رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجلس الأمن القومي المصري.. ومسئولياته

قرأت في جريدة «الأهرام» بتاريخ 10/10/2012 مقالاً للأستاذ عاطف الغمري بعنوان «مجلس الأمن القومي.. ضرورة لا غني عنها».. وجاء في مقال سيادته أن مجلس الأمن القومي يضم عادة الرئيس ونائبه ومستشاره للأمن القومي ووزراء الخارجية والدفاع والمالية والاقتصاد  وعدداً محدوداً من الوزراء حين يكون موضوع المناقشة متصلاً باختصاصاتهم.. إلخ.

كما قرأت مقالات أخري سابقة تتناول مجلس الأمن القومي ولاحظت وجود خلط بين مجلس الأمن القومي ومجلس الدفاع الوطني! وقد وجدت من واجبي كضابط أمن سابق أن أوضح هذا الأمر حسب الآتي:
1- مجلس الأمن القومي هو هيئة دائمة ملحقة بمكتب السيد رئيس الجمهورية يتلقي صور تقارير أجهزة الأمن والمخابرات الداخلية والخارجية ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية وأجهزة الرقابة وكذلك تقارير من اجهزة المخابرات الصديقة والحليفة أيضاً حيث يوجد أحياناً اتفاق وتنسيق بين هذه الاجهزة الدولية في تبادل المعلومات والخدمات والمساعدات.. إلخ.
2- يقوم مجلس الأمن القومي بفحص كل هذه التقارير ودراستها وتحليلها ومقارنتها ببعضها وكذلك مراجعة هذه المصادر لاستكمال المعلومات الواردة منهم أو إظهار أي أخطاء أو ملاحظات أو طلب توضيح بعض الفحوص التي جاءت في تقاريرهم لمحاولة الوصول الي أقصي درجة من المصداقية لأن الحقيقة المجردة لا يملكها البشر!! وبعد ذلك يقدم تقريراً مجمعاً إلي رئيس الدولة مشفوعاً بقرارات مقترحة لحل أي مشكلة لكي يختار منها رئيس الدولة ما يراه صالحاً ومناسباً من منطلق رؤيته الشاملة واتصالاته بحكم منصبه.
3- بالمناسبة فإن الرئيس الأمريكي أو نائبه يزور مجلس الأمن القومي الامريكي صباح كل يوم قبل أن يتوجه الي مكتبه لكي يتلقي آخر المعلومات والتطورات الداخلية والخارجية والعالمية وكذلك الاقتراحات والتوصيات التي يختار منها.
4- مجلس الأمن القومي لايعتبر جهازاً لتلقي المعلومات فقط وتحليلها وعرضها علي الرئيس ولكنه يقوم بدراسات وأبحاث في كل المجالات بهدف تطوير الأداء في الدولة وكذلك تلبية أي استفسارات أو استشارات تطلب منه من أي جهة في الدولة.
5- مجلس الأمن القومي يضم أفراداً علي أعلي مستوي من العلم والكفاءة والخبرة في كل التخصصات: عسكرية - مخابراتية - أمن داخلي - اقتصادي - ثقافي - اعلامي - تعليمي - ديني.. الخ لأن الامن القومي هو منظومة واسعة شاملة.
6- يرأس مجلس الأمن القومي شخصية علي مستوي عال من الخبرة والعلم  والنزاهة، ويطلق عليه في بعض الدول مستشار الرئيس للأمن القومي.
7- لا يجب أن يشغل مستشار الرئيس للأمن القومي في نفس الوقت رئيساً لجهاز أم آخر لأن مجلس الأمن القومي يقوم أحياناً بنقد ومراجعة التقارير التي ترد اليه من اجهزة الأمن وفيها جهازه الذي يرأسه في نفس الوقت!! أي أنه لا يمكنه أن ينتقد أو ينتقص من التقارير التي ترد الي مجلس الأمن القومي من الجهاز الذي يرأسه هو نفسه، لأن هذا الوضع يؤثر بالسلب علي اداء مجلس الامن القومي والجهاز الذي يرأسه ايضاً وأن هذا الوضع يجعله في موقف يسمح له باحتكار أذن الرئيس!!
8- من مزايا مجلس الأمن القومي عدم إعطاء الفرصة لأي جهاز أمن أو فرد أو أفراد باحتكار أذن الرئيس.
9- بعض الدول المتقدمة لديها مجلس أمن

قومي يساعد الرئيس في اتخاذ القرارات، أما في دول العالم الثالث فليس عندهم هذا المجلس ويتم اتخاذ القرارات إما بالفهلوة أو التوجيهات الحكيمة!! أو الاندفاع الحماسي أو اتباع نصائح الجهلة أو المنتفعين أو المغرضين أو بالخضوع للضغوط الخارجية!! وهو اسلوب يعرض البلاد الي أخطار جسيمة!!
10- تم انشاء مجلس أمن قومي في مصر خلال حقبة حرب أكتوبر المجيد وكان يرأسه اللواء محمد حافظ اسماعيل كمستشار للرئيس السادات للأمن القومي.. وكان يباشر عمله بكفاءة من واقع خبراته السابقة في القوات المسلحة وكسفير بالخارجية ورئيساً للمخابرات العامة.. وكان هناك أمل في تدعيم وتطوير هذا المجلس ولكن عندما وجد اللواء حافظ اسماعيل أن الرئيس السادات بدأ يتجاهل نصائحه في الأيام الاخيرة بعد حرب اكتوبر قدم استقالته ولم يعين الرئيس السادات بدلاً منه لرئاسة مجلس الأمن القومي والذي تفكك بعد ذلك ولم يعد قائما!!
11- حل مجلس الأمن القومي أحدث فراغاً أمنياً كبيراً مكن اللواء النبوي اسماعيل وزير الداخلية الأسبق من احتكار أذن الرئيس السادات عندما قدم له تقريراً بوجوب اعتقال ألف وخمسمائة من خيرة رجال مصر من كل الاتجاهات السياسية!! ولم يكن هناك أجهزة أخري تدرس هذه التقارير وتقارنها بتقارير أخري من مصادر أخري لكي تؤكد أو تنفي ما جاء في تقرير وزير الداخلية أو بعضه!! كما لم يكن هناك أسباب ملحة قوية لهذه الاعتقالات!! وأصدر الرئيس السادات قرار الاعتقال أدي الي تداعيات مأساوية أودت بحياة الرئيس.
12- مجلس الأمن القومي الذي أشرت اليه هو غير مجلس الدفاع الوطني الذي يجتمع عند اللزوم فقط وهو مجلس غير دائم يرأسه رئيس الجمهورية وبعضوية نائب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الاركان ووزير الداخلية ووزير الخارجية ومديرو المخابرات العامة والحربية ومستشار الرئيس للأمن القومي «رئيس مجلس الأمن القومي» وأي وزراء أو مسئولين يتعلق عملهم بالموضوعات المطروحة في اجتماع مجلس الدفاع الوطني.
13- المفروض أن ينص في الدستور الجديد علي وجوب انشاء مجلس أمن قومي دائم ملحق بمكتب السيد رئيس الجمهورية ويحدد اختصاصاته.

--

خبير في القضايا الاستراتيجية