم أصحاب الفضل فى تمرير البنود الاقتصادية الخاصة بالمؤسسة العسكرية، بل وزادوا من عندهم، مادة خاصة تمنح الجيش ،الحق فى اختيار قائده من بين أبناء المؤسسة وليس

من خارجها!! أى أنهم عارضوا السلمى لأنه منح الجيش مجرد الحق فى إدارة أمواله، فماذا لو كان قد تحدث عن ميزة اختيار القائد، قطعاً كانوا ذبحوه سياسياً ، وأهدروا دمه ، لأنه خائن للثورة!!
ـ 3 ـ
هذه هى طريقة « لعب» الإخوان ، خلال المرحلة الانتقالية، اقنعوا الأمريكان بأنهم وحدهم يملكون الشارع، وقالوا للمجلس العسكرى، نحن فقط الذين نملك منحكم ماتريدون، وقالوا للثوار ، نحن فقط الذين نستطيع الوقوف معكم فى وجه المجلس العسكرى،وتمكنوا من اللعب على الجميع ، وهذا ذكاء يحسب لهم ، ولكنه ليس ذكاءً متكاملاً ، لأن اللعبة انكشفت، والجميع يطلب الآن كشف حساب!! فالأمريكان اكتشفوا أن الإخوان لايملكون الشارع ولايحزنون، والمجلس العسكرى اكتشف أن الجماعة متورطة  ـ بالمشاركة أو الصمت ـ فى ذبح جنودنا الذين سقطوا شهداء بسبب الخيانة ،على الحدود برفح خلال رمضان الماضى،والثوار اكتشفوا أن هؤلاء الإخوان أخطر «عنصر» على الثورة والحرية والديمقراطية ، وأنهم يقتلون رموز الحراك الثورى بدم بارد، ولذلك يدرك الجميع ـ الآن ـ ضرورة إعادة المرحلة الانتقالية الفاسدة، بقواعد عادلة، ليس فيها كذب أو خداع أو تزوير أو «مطابع أميرية».. فترة انتقالية تسيطر عليها اسس المساواة ،ومبادئ الثورة.. وبدون إعادة إدارة هذه المرحلة الانتقالية التى شاركتنا فيها أجهزة مخابرات دول صديقة وغير صديقة، لن يتحقق الاستقرار السياسى ، ولا الإقتصادى، ولاحتى الاجتماعى، لأن الجميع  ــ إلا الإخوان ــ يشعر بالغبن والظلم والخداع الذى سيطر على صوته دون أن يدرى!!
ماحدث خلال المرحلة الانتقالية ،يسمى عند الثوار « فساداً سياسياً» يستوجب إعادة اللعبة من جديد،لأن أحد أطرافها كان يمتلك ــ بالخداع ــ مالايملكه غيره عند بدء السجال،فكان مسنوداً بقوى ليس لها  علاقة بقواعد اللعبة الشريفة، وهذه القوى هى التى قادتنا إلى أغرب مباراة نهائية فى تاريخ الثورات، معركة تصفية أخيرة بين ممثل النظام الذى سقط بثورة شعبية، وممثل الاستبداد الجديد الذى ادعى أنه صاحب الفضل فى الثورة!!
ـ 4 ـ
خلاصة القول .. المؤسسة العسكرية بقيادة طنطاوى وعنان ، ارتكبت أخطاءً خلال المرحلة الانتقالية ،أسفرت عن هذا المسار المدمر،الذى نسير فيه الآن وسوف يستمر هذا المسار طالما استمرت أسبابه، وجذوره، ومصادره، والحل أن نعود إلى المربع الأول ..بلا أخطاء!!
[email protected]