رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برلمان السيسى


أخشى ما أخشاه أن تنشغل الأحزاب المصرية بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية بما يدور في الساحة من خلافات وقضايا هامشية ، وتترك القضية الأهم  وهي برلمان مصر القادم ، كيف يكون شكله ولمن تكون أغلبيته  للإخوان ام السلفيين ؟ أم مزيجاً  من الصف الثاني  للجماعة وباقي أحزاب تيار الإسلام السياسي، أم خليطاً (غير فريد) من بقايا الفلول وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين لمعاناة المصريين.

الإخوان وإن خسروا معركة البقاء في السلطة ، واصبحوا منبوذين مكروهين من المجتمع  نتيجة  أفعالهم وجرائهم بحق المصريين والوطن، فانهم لن ينسحبوا من الساحة والمشهد بسهولة ، فالذين اعتادوا العمل السرى داخل البدروم وبئر السلم ، وأجادوا  الاختباء في العشش وفوق أسطح المنازل، ولديهم كل هذا الكم الهائل من المولوتوف، لن يفرطوا أبدا في ما حصلوا عليه فى عهد الرئيس المعزول، ولن يستسلموا بهذه البساطة التى تسكن  قلوب المصريين الطيبين.
فرغم أن الإخوان مستمرون بمظاهراتهم في الجامعات وبعض الميادين في عدد من المحافظات، إلا انهم لم ينسوا أبداً قاعدتهم الرئيسية في الكفور والنجوع والقرى التي يسكنها ملايين الفقراء والبؤساء، والذين لا يتناولون سوى وجبة واحدة في اليوم، لضيق ذات اليد، والعجز التام عن مواجهة أعباء الحياة .
والسلفيون أيضا وإن أبدوا مرونة غير متوقعة في الكثير من المواقف السياسية، إلا انهم من وجهة نظرى لا يقلون خطورة سياسية عن الإخوان بجميع أجنحتهم . فهم ايضا نشطون في مناطق  ومحافظات الفقر والبطالة وخاصة في مطروح وأحياء كثيرة من محافظة الإسكندرية ولاسيما في العامرية وغيره من الأحياء المطحونة تحت عجلات الغلاء الفاحش والارتفاع الجنوني لأسعار الكثير من السلع.
الإخوان يربطون من الآن في الكثير من المحافظات لخوض المعركة البرلمانية القادمة، خاصة في محافظة الجيزة، التي وضعت قيادات الجماعة بها خطة محكمة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بكوادر أخرى جديدة ووجوه ليست معروفة من قبل لأجهزة الأمن.
والكارثة انهم اتجهوا بمخططهم نحو استغلال عدد لا بأس به من  الطلاب في الجامعات، والمتعاطفين مع  بعض زملائهم المقبوض عليهم، لدس السم في العسل، ومحاولة إقناع السذج والبسطاء في الريف والمناطق الشعبية بأنهم أبرياء ولا ذنب لهم فيما تشهده  محافظات مصر من تفجيرات وعبوات ناسفة وغيرها من مشاهد الإرهاب.
والكارثة الأكبر ان معظم الأحزاب المصرية لم تنتبه، ولم تستيقظ كعادتها إلا بعد ان يحصد هؤلاء وأنصارهم ومن يعمل معهم من الباطن ومن وراء الكواليس، أغلب المقاعد في البرلمان، لنعود مرة اخرى إلى نقطة الصفر ( وكأنك يا ابو زيد ما غزيت).
ولأن كل المؤشرات تؤكد ان نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة باتت محسومة وبشكل كبير للمرشح عبد الفتاح السيسي، بكل ما تحمله من تبعات ومسئوليات على الرجل عند فوزه ، فان طبيعة مرحلة ما بعد «الرئاسية» تقتضى من كل الاحزاب والتيارات السياسية الليبرالية والاشتراكية والقومية، أن تعلن حالة الطواريء ودرجة الاستعداد القصوى للانتخابات البرلمانية القادمة، حتى لا يحتل مقعدا فيه من يعتنق الفكر الإرهابي الإخواني ولا من يريد العودة بمصر إلى عصور الرجعية والتخلف والجهالة وإن تخفى مؤقتا في جلباب الإسلام المعتدل وابدى بلسانه فقط احتجاجه واعتراضه على إرهاب الإخوان.
فان قدر للسيسي، أن يكون رئيسا لمصر، فلن يستطيع بحكم طبيعة المرحلة وظروفها وتحدياتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية ان يتعامل مع برلمان إخواني او تسيطر عليه أغلبية دينية، ولذا فاني ادعو الأحزاب الوطنية والنخبة المصرية والقوى الثورية العاملة بمباديء واهداف ثورة 30 يونية ان تنزل مبكراً ومن الآن للشارع، تلتحم بالناس، تخدمهم وتساعدهم وتعمل على توعيتهم، فهي مطالبة الآن بأن تتحد لتكسب المعركة البرلمانية، و يتمكن الرئيس القادم من إكمال خارطة المستقبل بعيدا عن التطرف والتشدد والمتاجرة بالدين، فبرلمان السيسى لا بد ايضا ان يكون بحجم تحديات المرحلة.