رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف الجمعة: دروس قاسية للأنظمة الاستبدادية العربية

تناولت الصحف المصرية والعربية والدولية الصادرة اليوم الجمعة مجموعة من القضايا والأحداث وكان من أهمها قضية

استقالة الحكومة اللبنانية وارتباط ذلك بالمحكمة الدولية، إلى جانب استفتاء جنوب السودان وتبعاته والاحتجاجات المتصاعدة في تونس وانتقالها إلى الجزائر ومخاوف تصديرها إلى باقي دول المنطقة.

المعارضة اللبنانية تطوّق نفسها دولياً

ونبدأ من صحيفة "الحياة" الصادرة من لندن التي تابعت الوضع اللبناني بعد استقالة الحكومة وذلك بمقال لراغدة درغام، تحت عنوان: "المعارضة اللبنانية تطوّق نفسها دولياً"، قالت فيه: "لعل المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله ارتكبت خطأً استراتيجياً كبيراً عندما قررت التصعيد ضد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وإسقاط حكومته عقاباً له على عدم الخضوع لمطالبتها برفض القرار الظني المتوقع صدوره قريباً جداً عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان."

وأضافت: "فهي أسقطت الحكومة في سعيها لإسقاط المحكمة، لكن ما فعلته أدّى إلى تطويقها دولياً بصيانة قاطعة للمحكمة. والآن، وبعدما انتقلت الجهود الديبلوماسية من الخانة السعودية - السورية الى الخانة السعودية - الفرنسية - الأمريكية، ربما بمشاركة من مصر أو دول أخرى نافذة، أصبح ضرورياً لكل المعنيين التفكير في خلفيات وأسباب القرارات الخاطئة، لأن الخطأ الاستراتيجي تم ارتكابه عمداً لأسباب أخرى فائقة الأهمية والأولوية."

وتابعت: "يعتقد البعض أن إستراتيجية سورية والمعارضة اللبنانية هي إستراتيجية ذكية.. إنما بحسب البعض الآخر، إن التصرف بمثل هذا القدر من الهلع يعرّي خوفاً له أسبابه لدى كل من حزب الله وسوريا."

فراغ سياسي في لبنان

هذا ينقلنا إلى صحيفة "الاندبندنت" البريطانية حيث نقرأ تقريرا أعده الكاتب السياسي الشهير روبرت فيسك من بيروت، يتناول فيه الحالة التي تشهدها المدينة بعد استقالة زعماء المعارضة في الحكومة اللبنانية وسقوط الحكومة:

"الجنود في كل مكان، في الشوارع، في الجبال، في الوديان، أينما نظرت ترى الجنود"، يقول فيسك في تقريره، ثم يتساءل متهكما "ماذا يعد هؤلاء الجنود؟ هل ينوون "تحرير القدس"؟ أم هل يعدون للقضاء على الدكتاتوريات العربية ؟"

ثم يجيب عن تساؤله بالقول: "إن هؤلاء الجنود يعملون على الحيلولة دون وقوع حرب أهلية جديدة، كتلك التي امتدت من عام 1976 الى عام 1980" لكنه في المقابل يرى "أن حربا كهذه لن تقع." حيث يقول: "إن هناك جيلا جديدا من الشباب اللبناني الذي تخرج في جامعات أوروبا وأمريكا لن ينجر الى الحرب الأهلية كما فعل آباؤه وأجداده في السابق."

ولكن لماذا يعتقد الكثيرون في لبنان أن البلد على أعتاب حرب أهلية؟ ذلك "لأن المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ستعلن قرارها الإثنين ويقال: إنها ستتهم عناصر من حزب الله باغتيال الحريري."

ويقول الكاتب في نهاية التقرير: "إن الكثيرين كانوا يتهمون سوريا باغتيال الحريري، وبينهم نجله سعد الذي فقد منصبه كرئيس للحكومة، ولكن الغرب يفضل أن يتهم حزب الله، لأنهم يريدون بذلك توجيه صفعة لإيران."

على المحك

ونختم كلامنا في الشأن اللبناني بما قاله رغيد الصالح بـ"الخليج الإماراتية" تحت عنوان (لبنان واحتمالات السودنة): "في الأنظمة الديمقراطية تضع الأزمات الحكومات على المحك، أما في الأنظمة التي تعاني من العجز الديمقراطي فإن الأزمات تضع النظام برمته على المحك."

و"نحن في لبنان نواجه النوع الثاني من الأزمات. فالنظام اللبناني لم يوضع على المحك مرة واحدة فحسب خلال تاريخ لبنان السياسي الحديث، وإنما تعرض مراراً إلى أزمات مصيرية. البعض يرى التاريخ اللبناني رحلة تنقل بين الأزمات مثل الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم والتي تشد على عنقه منذ منتصف العقد الفائت. هذه الحلقة المفرغة من التنقل بين لحظات التفاؤل وساعات اليأس والبؤس تحتم البحث ليس عن محطة مؤقتة ننتقل إليها، بل عن طريق جديد للتطور الآمن والمستقر."

الانفصال السوداني ليس حلاً

ولأن "المولد" لم ينفض بعد في السودان، ولأننا نحب هذا البلد الشقيق، فما زال لنا كلام طويل حوله، لكن اليوم نكتفي بما قاله فيصل جلول اليوم في دار "الخليج" تحت عنوان (الانفصال السوداني ليس حلاً): وكائنا ما كان الكلام المرسل عن انفصال ودود لـ”جنوب السودان” فان القضية على ما تبين المؤشرات الأولى لن يغمرها الود أبداً. ذلك أن اليوم الأول من الاستفتاء ترافق مع اشتباكات دموية أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في ابيي في حين لم ينتظر انصار”إسرائيل” نهاية الاستفتاء للاعراب عن كرههم للعرب والمسلمين وبالتالي التلويح بنجوم وأعلام الدولة الصهيونية ما يعني أن هؤلاء ربما يستعدون للانتقام والتطهير العرقي للعرب المسلمين المقيمين في الجنوب، ومن جهة أخرى أعطى سيلفا كير زعيم الانفصاليين الجنوبيين اشارة البدء بعد اقتراعه إذ قال “إن دماء قتلاه وقتلى حركته الانفصالية لم تذهب سدىً ما يعني أن الدولة المنفصلة سيكون لها حساب تصفية تحية لارواح قتلاها، وإذا ما اضيف هذا المزاج الجنوبي الانتقامي إلى المشاكل العالقة بين الطرفين خصوصاً حول النفط والصمغ العربي وتقاسم ديون الدولة وحاجة الجنوبيين إلى بنية تحتية كاملة والخلافات الجنوبية الجنوبية الصعبة والمرشحة للانفجار بعد انحسار العدو الشمالي، إذا ما اضفنا ذلك كله نصل إلى استنتاج خطير مفاده أن انفصال جنوب السودان ليس حلاً، بل وسيلة لاستئناف الحرب الأهلية عبر جيشين ودولتين.."

وربنا يستر...

الثورات تشتعل في العواصم

العربية

وفي شأن عربي آخر، نلاحظ وفي نهاية الأسبوع الأخير فقط بدأ التليفزيون الرسمي التونسي بتبليغ الامة عن الاضطرابات الدموية في الدولة. لم يعد له مفر بعد أن قتل العشرات من المواطنين على الاقل، حتى الان في الاحتجاج على ان الحكومة لا تتصدى للبطالة. المعارضة الرسمية، القانونية، تدعي بان الاعداد أكبر بكثير. الاضطرابات انتقلت الى الجزائر المجاورة، ودول عربية اخرى كالمغرب ومصر تخشى من أن يأتي الشر بالذات من تونس الهادئة، فينتشر الاحتجاج فيها ايضا.

لا.. لا.. لن تكون ثورة

يسارع الكاتب سيد أحمد الخضر، قبل حتى أن يخلع معطفه، بالنفي قطعا أن يكون هناك احتمالات قيام ثورات أو غيره، سواء في تونس أو في دول المنطقة، فيقول في "العرب القطرية": "غير بعيد عن الملاحظة الأولى أنصح المحللين..بعدم التعويل كثيرا على تأثر دول المنطقة بما يحصل في تونس.. كذب المحللون ثلاثا: فالثورات التي يتكلمون عنها صنعوها من وهمهم فقط."

الحمد لله.. أرحتنا يا شيخ.. فأغلبنا بدأ فعلا في تخزين الطعام والشراب تحسبا لوقوع الثورات البادية على الأبواب.. أما الآن فنكمل نومنا الهادئ الآمن!!

درس قاس للأنظمة الاستبدادية العربية

ربما "كانت الاستراتيجية التي اتبعتها الدول الغربية في موقفها من حكومات شمال إفريقيا عقب أحداث 11 سبتمبر قائمة على تشجيع تلك الحكومات على إحراز نمو إقتصادي لسحب البساط من تحت التنظيمات الإسلامية المتشددة كالقاعدة، على اعتبار أن سوء الأحوال الاقتصادية يؤدي إلى يأس الشباب وبحثهم عن بديل، والقاعدة جاهزة لاستقطابهم.

هذا ما تراه كلير سبنسر في مقالها الذي كتبته في زاوية "الرأي" في صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية، التي تأخذ على الغرب تجاهله لغياب الديمقراطية في تلك البلدان.

وترى الكاتبة أن "الأحداث الأخيرة في تونس والجزائر أثبتت فشل الاستراتيجية الغربية" حيث إنه وبرغم بعض النمو الاقتصادي فإن "غياب الشفافية وعدالة توزيع الثروات أدى الى التهميش الاقتصادي لفئة من الشباب، وهي فئة العاطلين عن العمل الذين فقدوا الأمل، والتي كانت وراء الأعمال الاحتجاجية التي اندلعت في الجزائر وتونس."

والعجيب أن "موقف الغرب من أحداث شمال إفريقيا مختلف تماما عن موقفها من الاحتجاجات في إيران، حيث في حال إيران سارع الى تأيد "القوى المطالبة بالديمقراطية" بينما انتظرت الولايات المتحدة 22 يوما قبل أن تنتقد تعامل الشرطة في تونس مع المحتجين."

وفي قضية فكرية قد تبدو للوهلة الأولى أنها غير ذات صلة مع القضايا المطروحة سابقا في المقال، إلا أنها للمتأمل ذات ارتباط وثيق بكل ما قيل وغيره من قضايانا الاستراتيجية الملحة، يطرح المفكر برهان غليون تساؤلا مهما في عنوان مقاله اليوم بجريدة "الوسط" البحرينية، يقول: "هل تشكل الحركات الإسلامية عائقاً أمام التحولات الديمقراطية؟".

ثم يجيب: "الواقع كما أن الفئات الحاكمة في البلاد العربية تستخدم البعبع الإسلامي.. لتبرير استمرارها في الحكم، ورمي المسئولية على الآخرين في تفسير حالة العنف والخراب التي وصلت إليها البلاد، ومن وراء ذلك التغطية على الاستمرار في عملية السطو المنظم على موارد المجتمعات وتحويلها على شكل مئات مليارات الدولارات للاستثمار في الخارج، فإن الدول الغربية تستخدم الفزاعة الاسلامية نفسها لتغطي على مسئولياتها في تفجير العنف والفوضى والاقتتال في المنطقة وتبرير استمرارها في تبني سياسة استعمارية جديدة تمكنها من تقاسم الموارد مع الفئات الحاكمة."

وربما يكون في هذا عزاء لنا إذا أغفلنا اليوم قضية الاقباط في مصر والتحقيقات الجارية حول مرتكبيها، وكذلك حادثة "سملوط" وغيرها في باقي وطننا العربي المكلوم.. وعجبي!!