محاكمة عباس
ما قامت به جماهير الزمالك ومحاصرتها للنادي مع ثالث أيام عيد الفطر المبارك كان أشبه بمحاكمة علنية لممدوح عباس رئيس نادي الزمالك في واحدة من أكبر الميادين التي يقبع فيها النادي لتفريطه كثيرا في حقوق القلعة البيضاء وزاد من الإهمال والتجاهل وعدم تقدير للكرسي الذي جلس عليه عظماء سابقون قادوا النادي العريق في أصعب الفترات وكانت فيها القلعة البيضاء ندا قويا وعنيدا للقلعة الحمراء في كرة القدم وغيرها من الألعاب.
قد نختلف كثيرا مع تصرفات بعض الجماهير وتعبيرها والذي تخطى السلمية إلى الهجوم بالألفاظ والأيدى وهو ما نرفضه إلا أنها كانت محاولة لكشف أخطاء مجلس إدارة النادي برئاسة عباس الذي فشل في تحقيق آمال وطموحات النادي العريق وجماهيره مستغلا ومبررا الظروف التي تعيشها البلاد في العامين الماضيين رغم أنها ظروف تأثر بها الجميع إلا أن الزمالك كان الأكثر تأثيراً.
وبات السؤال الذي بدا يطرح نفسه ماذا كان يفعل مجلس إدارة النادي برئاسة عباس طوال السنوات الأربع الماضية.. وماهي الخطة الموضوعة لتنمية موارد النادي والتي صدعنا بها المسئولون قبل جلوسهم على الكرسي.؟ وما البدائل والأطروحات مع مواجهة ظروف صعبة؛ حيث يضع دائما واضع السياسات والخطط الأسوأ في خططه لتلافي المفاجآت والصدمات الصعبة حتى إذا جاءت مستجدات مثل توابع ثورتي 25 يناير أو 30 يونية كان هناك فرصة لامتصاص الصدمات.
ما ارتكبه مجلس عباس في القلعة البيضاء لم يسبق أن قام به أي مجلس سابق بعد أن فرط في نجوم كان يراهن
لو كنت مكان عباس ورفاقه لقدمت استقالتي منذ أن فشلت في قيادة السفينة وقدمت اعتذارا لجماهير النادي لعدم القدرة على الوصول بالسفينة لبر الأمان وأخذت قرارا مع النفس بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة دون دراسة أو خطة غير قادر على تنفيذها.
ما قامت به جماهير الزمالك درس لكل قيادي في الأندية وغيرها أن الجماهير لن ترحم من يحاول قيادة عمل غير مؤهل له حتى ولو كانت أمواله تزيد من طموحاته... فالأموال وحدها لا تكفي بدون قدرات قيادية قادرة على مواجهة الصعاب.
[email protected]