رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ملف المصور: المواطنة هي الحل



قدمت مجلة "المصور" فى عددها الصادر اليوم الأربعاء ملف"الإسكندرية تحت السيطرة" عن تداعيات حادث تفجير كنيسة القديسين وتأثيراته المختلفة على الأقباط وكيف استعدت الدولة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاحداث الارهابية التى تشق صف الوطن وتهدد أركانه، وتقدم بوابة الوفد قراءة فى هذا الملف.
غريغوريوس: اسألوا مسيحيى الشام عن مصر
نبدأ بحوار "المصور" مع الانبا غريغوريوس الثالث لحام – بطريرك الروم الملكية للكاثوليك فى العالم العربى وبلاد الانتشار- والذى أوضح ان بابا الفاتيكان لم يتدخل فى الشأن الداخلى لمصر وان جميع البابوات من بولس السادس حتى البابا الحالى اعتادوا ان يصدروا رسالة فى صباح الاول من يناير حول الحريات الدينية وتكلم عنها البابا بينديكت ولم تكن تخص الاسكندرية ولم يرد ذكر مصر او الاسكندرية فى كلمته عن الحريات الدينية.
وعن طلب البابا حماية مسيحيي الشرق قال الأنبا: ان مفهوم الحماية ليس بمفهومه المغرض وان كل انسان يستحق الحماية مشيرا الى انه كتب رسالة بعد اجتماع روما وقبيل عيد الميلاد قال فيها: ان المسيحيين هنا لا يحتاجون الى حماية من احد وحثهم على حل الصراع الفلسطينى الاسرائيلى اذا كان حقا يهمهم أن يعيش المسيحيون مع المسلمين فى سلام.
ونفى ما يثار حول اضطهاد الاقباط فى مصر وان التاريخ يشهد على عمق العلاقات بين المصريين مسيحيين ومسلمين، بل استوعب المصريون مسيحيى الشام الذين كانت لهم ثروات فى مصر.
وحذر بطريرك الروم الملكية من وجود قوى تحتية تعمل فى الظلام وتسعى لبث العنف فى الوطن العربى وعلينا جميعا ان نجمع قوانا مسلمين ومسيحيين لمواجهة التيار الالحادى الخفى الذى يهدد قيمنا الانسانية وايماننا كمسلمين ومسيحيين.
ساويرس: العدالة هى الضمان الحقيقى
أما المهندس نجيب ساويرس رجل الاعمال الشهير فقد أكد ان محاولة الاستقواء بالخارج او الاتصال به من بعض الاقباط يعد خيانة وأنه لو تعارضت مصالحه الطائفية مع مصلحة بلده سيقدم مصلحة بلده على الفور، وأضاف أنه من الخطأ والعيب استغلال توقيت الأزمة لتحقيق مطالبات الاقباط المتعددة حتى وان كانت مشروعة.
واتهم ساويرس "فى حواره مع المصور" تنظيم القاعدة بأنها تقف وراء تفجيرات الإسكندرية باستغلالها الاحتقان الطائفى وجندت عناصر مندسة لها وجاهزة لتنفيذ الجريمة، مشيرا الى ان شائعات تغيير سيدة مسيحية لدينها كان له الأثر البالغ فى هذا الشحن والاحتقان.
وشدد ساويرس على ان بناء المزيد من دور العبادة ليس من الأولويات ويجب ان نعطى اولوية لاصلاح التعليم الذى أفرز لنا هؤلاء الارهابيين وان نعطى للانسان المصرى احساسه بالتكريم وقيمته فى بلده مشيرا الى ان مشكلة الاقباط فيما يخص دور العبادة ليس شأنا دينيا بقدر ما هو احساسهم بوجود تمييز ضدهم من قبل الدولة التى تسمح ببناء المسجد دون عراقيل فى حين يستغرق بناء الكنيسة من خمس الى عشر سنوات.
ورأى ساويرس ان المخرج من هذه الفتنة هو العدل وتوجيهات رئيس الدولة للحكومة بالعدل والابتعاد عن التمييز، متهما الاخوان بأنها تعتدى على حقوق المواطنة باستخدامها شعار الإسلام هو الحل.
رمزى الكرة ورمزى الفن: لم نشعر مطلقا بالاضطهاد الطائفى
ويعترف الفنان هانى رمزى بانه لم يشعر يوما بالاضطهاد فى مجاله كقبطى لان الفن قائم فى الأساس على التسامح، وقال: ان أصدقاءه المسلمين فى الوسط الفنى اكثر بكثير من اصدقائه الاقباط، مشيرا الى ان الممثل والمخرج الفنان محمد صبحى هو من قدمه للمسرح واول من أخذ بيده وتعلم منه الكثير.
وأوضح هانى فى حواره مع "المصور" أن كل منتجى أفلامه ومسلسلاته تقريبا مسلمون وأيضا المؤلفون والمخرجون لأن الفن لا يفرق بين الأديان خصوصا فى مصر.
وحذر الفنان الكوميدى من الفضائيات ومواقع الانترنت التى تزرع الفتنة وتشحن المتطرفين والمتعصبين من الجانبين. وقال إنه بالرغم من حزنه على شهداء كنيسة القديسين بالاسكندرية الا ان ذلك لا يمنع من وجود متطرفين من الجانبين هم الذين زادوا الاحتقان.
وطالب رمزى للخروج من هذا النفق المظلم بضرورة تطبيق العدالة واحترام الحريات وتشجيع الاقباط على الانخراط فى جميع مجالات الحياة فى مصر وزرع الثقافة المصرية بدلا من الطائفية.
واتفق معه نجم وكابتن منتخب مصر الأسبق هانى رمزى - فى حوار مع نفس المجلة - حيث نفى تعرضه لمواقف طائفية مع زملائه اللاعبين فى المنتخب او النادى الأهلى قائلا: لعبت فى جيل اكبر مني سنا وكان يضم ربيع ياسين وطاهر ابوزيد ومحمود صالح وجمال عبد الحميد والمرحوم ثابت البطل وغيرهم الكثير وان الجميع كانوا يتصلون به فى الاعياد والمناسبات الدينية للتهنئة ولم اكن اشعر انى مختلف عنهم خصوصا فى وقت عيد المسلمين التى كانت تتزامن مع المعسكرات الطويلة وانه كان دائما ما يلبى دعوات الإفطار فى شهر رمضان فى بيوتهم وانه كان يصوم مع زملائه اذا صادف الشهر الكريم وقت معسكر للمنتخب.
وأضاف نجم منتخب مصر انه يحفظ سورة الفاتحة تماما مثل المسلمين من كثرة قراءتها مع زملائه قبل المباريات وأنه حين كان طالبا فى مرحلة الدراسة الابتدائية كانت اذا غابت مدرسة الدين المسيحى يذهب لحضور حصة الدين الاسلامى.
غالى:عصر مبارك أزهى عصور الأقباط
وفى حوار سريع لمجلة "لوفيجارو" الفرنسية رفض الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية وصف المصريين بالتطرف، مؤكدا ان حادث الاسكندرية لم يستهدف الاقباط وحدهم ولكن استهدف المصريين فى وحدتهم، وقال: ان الحكومة لم تتردد فى اتخاذ جميع الاجراءات الامنية ضد الارهاب وتأمين الاقباط وان حادث الاسكندرية كان يهدف لإحداث صدع بين ابناء الشعب، الا ان هذا التفجير ادى الى التقارب بين ابناء الشعب.
وأقر غالى بوجود مشكلات فى المناهج الدراسية وتسعى الحكومة لمراجعة المناهج لحذف كل ما هو عدائى ليس فقط ضد الأقباط ولكن ايضا ضد المرأة وبالنسبة لبناء الكنائس قال: ان هناك مرحلتين: الاولى ترك مسئولية بناء

الكنائس لسلطة المحافظين وأنه فى عهد حسنى مبارك تم بناء عدد كبير من الكنائس اكثر بكثير مما بنى فى خمسين عاما ، اما المرحلة الثانية فيتم حاليا اعداد قانون موحد لبناء دور العبادة ليس فقط الكنائس وسيتم عرضه قريبا .
واستبعد وزير المالية فكرة تأسيس الديمقراطية الانتخابية والمجتمعية، لانها ستستغرق وقتا طويلا وهناك دائما اتجاهات تعارض التقدم خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة أو الحريات الدينية، مشيرا الى ان المسلمين هم الذين سيدافعون عن حقوق الأقباط.
النمنم: "الدين لله والوطن للجميع" ..طوق النجاة
ومن نفس عدد المجلة قام الكاتب حلمى النمنم بتفنيد كتاب "الوطن والمواطنة فى ضوء الأصول العقدية والمقاصد الشرعية " للشيخ الدكتور يوسف القرضاوى الذى صدر مؤخرا عن دار الشروق وقال النمنم: ان الكتاب يحمل موقفا مستنيرا من قضية المواطنة خاصة تلك التى تتعلق بوضعية غير المسلمين فى المجتمع، اذ يقول: "هم مواطنون كغيرهم من شركائهم من المسلمين" ويتحدث عن بعض المخاوف لدى غير المسلمين وأهمها عدم تطبيق مبدأ المساواة على الجميع وتمييز المسلم على غير المسلم فى مجالات معينة فى حين ان المواطنة تفترض المساواة بين جميع المواطنين.
ويرى القرضاوى انه لا بد من حذف كلمات ومصطلحات تاريحية من قاموس التعامل المعاصر مثل كلمة "ذمة" و"أهل الذمة" التى لم يعد يقبلها غير المسلمين، حيث لم يتعبدنا الله بهذه الكلمات وقد حذف عمر بن الخطاب ما هو أهم منها حين اقتضت المصلحة العليا ذلك فحذف كلمة جزية حين طلب منه نصارى بنى تغلب وقالوا: اننا قوم عرب ونأنف من كلمة جزية ووافقهم ورضى منهم ذلك معتبرا ان العبرة بالمسميات والمضامين لا بالأسماء والعناوين.
وناقش الشيخ القرضاوى أولئك الذين لا يعترفون بأخوة الوطن ويكتفون بأخوة الإيمان أو الاخوة الدينية قائلا: ان هذه الأخوة على عمقها لا تمنع من وجود انواع اخرى مثل الأخوة الوطنية أو القومية ومثل الأخوة الإنسانية.
واختلف النمنم مع القرضاوى فى رؤيته لشعار "الدين لله والوطن للجميع " ففى حين يراه القرضاوى يروج فى الأوساط العلمانية والليبرالية ضد الذين يتمسكون بالدين ويرجعون اليه سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ، يرى النمنم انه اذا كنا نعمل الان على بناء مفهوم المواطنة وتدعيمه فلا نجد أقوى من هذا المبدأ حماية لمصرنا من فتن مذهبية وطائفية عصفت بعدد من بلدان المنطقة.
الإسكندرية بعد "القديسين "تحت السيطرة
وذكرت "المصور" أن حادث تفجير كنيسة القديسين كان له بالغ الأثر فى تصميم اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية على إتمام مشروعه بتشغيل أكثر من 200 كاميرا لتغطية فضاء الإسكندرية من مداخلها حتى أزقتها فى تغطية فريدة ترصد كل كبيرة وصغيرة فى المدينة التاريخية.
لبيب رصد اكثر من 100 مليون جنيه قابلة للزيادة حتى الضعف لإنجاز المشروع فى استثمار أمنى لتحقيق المعادلة ان الاستثمارات تتطلب استثمارات.
المشروع الذى يحظى بدعم رئاسى لتأمين العاصمة الثانية يعنى فى مرحلة التشغيل الكامل بمراقبة جميع المرافق الموجودة فى المحافظة سواء الصرف الصحى او المياه او الطرق او المرور، بحيث يمكن الوصول فورا الى اية عوارض تطرأ على أى مرفق وكذلك الأزمات المرورية واختناقاتها.
يرى لبيب ان للمشروع شقين أحدهما أمنى والأخر اقتصادى: فالشق الأمنى بحسب كلام لبيب ليس مقصورا على الارهاب مثلا او الحوادث الكبيرة، فمن الممكن ان تتحول مشاجرة صغيرة الى اخرى كبيرة وتحدث الكارثة، اما الشق الاقتصادى فيتمثل فى تفادى أية خسائر قبل وقوعها .
تخوفات البعض من كاميرات لبيب ليس لديها ما يبررها، كما أن ضيق الرأى العام والصحافة من هذه الاجراءات التى تعتدى على الحريات الشخصية تبدو غريبة على من تأثروا بالحادث ورغبوا فى عدم تكراره بتلك الصورة البشعة وأكد لبيب حرصه على عدم المساس بحريات البشر وان التصوير سيكون قاصرا على الشوارع والطرق وليس البيوت والمساكن الخاصة.