رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عفوا أبى.. لن أعيش في جلباب رئيسك!

بوابة الوفد الإلكترونية

"لما ليلة انتخابات الرئاسة تيجي هسرق البطاقات الشخصية لوالدي ووالدتي عشان ما يعرفوش ينتخبوا اللي هما عايزينه"..

هكذا عبر "خالد" ساخرا عن رد فعله تجاه والديه الذين يصرون على إعطاء صوتهم لمرشح غير مرشحه الذي اختاره في انتخابات الرئاسة، في استجابة للحملة التي انتشرت في الأيام الماضية على فيس بوك بعنوان "ضِيِّع بطاقة أبوك لو هينتخب موسى أو شفيق".

 

فكثير من الشباب الآن في حالة شد وجذب مع آبائهم بسب اختلاف وجهات النظر حول إختيار المرشح المناسب، حيث تصل في بعض الأحيان إلى تقسيم البيت إلى جبهتين، الأولى الثوار وهم الأبناء في الغالب، والثانية فلول وهم الآباء.

"قفّل على الكلام"

يكمل خالد المصري، 22 سنة: "حاولت كتير أوي إني أتناقش مع أهلي على أساس أقنعهم أو يقنعوني، ولما أحاصر والدي بكام سؤال كده وما يعرفش يرد عليا، يتعصب ويثور ،ويقولي قفّل على الكلام العبيط ده، أنت أصلا مابتفهمش حاجة، حتى والدتي لما بقعد أتكلم معاها وتحس أني صح تيجي قدام بابا وتغلطتني وتطلعني ما بفهمش، وللأسف الموضوع ده قلقني جدا على مستقبل البلد".

 

"أبويا هددني بأنه هيغضب عليا لو أخترت حد غير اللى هو هيختاره"، هذا ما يرويه مدحت سيد، 25 سنة، مهندس كمبيوتر. ويقول: "رغم إني إتخرجت من 3 سنين وبشتغل والحمد الله وصلت لمركز جيد في عملي؛ إلا إن والدي إلى الآن يعتبرني غير قادر على تكوين وجهة نظر سليمة أو اختيار الشخص الذي أراه مناسبا لمنصب رئيس الجمهورية، وكثيرا ما تناقشنا حول هذا الموضوع لكن دون جدوى، خاصة وأنه متمسك بنظرية اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش، وأنه هو الأكثر خبرة ودراية مني في مصلحة البلد".

 

"انتي مضحوك عليكي"

وتروي حبيبة أحمد، 23 سنة، طبيبة: "بجد أنا أعصابي تعبت من أبويا، كل ما يشوف المرشح اللي أنا هرشحه طالع في برنامج يقعد يشتم فيه ويتلكك له على أي حاجة ويفسرها على مزاجه، وكل ده لمجرد إنه عايزني أقتنع برأيه، وكتير دخلنا مع بعض في خناقات على الموضوع ده، والنتيجة أنه يشتم في الثورة والثوار ويقول عليهم دول شوية عيال بلطجية".

 

تكمل: "ولما أقوله إن حضرتك بتقول كده عشان قاعد قدام التليفزيون ومنزلتش الميدان وشفت الشباب دول عمل إيه، يقولي

(انتي أصلا مش بتفهمي حاجه ومضحوك عليكي)، لذلك بقيت أتجنب إني أقعد معاه أو أفتح أي مجال للحوار لأنه للأسف بيتكلم من غير ما يسمع".

 

"الأفكار الأتوماتيكية"

عن تلك الحالة التي تشهدها البيوت المصرية، تقول الدكتورة أميرة بدران، المستشارة النفسية والإجتماعية: "هذا الصراع بين الآباء والأبناء أمر طبيعي، فهناك وجود ما يسمى بـ"الأفكار الأتوماتيكية" وهي عبارة عن أفكار تتكون لدى الفرد منذ الصغر وتكون مقدسة ولا يقبل لأحد أن يغيرها، ويعتبر أي فرد يحاول معارضة هذه الأفكار بأنه جاهل ولايعرف مصلحته".

 

تكمل: "للأسف هذه الأفكار تتملك الكثير من الآباء والأمهات نتيجة تراكم خبرات وعادات مورثة نتيجة عدم التعود على وجود الرأي والرأي الآخر، ولأن الشباب أصبح لديهم وعي سياسي وأستخدموا عقلهم للحكم على الأشياء، حدث هذا الصدام بينهم وبين أهلهم، لأن الأهل لم يتوقعوا أن يكون لأبناءهم وجهة نظر مختلفة معتبرين أنهم ليس لديهم الخبرة الكافية لإتخاذ القرار السليم". هذا النوع من الافكار من أصعب الأنواع للتغيير حيث أن أصحابها يعتبرونها مقدسة وغير قابلة للنقاش

 

وتضيف: "هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للوصول إلى نتيجة جيدة مع الآباء، مثل محاولة تجنب الصدام معهما وتبادل وجهات النظر بهدوء ودون هجوم عليهما، وعلى الأبناء أيضا تقبل رأي الآباء وأن يدركوا أن النقاش يجب أن يوصل للحق وليس فرض وجهة النظر على الآخرين، إلى جانب تهيئة المناخ المناسب والوقت المناسب لتبادل وجهات النظر، والتخلص نهاية من نظرية التخوين والشك في كل من حولنا".