رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف الإثنين: دولة مستقلة للأقباط في مصر

تناولت الصحف الصادرة اليوم ملفات عدة كان أهمها ما يتعلق بالاستفتاء الجاري حول تقرير مصير جنوب السودان، وينافسه في الأهمية ما فجرته حادثة الاعتداء على كنيسة القديسين بإسكندرية مصر من قضايا متعلقة بالأقباط. ونبدأ من "الأهرام" حيث كتب رئيس مجلس إدارتها الدكتور عبدالمنعم سعيد، يقول: "المسألة هنا أن سباقا سوف يجري حول مصالح متنافسة بين دول يحاول كل منها الاستفادة من الوضع الجديد في السودان‏,‏ ومن المهم في هذا السياق بالنسبة لنا في مصر أن يبقي شمال السودان محافظا علي قدرات سياسية تساعده علي التعامل مع واقع إقليمي ومحلي معقد ولا يحتاج إلي تعقيد جديد بإعلان التحول إلي دولة دينية صافية‏.‏. وهذا التوجه الجديد المحتمل من جانب النظام يمكن أن يدفع إلي خروج مناطق مثل دارفور والشرق والنيل الأزرق وجنوب كردفان من الدولة السودانية.. ومرة أخري فإن هذا الحوار السوداني يحتاج إلي حاضنة مصرية لا تدفع السودان الجديد فقط نحو الاستقرار وإنما إلي التقدم والتنمية بعد عقود من الحرب والدمار‏. وإذا كانت الدبلوماسية والسياسة المصرية قد بذلت جهودا عديدة من أجل المصالحة في فلسطين بين السلطة الوطنية الفلسطينية من جانب وحماس من جانب آخر‏,‏ فإن مصالحنا وتاريخنا يفرض علينا أن نعطي السودان الأولوية التي يستحقها‏."‏

زلزال في السودان

ويبدوا أن الشاعر فاروق جويدة كان مهموما ومشغولا بحيث انه لم يطلع على مقال سعيد، قبل أن يكتب في "الشروق" المصرية أن ما يحدث في السودان من استفتاء على انفصال الجنوب هو زلزال سياسي يماثل في خطورته اعلان قيام الدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة وضياعها اللاحق، فيقول: "يشهد جنوب السودان اليوم أكبر زلزال يتعرض له العالم العربى منذ إقامة الدولة الصهيونية فى فلسطين فى عام 1948.. لا يقل زلزال السودان اليوم فى تأثيره وتوابعه عن ضياع فلسطين فى نطاق مؤامرة دولية ما زلنا حتى الآن ندفع ثمنها.. وإذا كانت مأساة فلسطين قد فرضها علينا واقع استعمارى بغيض منذ أكثر من ستين عاما فإن ضياع جنوب السودان جريمة شاركت فيها أطراف كثيرة عربية ودولية.."

لا تُغتال البلدان من خارجها

الكاتب غسان شربل اختلف مع جويدة حول سبب الانفصال، فعاد بالأمر إلى أهله، وقال في "الحياة" اللندنية وهو محموم يكاد أن ينفجر: "لا تُغتال البلدان من خارجها. الطعنات القاتلة تأتي من الداخل. من التسلط وغياب مفهوم المواطنة. من رفض التسليم بحق الاختلاف. من محاولة شطب ملامح وفرض ملامح. من التمييز وفقدان المؤسسات الجامعة. من اعتبار التعددية خطراً ومحاولة معالجته بفرض لون واحد او فكرة واحدة. من عدم احترام تراث وانتماءات وتطلعات. من العجز عن الإصغاء الى الآخر. ومن رفض البحث عن منتصف الطريق للقاء في رحاب دولة تتسع لكل مواطنيها. ومن محاولة ضمان الوحدة بالقسر والترويع لإرغام المختلفين على التنازل عن هوياتهم وكتبهم وأسلوب حياتهم."

عبدالرحمن الراشد لم يعجبه ما يقال حول المؤامرة وخلافه فرد يعتذر عن الجنوبيين بـ"الشرق الأوسط" اللندنية، فقال: "عادة يلجأ إلى تفسير المؤامرة ولوم الغير العاجزون والمهزومون، وهذا هو حال من يريد تبرير انفصال الجنوب السوداني بتعليقه على مشجب المؤامرة. غالبية أهل الجنوب تريد الاستقلال، وسنرى ذلك في نتائج الاستفتاء، فهل يعقل أن كل هؤلاء الناس منخرطون في مؤامرة؟.."

وتابع و"وراء اقتناع العرب، الذين يصدقون بأن رغبة الجنوبيين في الانفصال مجرد مؤامرة أجنبية، سببان رئيسيان، الأول أنهم لا يعرفون شيئا عن تاريخ القضية.. مما يدفعهم للتشكيك في سرعة الحدث، وفي هذا الوقت المريب. ثانيا، لا ننسى أن معظمنا من العرب عاش طوال عمره يردد أناشيد الوحدة والعروبة، ويستحيل في مخيلته أن يوجد من يريد تفكيك أي بلد عربي..."

سايكس وبيترز

أما سعد محيو فقد ترك ساحة والخلاف والجدل وراح ينقب في التاريخ حول جذور المسألة فجاء لنا بعد بحثه بوثيقتين ورجلين، وكتب في "الإتحاد" الإماراتية تحت عنوان "سايكس وبيترز يحتفلان في السودان": رجلان سيكونان أول من سيحتفل بتقسيم السودان خلال أيام، كخطوة أولى نحو إعادة رسم كل خريطة الشرق الأوسط الإسلامي: البريطاني مارك سايكس، والأمريكي رالف بيترز."

لكن "احتفال سايكس، الذي مات العام 1919 ..سيشوبه الحزن، لأنه سيرى الخريطة التي خضّبها باللون الأحمر (الحصة البريطانية)، والأزرق (الحصة الفرنسية)، والوردية (الكوندومينيوم- الحكم المشترك)، يُعاد تلوينها من جديد."

"أما بيترز فسيكون احتفاله ضاجاً بالفرح، إذ إن الخريطة التي وضعها العام 2006 ونشرتها مجلة البحرية الأمريكية، مشفوعة بدراسته حول أسباب ضرورة إعادة رسم “حدود الدم” (وفق تعبيره)، في الشرق الأوسط، قد بدأ تنفيذها رسمياً."

دعوة إلى قيام دولة قبطية في مصر

أما عن قضية الأقباط وأوضاعهم في الدولة المصرية، نقرأ في "المصريون" عن دعوة لقيادات أقباط المهجر إلى قيام دولة مستقلة للأقباط في مصر، بالتزامن مع إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، مؤكدين أن الدولة الجديدة تشكلت من خلال هيئة تأسيسية من مائة قبطي من داخل وخارج مصر، مطالبين بالحصول على 25 بالمائة من المناصب السيادية في مصر وإطلاق حرية بناء الكنائس بلا حدود

وتشكيل محاكم للأقباط، تمهيدًا لحكم ذاتي للأقباط في مصر حسب قولهم.

وتبنى تأسيس ما تمسى بـ "الدولة القبطية" قيادات قبطية معروفة بمواقفها المناصرة لإسرائيل ودعواتهم الدائمة لها من أجل التدخل لحماية الأقباط في مصر، ومن بينهم موريس صادق رئيس "الجمعية الوطنية القبطية" ومنظمة "كميل الدولية من أجل يسوع"، وقناة "الحقيقة" المسيحية ومنظمة "ستاند آب أمريكا"، وقناة "الطريق" المسيحية بولاية نورث كارولينا.

من يريد فرض الطائفية السياسية علي مصر؟

الأمر يحتاج إلى تأمل وتبصر وفهم لأبعاد الأمور، وتقليب الأمور على وجوه عدة وخيرا ما قاله الكاتب عبدالعظيم حماد في "الأهرام"، في رده على من يقول بوجود مخطط للتطهير الديني ضد المسيحيين في الشرق الأوسط: "إذا أخذنا بنظرية وجود مخطط شرير للتطهير الديني ضد المسيحيين في الشرق الأوسط‏,‏ وآخر من تحدث عنها بهذا الوضوح هو الرئيس الفرنسي ساركوزي‏,‏ فإن هناك من يدير ويمول تنفيذ هذا المخطط‏,‏ ومع ذلك فإذا افترضنا البراءة في نيات ساركوزي‏,‏ فإن هذا المخطط لا يرمي الي تصفية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بقدر ما يرمي الي فرض التقسيمات الطائفية والمذهبية علي الدول العربية‏,‏ دون استثناء لمصر‏,‏ ومن المؤكد أن الذي يريد‏,‏ ويمول‏,‏ ويخطط ليس من داخل هذه الدول‏,‏ إلا كطابور خامس‏,‏ وإلا كعناصر منفذة‏,‏ أما العقل القائد أو الـ‏mastermind‏ فهو بالقطع من خارج المنطقة‏,‏ وهو يستغل أسبابا داخلية لاشك في وجودها لتمرير وإنجاح هذا المخطط‏.‏"

وما كتبه محمد عبدالقدوس خطابه في جريدة "الوفد" حين رفع صوته عاليا، وقال: "أتحدث هنا عن ثلاث رسائل لا تحتمل التأجيل.. الأمر الأول: يتعلق بمطالب المسيحيين العادلة التي يمكن أن أحصرها في أربعة أمور.. حماية الكنائس والأقباط من الاعتداءات..وحق شركاء الوطن في بناء كنائسهم التي يحتاجون إليها في عبادتهم ورفع القيود التي تحول دون ذلك أو تمنع من تجديد الكنائس القائمة، والمطلب الثالث: يتعلق بالمساواة التامة في الوظائف خاصة في المناصب العليا دون أي استثناء وأخيرا المشاركة بالحياة السياسية بما يتناسب مع أعدادهم.

من يقتل الأقباط؟

لكن المشكلة يبدوا أنها لا تتعلق لا بالمطالب العادلة للأقباط ولا بمفهوم المواطنة المشوه ولا بفكرة المؤامرة الخارجية!! ذلك حسب ما قاله اليوم الإعلامي اللامع عبدالحليم قنديل في "القدس العربي" اللندنية: "حتى لا تضيع البصيرة، ونتصور حلولا هي الغلط بعينه، فليست القضية الأصلية في مظالم حقيقية تلحق بالأقباط المسيحيين، بل القضية في مظالم أفدح لحقت بعموم المصريين، وليست الحلول فقط ـ في تلبية ما يسمى مطالب المسيحيين، وهي حقوق بديهية لهم ولغيرهم.."

ثم أضاف قنديل، وله كل الحق فيما قال: "فحتى لو تحققت هذه المطالب الآن وفورا، فلن تؤدي إلى زوال الخطر، ولا ضمان الأمان للمصريين والمسيحيين بالذات، فحق المواطنة ليس نصا في قانون، وما أكثر النصوص الزاعقة بضمان الحقوق في مصر، لكن الواقع شيء آخر مختلف، فحقوق المواطنة محجوبة عن المسلمين قبل وبعد المسيحيين.."

و"أصل الداء في جماعة تنهب وتحكم بالوكالة عن واشنطن وتل أبيب، ومطالب الغاضبين المنددين بحادث الإسكندرية لا يصح أن تقع في الخطأ نفسه، وأن تصور الأمر سجالا بين تطرف إسلامي وتطرف مسيحي.. فلا حل حتى لو أقال مبارك وزير داخليته، والحل الوحيد الصحيح هو المطالبة بإقالة مبارك نفسه، وكنس اختيارات نظامه التي انحطت بمكانة مصر وأذلت أهلها، وجعلتها صيدا سهلا لجماعات الإرهاب العائد."