رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"امشي في حارتك".. مبادرة شبابية لحل أزمة المرور بالقاهرة

بوابة الوفد الإلكترونية

«سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق».. بروح هذه الأغنية الجميلة للمطربة المصرية الشهيرة شادية، دشن مجموعة من الشباب والشابات حملة لمواجهة مشكلة الزحام والاختناق المروري في شوارع وميادين القاهرة..

لم يكتف شباب الحملة بوعود الرئيس محمد مرسي بحل مشكلة المرور التي تواجه مصر وتصريحه الدائم بأن عودة الأمن ترتبط ارتباطا كبيرا بحل أزمة المرور، فقرروا أن يأخذوا زمام المبادرة بأنفسهم وأن يسهموا في حل هذه المشكلة، من خلال تنظيم وقفات للتوعية حملت اسم «امشي في حارتك»، التي تستهدف إيجاد حل لمشكلة المرور وتغيير سلوك قائدي السيارات، مؤكدين أن أحد أهم أسباب الزحام هو عدم التزام قائدي السيارات بالسير في الحارة الخاصة بهم.

شباب «امشي في حارتك» قرروا أن يبدأوا وقفاتهم من أعلى كوبري 6 أكتوبر، المشهور باكتظاظه بالسيارات وهو الأمر الذي يؤدي إلى وقوع كثير من الحوادث عليه، ثم الانطلاق إلى كافة الطرق في كافة المحافظات.

المهندس تامر أحمد المحروقي، صاحب فكرة المبادرة، يقول عنها لـ«الشرق الأوسط»: «منذ وقت طويل وأنا أشعر باستياء كبير من سلوك كثيرين من قائدي السيارات، وبدأت أشعر بمسؤوليتي كفرد في توعية الآخرين والارتقاء بسلوكهم». لافتا إلى أن مبادرته تمت على مرحلتين، الأولى كانت عن طريق التوعية الشفهية بالتحدث عبر نافذة سيارته إلى قائد السيارة الذي يسير بجواره ولا يلتزم بحارته وتلك الخطوة، على حد قوله لاقت استجابة بنسبه 20 في المائة، والثانية كانت الخطوة الأكثر جدية وهي تنظيم وقفات وطبع ملصقات توعية وتوزيعها على السائقين مجانا، وقد نجح المحروقي في جمع كثير من الشباب للمشاركة في تلك الوقفات عن طريق تدشين صفحة خاصة بالمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

المحروقي قرر بدء هذه الوقفات على كوبري أكتوبر نظرا لأنه، على حد قوله، شريان رئيسي بين محافظتي القاهرة والجيزة ومن ثم يمكن أن ينقل الرسالة لعدد كبير من الأشخاص في وقت أسرع، بالإضافة إلى كون هذا الكوبري مشهور بأنه منقسم إلى حارتين بينما يقسمه السائقون إلى ثلاث حارات مما يتسبب في كثير من الزحام والحوادث. وقد أقدم المحروقي على إجبار السائقين على الالتزام بحارتهم عن طريق وضع أقماع بلاستيكية على الشريط الأبيض الذي يفصل بين الحارات، ومن لا يلتزم بحارته يصطدم بهذه الأقماع، كما يقوم هو والشباب المشارك له في الوقفة بالوقوف على جوانب الكوبري ورفع لافتات مكتوب عليها «امشي في حارتك».

وفي أحد مواقف سيارات النقل

بالقاهرة، التقت «الشرق الأوسط» ببعض سائقي النقل وقال أحدهم ويدعى محمد بدوي (25 عاما): «نعم لا ألتزم بالسير في حارتي في كثير من الأحيان مثلي مثل أغلبية السائقين في محاولة مني للهروب من الزحام وتوصيل الراكبين في أسرع وقت ممكن». وأضاف بدوي «لا تلوموا السائقين الغلابة بل وجهوا اللوم للمسؤولين الذين لا يتخذون خطوات عملية لحل مشكلات المرور والزحام، هذا بالإضافة إلى غياب ضباط المرور في كثير من الشوارع».

أما عادل يونس (32 سنه)، سائق ميكروباص، فقال: «عايزنّي احترم حارتي ارصفوا لي الطرق واحترموني».

وتعليقا على توجيه اللوم للمسؤولين، قال الشباب المشاركون في المبادرة إنهم يرون أن بداية الإصلاح الذي نبتغيه في مصر لا بد أن يبدأ به كل شخص على حدة، وبقدر ما له من مقدرة عقلية وجسمانية لتوعية غيره باحترام القوانين، ومن ثم يمكن أن نحل ولو نسبة بسيطة من مشكلة الزحام. وأوضح الشباب أنهم قابلوا كثيرا من السخرية من بعض السائقين بينما تضامن كثيرون معهم وقاموا بتحيّتهم والبعض قام بمشاركتهم في الوقفات.

وكان الدكتور محمد المتينى، وزير النقل المصري، قد صرح هذا الأسبوع بأن هناك 20 مليار جنيه يتم إنفاقها مقابل مشاريع لحل مشكلة المرور والزحام في القاهرة، وهو الأمر الذي زاد من شعور الشباب بالمسؤولية تجاه فوضى قيادة السيارات.

المحروقي قال إن تطلعاتهم غير مقتصرة على التزام كل سائق بحارته؛ بل إنهم يتطلعون إلى الارتقاء بالسلوك العام لكل مواطن حتى يتعود على احترام القوانين واحترام من يسير، ومن ثم تعزيز مبدأ احترام الغير في تعاملاته اليوم

** نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية