عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هاآرتس: الغاز كشف حقيقة العلاقات مع مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" في صحيفة "هاآرتس" اليوم أن إسرائيل يجب أن تفيق من الوهم القائم على ربط السلام مع مصر وتركيا بالعلاقات التجارية، مشيراً إلى أن اعتبار إسرائيل الغاز رمزاً للسلام مع مصر هو وهم كبير، ومؤكداً أن الأخلاقيات والهواجس الإسرائيلية هي التي حولت الغاز من مادة عديمة اللون والرائحة إلى رمز وركن من أركان النهضة الجديدة في إسرائيل.

وأضاف أنه بناء على ذلك أصبح الغاز الإسرائيلي رمزاً للاستقلال "استقلالية الطاقة"، وفي الوقت ذاته وضع الغاز في مكانة رفيعة لم يحظ بها من قبل باعتباره الحارس الأخير الذي يحافظ على السلام مع مصر.
وأوضح أن أنبوب الغاز، الذي منح إسرائيل حتى العام الماضي كهرباء رخيصة وفائضة، أصبح رغماً عن أنفنا رمزاً تاريخياً، وصار الدعامة الأخيرة لاتفاقيات كامب ديفيد، إلا أن إسرائيل أفاقت هذا الأسبوع لتجد أن الغاز الحارس والدعامة تسرب.

وتابع الكاتب بأن التحرك الفزع من جانب المصريين والمسئولين الإسرائيليين للتأكيد على أن قرار الشركة المصرية بإلغاء اتفاقية الغاز هو مسألة تجارية بحتة وليس حدثاً سياسياً، هو خير دليل على أن الحديث يدور حول قضية سياسية من الدرجة الأولى، وأن أنبوب الغاز اعتبر في مصر مثل إسرائيل رمزاً للسلام والتطبيع مع دولة الاحتلال، ورمزاً لفساد نظام "مبارك"، الذي حصل نجلاه بحسب الاتهامات على عمولات كبيرة تراوحت بين 2,5% حتى 5% من حجم الصفقة التي قدرت بمليارات الدولارات، ورمزاً للتخلى عن مصلحة الشعب المصري الذي يدفع ثمناً كبيراً للغاز المدعم لإسرائيل، وبالتالي تبنت الثورة الشعبية لتغير نظام الحكم في مصر أنبوب الغاز واعتبرته رمزاً للخزي القومي لتصبح المعادلة على النحو التالي: "إسرائيل تقول إذا لم يكن هناك غاز مصري لن يكون هناك سلام، والمعارضة المصرية تقول إذا استمر إمداد إسرائيل

بالغاز، فلا حديث عن كرامة قومية".    
وأشار "برئيل" إلى أن إسرائيل قلبت الموازين الآن في علاقاتها مع مصر وتركيا، حيث ظنت –ولازالت –هاتان الدولتان مرتبطتين للغاية بوجود إسرائيل أو الإيرادات من الغاز، لاسيما وأن إسرائيل قادرة على رسم سياسات الولايات المتحدة معهما، حتى يوافقا على التغاضي عن الممارسات الإسرائيلية في المناطق المحتلة والتنازل عن كرامتهما وتكميم أفواههما.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن إسرائيل فضلت نسيان أنه إلى جانب المصالح الاستراتيجية، فقد قامت علاقاتها مع تركيا على أساس تقدير مكانة دولة إسرائيل والعلاقات التي تطورت بين الشعبين الإسرائيلي والتركي، مشيراً إلى أن علاقات مصر مع إسرائيل لم ترتكز على النفط أو الغاز وإنما تطورت فقط بعدما استعاد المصريون كرامتهم في حرب يوم الغفران(6 أكتوبر 1973).
وزعم الكاتب أن مصر وتركيا لم يتنازلا أبداً- لا مقابل الغاز ولا التجهيزات العسكرية- عن تطلعهما لإقناع إسرائيل بإدارة سياستها بالشكل الذي يتيح لهما الحفاظ على علاقاتهما معها، دون أن تضر تلك العلاقات بمواطني الدولتين ودول المنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل التي اعتبرت تلك العلاقات شهادة ضمان لمواصلة سياستها في المناطق الفلسطينية المحتلة، تعيش في وهم بأن المال سيحقق لها كل شيء.