رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مارثون الفساد

** كلنا مصابون بحالة من الاكتئاب والغثيان لما نسمعه كل يوم.. كل ساعة.. كل دقيقة عن كم قضايا الفساد والسرقة والنهب التي ارتكبت علي أيد أباطرة النظام السابق فما تسمعه وتقرأ عنه يشيب له الولدان.. فمنذ سقوط النظام الذي كان لابد ان يسقط تنحي رئيسه في يوم »11 فبراير«.. وتسمع عن الاف.. ملايين من قضايا الفساد.. عن المليارات التي سرقت ونهبت من قوت الشعب المغلوب علي أمره.

** فقد أكد مصدر قضائي بالأرقام وبما لا يدع مجالاً للشك أنه في عهد النظام البائد كانت ترتكب كل دقيقة ونصف قضية فساد فكم جريمة ارتكبت في حقنا خلال ثلاثين عاماً.. هي عمر النظام.. وكأن جميع مسئوليه كانوا في سباق مع الزمن ومع أنفسهم وفي مارثون مع بعضهم البعض في من يسرق أكثر ومن يفوز في سرقة قوت الفقراء من سيحول أكثر عدد من المصريين الي شحاذين متسولين يجمعون طعامهم من الطرقات حتي لا يستطيعوا التفكير فيما كانوا يفعلونه.. هل كنا نحن أغبياء.. أم كانوا أهم لصوصاً محترفين؟!

** لكم أن تتخيلوا انهم استولوا علي الأراضي الصحراوية التي كان القانون يخصصها لشباب الخريجين الذين حرموا من الوظائف الحكومية التي لا يوجد لها ميزانية في ظل السرقة والفساد وقاموا بإهدائها للمحاسيب وأعضاء مجلسي الشعب والشوري ليقيموا عليها منتجعات.. ثم بعد ذلك يوافقون علي تمرير خطاياهم لنري نحن علي التلفاز الأيادي ترفع ويردد بعدها رئيس المجلس »موافقة«.

** فهم لم يتركوا طريقة لقهر المصريين ألا واحترفوها.. ففجأة وبدون مقدمات قرروا حرمان المصريين الغلابة من العلاج في المستشفيات الحكومية التي كانت هي الوحيدة التي يمكن أن يلجأ إليها بعد أن أعيتهم السبل وأنهكت أجسادهم الأمراض التي لا علاج لها من جراء المبيدات المسرطنة ومياه المجاري والفشل الكلوي والكبدي والفيروسات التي لا حصر لها.. لتحويلها الي مستشفيات استثمارية.. يقتصر دخولها علي الأثرياء.. حتي ييستطيعوا وبطريقة شيطانية أن يتخلصوا من أكبر عدد من المصريين بالموت البطئ.. وحتي يجمعوا أموالاً طائلة لكل تسافر زوجاتهم لإجراء عمليات تجميل في الخارج.

** مصابون نحن بحالة من الذهول لنجاح هذا النظام الفاشل في جعل مصر دولة تقع في ذيل قائمة الدول الأكثر فساداً وتخلفاً وجهلاً..

أخرجوها من سباقات العلم والتحضر الي دولة يمارس فيها مارثون فريد من نوعه هو مارثون للفساد والإفساد.. تخلصوا من كل أبناء مصر النابغين الذين حاولوا مراراً وتكراراً تقديم ثمرة علمهم.. ولكن كانت الحرب شعواء ضدهم.. وعادوا أدراجهم من حيث كانوا حتي لا يتهموا بالعمالة والخيانة.

** وعندما كان يطالب الموظفون المعدمون بجنيهات قليلة كعلاوة لا تغني ولا تسمن من جوع.. فجأة تمتلئ بهم الشاشات وأوراق الصحف.. ومواقع النت.. يتحدثون ينددون.. يحذرون.. من طمع الموظفين الذي سيصيب خزينة العزبة بالهلاك والإفلاس ويضاعف الديون.. وفوراً يفرضون ضرائب جديدة.. وزيادة أسعار غير مبررة ويندم المطالبون علي ما طالبوا.

** ورغم كل هذا البغاء والفجر في الفساد مازال البعض منهم.. يتحدث عن الخسائر التي سببتها ثورة يناير المباركة.. إن خسائر السياحة بلغت »1.1« مليار دولار يومياً.. ونتساءل من الذي فعل ذلك ثوار ميدان التحرير أم النظام الذي أثار الفوضي والذعر والفراغ الأمني وروع السائحين وأطلق عليهم البلطجية يطاردونهم في الشوارع.. في الفنادق حتي فروا عائدين الي بلادهم.

** الخسائر مهما بلغت ستعوض في ظل حكومة وطنية.. تعبر عن آمال الشعب وطموحاته.. قادرة علي تحويل البلاد إلي ورشة عمل لتشغيل »8.4« مليون عاطل ولكن الذي لن يعوض أو تسامح فيه هو سرقة ثروات مصر.. وتحويلها الي ممتلكات خاصة بهم، لن ننسي لهم ذلك مهما طال بنا الزمن.

** طال انتظاري للربيع يرجع

والجو يدفا والزهور تطلع

عاد الربيع عارم عرمرم شباب

إيه اللي خلاني ابتديت أفزع.