رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية قصر "طرة" الجمهوري‏!!‏

بالتأكيد لو علم الرئيس المخلوع أن نجاحه ‏-‏ بعد ‏59‏ يوما من اكتسابه لقب المخلوع‏ -‏ في إختراق أسوار الإقامة الجبرية بـ‏469‏ كلمة جري تسريبها تليفزيونيا بصوته كان بداية الطريق إلي النهاية المحتومة داخل قصر طرة الجمهوري الذي سبقه إليه نجلاه: الوريث وعلاء الأكبر.. لما فعلها!!

فكل كلمة نطق بها مبارك - في محاولة يائسة من جانبه إلي معاودة خداع المصريين - جاءت أشبه بحبل إلتف حول رقبته، وتحول كل حرف فيها إلي طلقة رصاص إخترقت جمجمته، إذ لم يجد الرئيس المخلوع أمامه سوي لعبة االروليت الروسي كحل أخير بعد فشل أرامله في محاولاتهم المتكررة بإحداث ثورة مضادة لثورة الشعب النبيلة التي قادها ثوار متحضرون أرادوا تغيير واقع عانوا خلاله من تغييب حقهم في صياغة قرار مستقبل وطن خضع عقودا طويلة لديكتاتورية الإله الحاكم!!

كلمات النهاية

فلم يتوقع الرئيس المخلوع - كما يقول عبدالعظيم درويش مدير تحرير جريدة "الأهرام" - أن كلماته الخادعة، التي تصور أو صورت له بأنها طوق النجاة ستأتي أشبه بمقصلة، أطاحت بعنقه إذ بعدها بدقائق جري إحالته إلي التحقيق ليواجه جرائمه التي ارتكبها بدم بارد علي مدي سنوات حكمه ليثبت مجددا أن اختياراته دائما خاطئة وأن االتوقيتب الذي يحدده لإدارة أزماته متوهما أنه لصالحه يأتي دوما ضده!!

نساء يحاكمن السيئة الأولي!

ولأننا نريد أن نفسد فرحة نجلي الرئيس المخلوع، فإننا نضم صوتنا إلى صوت الكاتب محمد أمين، في قوله بـ"الوفد": "لا تحاكموا مبارك وحده، ولا تحاكموا رجاله وأنجاله فقط.. حاكموا السيئة الأولي أيضاً.. لا تتحرجوا فقد كانت تمارس السياسة.. وتدس أنفها في كل شيء.. وخربت الوطن.. فلا تتركوها لنفسها.. تقعد وحدها.. هناك عقوبة اقترحها المستشار زكريا عبدالعزيز، وهي أن تعيش في غرفة واحدة، بالدويقة أو تل العقارب.. دون مرافق.. لتشرب من الكأس نفسه.. وهناك سيدات يطلبن، محاكمة قوانين الهانم.. السيدة مني الديب، تقرر تأسيس جمعية لمناصرة الرجال.. والسيدة حنان خطاب، تتهم "سوزان" بإفساد الأسرة المصرية!"

أيوه كده يا شرف!

ولنا الحق كل الحق في أن نفخر برئيس الوزراء المصري الوطني الدكتور عصام شرف، ولنردد ما كتبه خالد حبيب في "الدستور": "شرف: أداء نموذجي احترافي، من تفعيل مشروع محور التعمير، الى بيان اعلامي أسبوعي لمنع الشائعات و متابعة التنفيذ، و من تغيير المحافظين الي زيارة موقع الحدث و التحقيق الفوري في أحداث التحرير. يمد يدا للخليج و في الوقت ذاته يزيل العوائق من مسار افريقي فيه شريان الحياة. لا يخشى التعبير عن رأيه في الموضوعات الشائكة، و لا يخجل من الاعتراف بالخطأ (مثل اختيار الجمل للحوار الوطني). انسان طبيعي، يجتهد و يخطئ و يصيب، لديه توجه و رأي و مش بس ماشي جنب الحيط، لأنه يعلم قدر مصر التي يقودها و المسؤولية تجاه من اختاروه و يراقبون أداءه، تكليف شعبي لا تفويض الهي. فخورون بك يا شرف.."

رسائل الثورة التى لم تصل

لكننا لا نريد للفرحة أن تنسينا بعض رسائل الثورة التي لم تتحقق بعد، وربما لم تصل حتى الآن إلى المجلس

العسكري، ولا نقول هذا إلا لخوفنا من أن يتعكر صفو المصداقية والثقة التي ينالها الجيش، إذ أن الجيش كما يقول ياسر جمال الدين في "الشروق" لم يعد فى موقع الطرف المحايد، الذى لا يتدخل لصالح أى طرف للخروج من الأزمة من أجل مصر، فبالأمس كان حاميا للثورة ومحايدا بين الحكومة والشعب واليوم الجيش هو الحاكم وجزء من هذه الثورة ولسان حالها ومنفذ طموحاتها وآمالها ولذا فهو الآن فى موقع المسئولية.

ويشير جمال الدين في مقاله إلى بعض رسائل الثورة التي لم تصل بعد، ومنها: أن الحوار الوطنى تجاهل بشكل كبير شباب الثورة وأن للحوارات الوطنية معايير ومقاييس خاصة وليس هو مجرد دعوة لفئة قليلة من الشعب دون تمثيل حقيقى لكل طوائفه وطبقاته وآماله وطموحاته.

الرسالة الثانية أننا فى أشد الاحتياج أن يستمر الجيش فى مرحلة التطهير فى مصر دون تأخير أو إبطاء، فالسؤال الآن: لماذا لا يقوم الجيش بإجراء احترازى شامل بالتحفظ على ممتلكات باقى الرموز السابقة وأن يخضع الجميع للتحقيق وأن تكون نتائج التحقيق هى الكفيلة بالإدانة أو التبرئة وليس ترك الجميع يرتع فى ربوع مصر أو أن يذهبوا الى أعمالهم وكأن شيئا لم يحدث.

ورسالة أخرى هي ضرورة الاستفادة من الوقت حتى سبتمبر، ومن هنا فإن إنشاء لجنة تمهيدية لإعداد الدستور تشمل كل المثقفين وفقهاء القانون والدستور والشخصيات العامة، ومن هنا يمكن استغلال الوقت الضائع حتى هذا التاريخ.. وعلينا أن نتذكر أننا فى مرحلة حدث فيها تجريف لكل الشخصيات البارزة، والتى كان من الممكن أن تحظى بقبول الشارع خلال فترة الحكم السابق كما أننا لا نتوقع معالم واضحة عامة لا للمترشحين لانتخابات مجلس الشعب القادم ولا لأساس اختيار الناخب المصرى لهم، ولذا فإن إعداد الدستور من خلال لجنة تمهيدية من خلال بيان عسكرى سوف يسهل المهمة لمجلس الشعب القادم لمناقشته والتصديق عليه قبل الاستفتاء، ومن هنا سيصبح أمامنا دستور أكثر مصداقية وأعمق فى الفكر وأكثر تعبيرا وتمثيلا لطوائف الشعب المصرى وتحقيقا لإنجازات الثورة.