رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

( ليس فى الحق وجهة نظر )


حين تصبح الشمس فى كبد السماء ..فلا تحاول أن تقنعنى بأنها القمر ..ولا تقابل دهشتى بقولك انها وجهات نظر ..فالحقيقة لاتعرف وجهات النظر .

قبل الخامس والعشرين من يناير الخالد كنا فى ظلام دامس .. عصابة اجرامية تستولى على السلطة والثروة يحميها بوليس هو جزء من تشكيلها الاجرامى .. يستخدم قانون الطوارئ الدائم لقمع أى حرية وكبت أى تعبير أو احتجاج.. بوليس مسخر بكامل طاقته لحماية سلطة الديكتاتور ليس إلا... أموال الأمة تنهب جهاراً بالمليارات ..وأراضى الدولة تقدم كهدايا للصوص ليحصدوا منها المليارات واعلام منافق لاضمير له يسبح ليل نهار بحمد الحاكم الملعون..فساد واهمال وخراب ذمم فى كل مجال ..وشبان مصرفى يأس لايجدون العمل ولا الفرصة وتضيع طاقتهم وعمرهم هباء..أعداد العوانس وصلت إلى ثمانية مليون عانس من النساء فقط..وعنوسة الرجال أكثر ..وصل الغش حتى للطعام من خضر وفاكهة .حتى السمك فى البحر سمموه ..وكذلك الماء والهواء فانتشرت أمراض الفشل الكلوى والسرطان والتهاب الكبد الوبائى بمعدلات لا مثيل لها فى العالم كله..وانهار التعليم والصحة وانهار كل شئ تقريباً ..وصار دخل أغلبية الشعب لا يكفى لمجرد الخبز ..وأصبح الناس يتقاتلون أمام المخابز ليحصلوا على رغيف هو أسوأ أنواع الخبز فى الدنيا كلها ..كل هذا فى الوقت الذى تنهب فيه المليارات دون حسيب أو رقيب..والديكتاتور الفاسد يتهيأ ليورث الملك لابنه من بعده لكى يتحفنا الابن الأشد فساداً من أبيه بثلاثين عاماً سوداء جديدة.
هذا الواقع الخيالى فى درجة الظلم والقبح والفساد ألم يكن يستحق ثورة الشعب ؟ إذاً فالثورة حق ..والحق ليس فيه وجهة نظر..الحقيقة لا تقبل القسمة على اثنين فلا يجوز امساك العصامن منتصفها ..أنت هنا إما رجل أو نصف رجل أوحتى لاشئ..أنت مسئول أمام الله وأمام ضميرك إن كان ثمة ضمير.. ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ..فى هذه اللحظة الطاهرة التى لايستحقها البعض.. فى هذه اللحظة النادرة فى جمالها وعظمتها ..من لا يساند الحق بيده فليسانده بلسانه .. فإن لم يستطع فبقلبه ..أو ليقل خيراً

أو ليصمت.. أما أن يقف فى وجه مدد الخير والحلم النبيل ..فهو مثله مثل حمار لاشك عندى ..فالذى يقف فى وجه هذه الثورة فإنما وقف فى صف أعداء الحق ..ومن وقف فى صف أعداء الحق فقد وقف فى صف أعداء الوطن ..فإذا وصفت الذى يفعل ذلك بالجهل فلأنى لاأريد أن أصفه بالخيانة ..فعدو الثورة ببساطة إما جاهل أو خائن ولا شئ ثالث على الاطلاق..فإذا قلت لى ان الملايين منزعجون من هذه الثورة ..أقول لك لاتغتر بالأرقام فالحق لايتبع الملايين ..بل على الملايين أن تتبع الحق..الحق يُتّبَع ولا يَتّبع..ولاتصدق من أوهموك بكذبة الأصابع الأجنبية ..فالملايين التى خرجت فى أنحاء مصر كلها لتضحى بالدم لم تحركها أى أصابع أجنبية.. بل حركها الظلم والغضب..ولو صدقت أن الثوار هم (بلطجية) فهذا لأنك تصدق كل مايقال لك ..أو هذا لأنك لم تشارك فى الثورة معهم و لم ترهم رأى العين ..ولو رأيتهم لرأيت فيهم مصر نفسها..ولعرفت أن الذى قتلهم هو مجرم جاهل وعدو لمصر ومستقبلها وأحلامها..فالجهل والجهل وحده هو الذى يجعل مصرياً يقف فى وجه ثورة بلاده حين ثارث بعد طول انتظار..ضد الظلم والقهروالفساد. وحين تمنح صوتك فى انتخابات رئاسة الجمهورية لأحد رجال المخلوع ونظامه الفاسد تكون كمن يمشى عكس اتجاه الوطن ومستقبله وحلمه ليعيدنا إلى زمن الظلم والظلام والحزن والكوابيس..فأرجوك لاتفعل.