رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا أضحك المشير؟!

عقد المشير طنطاوي، أمس الأول، اجتماعاً مفاجئاً مع الدكتور الجنزوري، ضم أعضاء من المجلس العسكري، إلي جانب أعضاء في الحكومة، وقيل لوسائل الإعلام، إن الاجتماع بحث العلاقات المصرية الأمريكية، وهي كما تري، عبارة عامة،

تقال بالصيغة نفسها عما بين البلدين، منذ نصف قرن، وربما أكثر، ولا تكشف عن أي معلومة، أو أي خبر، يشفي غليل القارئ، فيما يخص علاقة من هذا النوع، بين دولتين بحجم الولايات المتحدة ومصر معاً، لأنها كعبارة مطلقة هكذا، تظل بلا معني، وبلا مضمون.. وعندما تستعرض أنت، أسماء الوزراء الذين حضروا الاجتماع، سوف تكتشف أنهم وزراء التعاون الدولي، والخارجية، والعدل، والإعلام، ومعهم رئيس المخابرات العامة، بما يعني بداهة، أن الموضوع الأساسي، وربما الوحيد، الذي كان مطروحاً علي الطاولة، خلال الاجتماع، هو قضية التمويل الامريكي لمنظمات مجتمع مدني في مصر، وهي قضية كانت ملتهبة، ومشتعلة، بين القاهرة وواشنطن، ولا تزال، ولا أحد يستطيع أن يخمن كيف يمكن أن تكون نهايتها؟!
وعندما نقول إنه لا أحد يستطيع أن يخمن كيف يمكن ان تكون نهايتها، فالسبب أنها، كقضية، دخلت مرحلة يصعب الرجوع عنها، علي الطريقة التي كانت تحدث بين العاصمتين في القضايا المماثلة زمان، وقبل الثورة.. فما نعرفه أن وفداً عسكرياً مصرياً كان قد طار إلي العاصمة الامريكية، قبل أيام، لبحثها، وربما لبحث غيرها، وقد قيل إن الوفد قطع زيارته، فجأة، وعاد إلي القاهرة، دون أن يقال للناس، الذين هم أصحاب الشأن الحقيقي في الملف كله، لماذا ذهب الوفد العسكري، أصلاً، ثم، وهذا هو الأهم، لماذا قطع زيارته، وعاد فجأة أيضاً، إذْ تبقي مسألة قطع زيارته علي هذا المستوي، مرتبطة بالضرورة في الأذهان، بوصول الكلام حول الملف، بين الطرفين، إلي طريق مسدود تماماً،.. فما هو، إذن، الطريق الذي كان يمضي فيه الكلام، ولماذا انقطعت قنوات التواصل، علي الشكل الفجائي الذي حدث، وما الذي اعترض عليه الجانب المصري، بما جعله يقطع زيارته ويعود .. أسئلة كلها معلقة في الهواء، دون جواب؟!
أكثر من هذا، فإن الادارة الامريكية قررت، بمجرد عودة الوفد المصري، إرسال رئيس الأركان الأمريكي نفسه إلي القاهرة، لوصل ما انقطع هناك، وجاء الرجل، والتقي مع المشير، والفريق عنان، وقيل إنه فجأة للمرة الثالثة، ألغي مؤتمراً

صحفياً كان قد قرر عقده، دون أن يعرف الرأي العام المصري، الذي يتابع تفاصيل القضية، تفصيلة تفصيلة، لماذا جاء رئيس الأركان الأمريكي، وماذا دار بينه وبين المشير والفريق، ولماذا ألغي مؤتمره الصحفي دون سابق انذار، وعاد هو الآخر إلي بلاده، بعد أن تقرر إرسال قائد القوات المركزية الأمريكية، خلال أيام، إلي مصر، لوصل ما انقطع أثناء زيارة رئيس أركانه!
الحكاية لمن يتابعها، تتطور بشكل مثير للإنتباه، دون معلومات متاحة لأحد، وكأن الاطراف المختلفة تتكلم في قضية لا تخصنا، ولا علاقة لها بنا، ولا شأن لنا بها!!
ثم، وهذا مهم للغاية، فإن وكالة «رويترز» العالمية، قد طيرت صوراً عن لقاء المشير طنطاوي مع رئيس الأركان الامريكي، وكانت من بينها صورة يبدو فيها المشير وهو يضحك كما لم يضحك من قبل، ويبدو رئيس الاركان وهو يشير بيديه، وكأنه يصف وضعاً من نوع معين، دون أن نعرفه طبعاً.. غير أن ما بدا من طريقة ضحك المشير، أنه يضحك علي شيء لم يسمعه قبل ذلك، وهي ضحكة كاد صوتها يخرج من الصورة ذاتها.. فلماذا ضحك المشير، وعلي أي شيء تحديداً، كان يضحك علي النحو النادر الذي جاء في الصورة، والذي لابد أنه استوقف كثيرين، وما هو يا تري الشيء الذي قاله رئيس الأركان الامريكي، بما دفع المشير إلي الانفجار ضحكاً هكذا؟!.. التساؤلات التي وردت في هذه السطور، كافية لملء المسافة بين واشنطن والقاهرة، ولكنها، مع الأسف, بلا أي إجابة حتي هذه اللحظة!