عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرسالة التي لم تصل

عندما يخرج الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، في أعقاب مظاهرات 25 يناير، بتصريح مقتضب من نوع ما جاء علي لسان المتحدث الرسمي للحكومة، فهذا معناه أن رئيس الحكومة لا يري ما حصل علي حجمه الحقيقي، ويجب ان يتصرف بالتالي بشكل مختلف!

ذلك أن كل ما جاء منسوباً إلي رئيس الحكومة، أنها كحكومة، تضمن حرية التعبير بشرط عدم الاخلال بالأمن، وأنها أيضاً تأسف لسقوط ضحايا!

هكذا، في سطرين اثنين لا أكثر ولا أقل، تكلم الدكتور نظيف عن حشود هزت البلد، في ذلك اليوم، وهو أمر يجعل الناس تتساءل في إلحاح: إذا كانت هذه هي الحكومة في مقاعدها، فأين رئيسها في تفاعله مع المتظاهرين، وغير المتظاهرين في لحظة من هذا النوع؟!

إن الذين خرجوا يوم 25 يناير، لم يكونوا قد فعلوا ذلك، بحثاً عن حرية تعبير مفتقدة.. بل علي العكس.. فحرية التعبير متاحة، وبشكل كبير.. ولكنهم خرجوا يقولون بأعلي صوت، إن حياتهم لم تعد محتملة، ولا هي ممكنة، في ظل أسعار سلع تكتوي بها الغالبية من المواطنين، وكانوا قد خرجوا أيضاً يقولون إنهم يسمعون وعوداً من حكومتهم، في كل وقت، في اتجاه تخفيض الأسعار، فإذا ذهب واحد منهم إلي السوق، فوجئ بأن كلام الحكومة في هذا الاتجاه، قد تبخر، وأن عليه كمواطن أن يشتري أو لا يشتري، ولا اختيار ثالث أمامه، وسوف يشتري بالطبع ليحترق وحده بالنار، التي لا تكاد تمر مناسبة إلا وتؤكد الحكومة فيها من جديد أنها تعمل علي تخفيضها علي الأقل.. فإذا بالكلام في ناحية، وإذا بالواقع المر في ناحية أخري!

الذين خرجوا كانوا يطالبون بفرص عمل لعاطلين تخرجوا من سنوات طويلة ثم وجدوا انفسهم علي الرصيف، وفي المقاهي، وعلي النواصي، بلا عمل، ولا حتي أمل، وقد كان زرع هذا الأمل يتطلب من رئيس الحكومة أن يخرج، إذا خرج، فيتحدث مع الناس عن

اجراءات مختلفة وعاجلة، لتوفير فرص عمل أوسع وإتاحة مجال أرحب للذين لا يطلبون شيئاً سوي ان يجدوا عملاً يوفر لهم الحد الادني من الحياة الآدمية!

الذين خرجوا كانوا في الإجمال يفتقدون العمل ومعه الأمل، وكانوا يتوقعون أن يكون رئيس الوزراء معهم علي الخط، وأن يبعث في نفوسهم الأمل في ان يكون الغد أفضل من اليوم، إذا كان قد عز عليه كرئيس وزراء طوال ست سنوات قضاها في منصبه، أن يوفر لهم فرص العمل الكافية!

هل ينتظر رئيس الحكومة حشوداً أكبر مما خرجت ليخرج علي الكافة ببيان شامل يشرح فيه ماذا جري وماذا سوف يجري أم أنه قد قرأ الحدث إجمالاً علي أنه مجرد حدث صغير لا يتطلب من رئىس الحكومة سوي تصريح موجز من سطرين علي لسان المتحدث الرسمي للحكومة؟!

الصمت الذي كان رئيس الوزراء يلتزمه في ظروف كثيرة سابقة كانت تقتضي منه أن يتكلم فيها، لم يعد ملائماً اليوم، ولا اصبح من المناسب ان يخرج بتصريح من سطر، لا يشفي غليل أحد، وإنما ما ينتظره الملايين في ظني أن يشعروا أن رسالة 25 يناير منهم قد وصلت، وهو الأمر الذي لا يبدو واضحاً إلي الآن!.. فمتي تصل الرسالة وكيف نعرف أنها قد وصلت؟!