رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محطة "سكك حديد مصر".. ألبوم ذكريات للمصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بعد أن ارتدت «محطة مصر» أو محطة السكك الحديدية الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة حلة جديدة قبل عدة أسابيع، وذلك بعد اكتمال المرحلة الأولى من أعمال التطوير والتجديد فيها؛ استغلت فئات كثيرة من المسافرين ورواد المحطة مظاهر التجديد لتخليد ذكرياتهم فيها بلقطات من الصور التذكارية، خاصة في بهو المحطة المزدان بصور ونقوش مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة.

وأبرز ما يروق للمصريين هو التصوير أمام القاطرة البخارية الكائنة بمدخل المحطة، التي تعد أحد أقدم القطارات البخارية في العالم، حيث صنعت في عام 1865 ميلادية، بشركة «روبرت ستيفنسون» نجل جورج ستيفنسون مخترع القاطرة البخارية.

وتظهر القاطرة لزائري «محطة مصر» بلونها الأسود على قاعدة رخامية، بينما تستوي على قضبان حديدية. وبحسب ما يقوله أحد مستشاري الهيئة لـ«الشرق الأوسط»، فقد دخلت هذه القاطرة الخدمة على خطوط السكك الحديدية في مصر برقم «986»، بينما كانت أقصى سرعة للقاطرة لا تتجاوز 30 كيلومترا في الساعة، ووزنها 37 طنا، ووزن عربة الوقود 27 طنا، وإجمالي طول القاطرة وعربة الوقود 15.4 متر. ويلفت إلى أن القاطرة كانت أحد مقتنيات متحف السكك الحديدية منذ افتتاحه في يناير (كانون الثاني) 1933، والذي يجري له هو الآخر عملية تطوير شاملة.

من بين المسافرين الذين حرصوا على التقاط عدة صور أمام القاطرة، يقول الشاب العشريني أحمد فتحي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: «لم أحضر المحطة منذ إعادة افتتاحها، ولكني حضرت اليوم لاستقبال أحد أقاربي، وعندما وجدت القاطرة سارعت للتصوير بجوارها، فهي تراث قديم يقف شامخا اليوم ليزين مبنى المحطة، وفي رأيي فإن إخراجها من متحف السكة الحديد خطوة جيدة للغاية من مسؤولي هيئة السكك الحديدية، حتى يشاهدها الجميع، ويعرفوا أن مصر عرفت السكة الحديد في وقت مبكر لم تعرفه دول أخرى متقدمة في العالم».

بينما يرى عبد الرحمن محمد، الذي كان يصور خطيبته بجوار القاطرة أن «هذه القاطرة أعتقد أنها تعوضنا عن تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي كان ينتصب أمام المحطة منذ سنوات طويلة إلى أن تم نقله في عام 2006، ليزين واجهة المتحف المصري الجديد، فهذا التمثال كان يجتذب الجميع للتصوير حوله، خاصة نافورة المياه الشهيرة التي كانت

تتدفق من بين أصابع التمثال، وهو ما يقوم به زائرو المحطة حاليا مع القاطرة البخارية».

ويستهوي بهو المحطة هو الآخر عدسات المسافرين، بعد أن تم تصميمه على أحدث الطرز وملامح الإبهار والفخامة، مما جعل المحطة ترتدي ثوبا جديدا، وأكثر ما يجذب العدسات ذلك النصب التذكاري الذي يتوسط البهو والمقام على هيئة شكل هرمي يتضمن عددا كبيرا من المكعبات الصغيرة تزينها نقوش ورموز فرعونية، ويحمل كل مكعب منها اسم أحد شهداء ثورة 25 يناير، بهدف تخليد تضحياتهم ودورهم التاريخي في صنع الثورة.

ومع الدخول من أحد أبواب المحطة يجد الزائر مشهدا طريفا؛ حيث يخرج الجميع أجهزتهم الجوالة ويستوقفون أحد المسافرين طالبين منه تصويرهم وفي خلفيتهم النصب التذكاري، أو يقوم هو بالتنقل بكاميرا جواله لتصوير مقطع فيديو لمظاهر التطوير. يقول يسري عباس، أحد أبناء الصعيد: «لم أحضر إلى المحطة منذ فترة، واليوم جئت للسفر إلى بلدتي، وفوجئت بهذا المظهر الحضاري، فأخرجت جوالي على الفور لتصوير مقطع فيديو لأنقل لأقاربي ما حدث من تطور كبير في المحطة، بعد أن استغرق العمل فيها ما يقارب العامين».

وتعد السكك الحديدية المصرية ثاني أقدم محطات السكك الحديدية في العالم بعد بريطانيا، وأول سكك حديدية في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أنشئت في عهد الخديو سعيد عام 1854، وقد تولى تصميم مبنى المحطة المهندس المعماري البريطاني الشهير إدوين باتسي ليصبح المبنى العريق من أهم مميزات القاهرة الخديوية حتى اليوم.