رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعادة صياغة

لم تغيرنا الثورة الأولى ولا الثانية.. ولن تتغير سلوكيات البعض منا التي تشوه أسماعنا وأبصارنا والذوق العام في الداخل والخارج معتمدة على البلطجة والحماية تحت شعار الألتراس أو المظلة الجماهيرية الكبيرة.

تفاءلنا مع بزوغ فجر جديد يتسق مع إشراقة صفحة جديدة، وطى أخرى كلها سلبيات ومآس فوجدنا سلوكيات تشوه حضارة ثورة ناصعة وقف لها الآخرون خارج الحدود إجلالاً واحتراماً.
ووسط متابعة واهتمام جماهيري داخلياً وخارجياً بلقاء الأهلي وليوباردز الكونغولى خرج علينا الألتراس وتوأمه ديفلز بـ «خناقة» صورتها كاميرات الفضائيات في شكل مزرٍ ومؤلم ينم عن الهمجية وعدم البصيرة ورجال وشباب وسيدات وفتيات ينتقلون من مكان لآخر في المدرجات خوفاً من «الشماريخ» والعصى الغليظة.. وكأن حريقاً شب في إحدى العمارات ورجال الإطفاء والإنقاذ يحاولون انتشال السكان من العمارة قبل أن تلتهمهم النار!
ما حدث قد ينظر إليه البعض بأنه حادث عرضي سببه الرغبة في القيادة والزعامة بين التوأم «الأهلاوي» أو اختلاف في وجهات النظر قد تنتهي بين ساعة وأخرى، لكن الحادث أكبر بكثير، خاصة أن الشماريخ أطلقت بعد فض الاشتباك  ومع الشوط الثاني والأهلي متقدم.. فلماذا أطلقت الصواريخ والشماريخ.. ومن سمح للجماهير بدخول هذه الشماريخ والأجواء.. وأين كان الأمن والجماهير تصطحب المقذوفات النارية والأوضاع مشتعلة في طول البلاد وعرضها؟
وشاءت الأقدار أن ينتهي اللقاء بفوز الأهلي ولو جاءت النتيجة مخيبة للآمال وخسارة بطل مصر لحدث ما لا يحمد عقباه وقتها كانت المدرجات ستتحول إلى نار ومن المؤكد وجود ضحايا وإصابات.. وقتها

من يتحمل مسئولية دخول الجماهير؟
كلنا في حاجة لنعيد صياغة حياتنا وسلوكياتنا لتتناسب مع احتياجات المستجدات والثورة والحاجة للعمل المتواصل لخدمة الوطن عملياً وسلوكياً لنعيد للوطن بريقه ونعوض ما فاتنا طوال ثلاث سنوات وإن كنا قد أضعنا ما يقرب من أربعين عاماً من عدم التخطيط والعشوائية والفوضى الخلاقة ووصلت البلاد  للحالة المأساوية التي يشعر بها كل مواطن في حياته اليومية.
إذا كنا نريد عصراً جديداً ونهضة حقيقية صناعية واقتصادية وعلمية لابد في البداية من تغيير نمط وسلوكيات حياتنا.. فالخطط والاستراتيجيات بدون وعى أشبه بمن يكتب ويرسم على المياه بلا صدى أو تأثير.. والدول المتقدمة التي نهضت بوطنها وشعوبها لم تتغير دون أن تعلم مواطنيها خطورة المرحلة وتبنى قواعد سلوكية تنعكس على المواطن في مصنعه وحقله ومكتبه ومتجره وتصب في النهاية لصالح الوطن والمواطن.
حقاً.. نحن في حاجة لإعادة صياغة حقيقة لكل أنماط حياتنا لنجني ثمرة ثورة عظيمة وشعب قادر على الخروج من النفق المظلم ويبهر العالم بإنجازاته.


[email protected]