رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منظمة الولايات المتحدة الأمريكية




هذا هو الاسم الذى يتعين علينا أن نطلقه على منظمة الأمم المتحدة بعد أن جردت نفسها من أن تكون كياناً دولياً فى أعقاب تطويع أمريكا لها لتصبح أداة فى يدها توجهها صوب ماتريد، فأمريكا مازالت تلعب دور البلطجى الذى ملك زمام الهيمنة على الكون من خلال شروط الاذعان التى فرضتها على المجتمع الدولى لاسيما وقد منحت لنفسها حصانة تجعلها بمنأى عن المساءلة والمحاسبة حتى لو عصفت بالقانون وداست على كل المواثيق الدولية.

ومنذ يومين وقع «أوباما» القانون الذى كان الكونجرس قد أقره والقاضى بحرمان الدبلوماسى الإيرانى «حميد أبو طالبى» من دخول أمريكا لتولى منصبه رئيسا لبعثة إيران فى الأمم المتحدة بدعوى اتهامه بالضلوع فى الهجوم على السفارة الأمريكية فى طهران خلال أزمة الرهائن عام 79 رغم نفي الدبلوماسى لهذا الاتهام وإقراره بأنه كان مجرد مترجم للطلبة المحتجين. ولاشك بأن رفض منح التأشيرة لسفير لدى الأمم المتحدة يعد سابقة لاتقدم عليها إلا دولة تمارس العبث بمقدرات الآخرين ولايعنيها كون هذه القرارات ضد القانون وأنها تتعارض مع كل المعايير الدولية.
ولا شك بأن أمريكا بهذا الاجراء قد حادت عن الحق وأسقطت من حساباتها كونه يتعارض مع الاتفاقية الموقعة بينها وبين الأمم المتحدة عام 47 والتى تنص على أنه ليس من حق أمريكا منع أى مبعوث لدى الأمم المتحدة من ممارسة مهامه. وبالتالى يكون القانون الذى وقع عليه «أوباما» مخالفا للقانون الدولى وعامل تقويض لحقوق الدول فى اختيار ممثليها لدى المنظمة التى يوجد مقرها الرئيسى فى نيويورك،

فبموجب القانون الدولى يتعين على أمريكا منح تأشيرات دخول لممثلى الدول الأجنبية.
الغريب أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً ولم يصدر عنها أى رد فعل رغم أن هذا الاجراء الأمريكى يشكل إحراجاً لها بوصفه يمثل امتهاناً لكرامتها كمؤسسة دولية من المفروض أن يكون لها اعتبارها ومراعاة حقوقها وفق نصوص الاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن هذه المنظمة بدت عاجزة ومغلوبة على أمرها أمام الأخطبوط الأمريكى الذى لا يستحى، فهل غاب عن إدارة «أوباما» اليوم أنها بما فعلت تسىء إلى نفسها وتؤكد أمام العالم كله أنها لا تستطيع العيش بدون عثرات وكبوات وأن سلوكها لا يمت بصلة إلى سلوك الدول الكبرى، فلقد خرجت علي الجادة وباتت مسكونة بالاستعلاء والاستكبار منذ حرب فيتنام وحتى اليوم عندما غرقت فى الوحل السورى حتى النخاع. آن الأوان لكى تخرج أمريكا من عباءة جنون العظمة الذى تلتحف به ولكى تبرأ من مرض عضال يسكنها يتمثل فى السطوة والهيمنة التى تفرضها على الجميع باستثناء إسرائيل.