رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيون المخابرات .. بين وزارة الاستعلامات وكبت الحريات

يبدو أن  وزارة الاستعلامات تحولت الى هيئة استخبارات تتبع  المخابرات العامة  ..   التى تقوم بتعيين رؤساء المكاتب الاعلامية  فى الخارج وهى التى تعطيهم تعليماتهم .. والغريب أنه فى الوقت الذى تعج فيه سيناء – الأرض المصرية – بمخابرات الدول الأجنبية بما فيها الاسرائيلية .

. لم يظهر جهاز المخابرات فى سيناء وغزة الا للمنظرة بعد أن هدأ الحال ..  أما  انتشار الجهاديون بمعظم طوائفهم  الوافدون من دول مختلفة  .. الذين يجوبون بسياراتهم المليئة بالأسلحة من كل نوع .. فى جميع مدن سيناء .- كما رأينا فى الآونة الأخيرة  - فلم يكن  يعلم  جهاز المخابرات العامة عنهم شيئا..
وحوادث اغتيال أبناءنا وهم يتناولون طعام الافطار من مجموعات ارهابية  - والتى لم نعلم عنها شيئا حتى الآن - فلم تعلم عنها المخابرات المصرية قبل أن تتم ..
وتعتبر شبه جزيرة سيناء في شمال  مصر مُرشحة بامتياز لكل المواصفات المطلوبة لاقامة دولة الخلافة الاسلامية .. ولذلك فالجهاديون  يأتون بكثرة ومن جميع أنحاء العالم لسيناء. وقد أكدت مصادر مصرية، وليبية  ودولية، أن عناصر من تنظيم القاعدة، من جنيسات مختلفة، استغلت فترة عدم الانضباط الأمنى التي صاحبت أسابيع الثورة فى مصر ونزحت بكميات هائلة الى مصر .. ومعهم كميات من الأسلحة  - الخفيفة والثقيلة - التى تمت مصادرتها فى ليبيا 
ولما وجدت صعوبة قانونية فى البقاء والاقامة فى مصر.. توجهت الى مخيمات اللآجئين فى مسيناء . وكونت مجموعات عصابية وارهابية...ومنها من اعتدى على ضباطنا وهم يفطرون .. وكان على رجال المخابرات اكتشاف هذا قبل وقوعه لولا انشغالهم بكتاب المهجر وما يجرى فى بلاد المهجر ..
وما أدى الى ارسال صواريخ من الجهاديين على مناطق اسرائيلية  - ليس لها تأثير فعلى- مما دفع الاسرائيليون للرد بهجمات انتقامية  على غزة استشهد فيها أكثر من مئة شخص ..  والذى كان سوف يؤدى الى حرب ضروس بين مصر واسرائيل .. دون  أن تؤدى  المخابرات المصرية دورها الحقيقى  فى الكشف عن هذه المجموعات ..لانشغالها بالمهاجرين المصريين  فى الخارج واعطاء أوامرها لموظفى وزارة الاستعلامات ..  والمكاتب الاعلامية فى الخارج لكبت حريات الكتاب ومواطنى مصر ..
ورغم أن ما  يفعله الجهاديون هو مؤامرة ضد مصر .. لدفع مصر الى الدخول فى حرب مع اسرائيل حتى يخلوا لهم الجو ويسيطروا على سيناء .. فلم تعلم عنهم المخابرات شيئا أو علمت ولم تهتم بتقديم أسمائهم الى السلطات الأمنية أو الحربية
..قالت زميلة فى أحد مقالاتها .. أن مباحث أمن الدولة هى التى تقوم بهذه المهمة وتسيطر على وزارة الاستعلامات .. وأنا كمحامى جنائى له خبرة تعدت أربعين عاما .. أعلم أن مباحث أمن الدولة ممكن أن تتعدى حدود المحافظة  لكنى  أشك فى  أن تتعدى مباحث أمن الدولة حدود الدولة ..
وعموما .. والخطير جدا ..أن  هؤلاء المستشارين الاعلاميين لابد لهم  من اختلاق وقائع ترضى اسيادهم فى مصر حتى يظلوا فى أماكنهم يستمتعون بمميزات وظائفهم فى الدول المرسلين اليها .. يعنى أساليب حقيرة فى التعامل مع أبناء الوطن الواحد...
وقد بدأت فعلا هذه الأساليب التهديدية فى بعض بلاد المهجر ويتزعمها رؤساء المكاتب الاعلامية..
حرية التعبير واللأحاديث بين المواطنين المصريين أو انتقاد وتصحيح ما يجرى فى مصر  صارت قيدا على التعبير لجميع المصريين فى الخارج رغم أنهم يرون بمنظار مكبر مالايراه غيرهم
  . والغريب أن بعض  رجال الأعمال من  المصريين وبعض العاملين فى السفارات بدأوا يتلقون أوامرهم من هذه المكاتب الاعلامية خوفا من بطش المسئولين فى مصر اذا عادوا للوطن .. وبدأ معظهم يستمرؤون هذا الأسلوب ويجاهرون بتبعيتهم للأجهزة الرقابية ..

وبدأ بعض العاملين فى السفارات يحسون بالتبعية لهذا الجهاز بدلا من وزارة الخارجية فى مصر .. ويدعون أن لهم قوة خاصة بسبب هذه التبعية وعلمهم بما يجرى فى مصر أولا بأول ..نقلا عن المكاتب الاعلامية .. يعنى دلاديل للمكاتب الاعلامية ..
وبعد أن كانت هذه الأمور تجرى فى الخفاء  وعلى حالات فردية أيام جمال عبدالناصر .. بدأت  الآن تجرى علنا وعلى حالات جماعية  .. فهل هذا هو أحد أدوار الأخوان المسلمين الآن ! وهل هذه بداية سلسلة من الاغتيالات  –  أو على الأقل  تكسير الأقلام  وقطع اللألسنة وترويعها والتنكيل  بأصحابها خارج حدود مصر ..  تمهيدا لدولة كبت الحريات والقضاء على ألسنة الكتاب  والمفكرين فى الخارج وفى الداخل !
من هو المسئول فى وزارة الاستعلامات عن  هؤلاء المرسلين للخارج وكيف تتم مراقبتهم !
وأين مساعد وزير الخارجية لشئون القنصليات  أو السفارات .. لوضع حد لضعف بعض الدبلوماسيين فى الخارج   .. وليراقب هذه التصرفات الحمقاء من بعض الدبلوماسيين ضعيفى الشخصية !
وكيف تتداخل الاختصاصات بين وزارة الاستعلامات ووزارة الخارجية ! وهو ما لم يحدث الا فى عهد الدكتور محمد مرسى الرجل الهادئ الطيب .. بغرض الاساءة اليه أمام الشعب المصرى  فى الداخل وفى الخارج!
والغريب أن يحدث هذا فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر الى كل أقلام الكتاب وأصوات المصريين لدفع الهجمات التى تأتى على مصر من حين لآخر .. أو التى سوف  تأتى آجلا أو عاجلا ..
وعندى سؤالين هامين:
اولا : اذا كان هذا يحدث فى الخارج الآن فماذا سوف يحدث لكتاب الداخل فى القريب العاجل !
ثانيا : ماذا لو علمت الدول  المستضيفة لهذه البعثات بما يجرى لرعاياها – المصريين المهاجرين -  من خرق لقوانين الدولة .. وماذا سوف يترتب على علاقات الدول المستضيفة   بمصر !
ومؤقتا  ..  وبعد أن تعاملت مع بعض من رؤساء هذه المكاتب  .. أرى أنه لابد من اجتثاث سلطات  هذه المكاتب الاعلامية .. أو وضع رقابة صارمة عليها واختيار رؤساء هذه المكاتب بدقة على أن يكونوا أمناء وشرفاء ويتمتعون بسمعة طيبة ..بعد اعطاء هؤلاء الاعلاميين دروسا فى الاعلام من جهة تعليمية  تثقيفية محايدة فى مصر  .. وليس من المخابرات المصرية ..  وتعليم بعضهم الآداب والاتيكيت .. فقد رأيت بعضا منهم ممن بتميزون بالأدب الرفيع وبعضا آخر ممن يتصفون بقلة الأدب ونقص السلوك القويم ..
تحياتى من كاليفورنيا ..
[email protected]