رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النوايا التي لا تسند" الزير"

• النوايا عندنا كعرب ومسلمين مختلفة تماماً عن النية الحسنة التي دعانا إليها الدين الإسلامي القويم، وكانت كفيلة بخلق تيار إسلامي دولي متماسك ومترابط انتصر على قوى الجهل والتخلف والرجعية، ورفع لواء الإسلام من أقصى الأرض لأدناها.

• والفارق كبير بين نوايانا كمسلمين" سابقين" ونوايانا كعرب "حاليين" لانعرف من إسلامنا إلا الشعارات والأعلام والمناسبات الدينية والظاهر بلا الباطن.. نعم لقد لوثنا أنفسنا وظلمنا الإسلام الذي ابتعدنا عن تعاليمه السمحة طلباً للدنيا، فتكالبت علينا الأمم، كما "تكالبت الآكلة على القصعة" في صورة مأساوية تدل على قرب الأجل، وعلامة واضحة من علامات آخر الزمان.
• لقد أضاعت نوايانا الحسنة، التي علّقنا عليها إخفاقاتنا كعرب لا تجمعهم راية واحدة ولا قلب رجل واحد، منا إمبراطورية المسلمين، وأضاعت فلسطين، وقسمت العراق، ودمرت ليبيا، وفتت الجزائر، وفصلت السودان، وزلزلت مصر، وجرأت علينا بلاد العم سام وأبناء عمومته من اليهود والخواجات وأمثالهم، وجعلتنا أمة تابعة، البقاء فيها للسيد الآخر صاحب العضلات المفتولة، الذي يلتهم من بطوننا الأخضر واليابس لنختبئ في ظله.
• ولأننا لا نتعلم ولا نعي الدرس جيداً، ولم يعد منا من يملك إبصار زرقاء اليمامة،  ولاعقل عمر بن عبد العزبز، ولا عدالة الفاروق عمر، ولا سماحة وحزم الصديق أبوبكر، فقد أمسينا وأصبحنا في مأتم لا ينتهي، وكرنفال تنازلات لا أول لها ولا أخر، ومصير ليس بأيدينا، وسلط الله على بلادنا من لا يخافه ولا يرحمنا، والنتيجة.. تم تقسيم الوطن الأكبر إلى دويلات والدويلات إلى أشلاء، ولا تكاد تمر سنوات حتى يتدمر كيان جزء عزيز من بلادنا بأيد المستعمرين الجدد، وللأسف بأموالنا، فالمدمرون دائماً لا يعملون إلا تحت غطاء عربي والفاتورة يدفعها أخوة الدم!! والمبرر "النوايا" الحسنة لإنقاذ إخواننا.

• لا نختلف أن الأخ العاق لابد من عقابه والضرب على يده وإقامة الأحكام ضده، مهماً كانت النتائج..  فإقامة الحدود في الإسلام واضحة ولا تقبل الخلاف.. لكن بأيدينا نحن فقط.. لا بأيدي القتلة والمأجورين وسفكة

الدماء.. والقاعدة، لمن يعي، تقول "قاتل إخوتي اليوم.. قاتلي غداً لا محالة!!" إلا أننا بالطبع نجد كثيرا من المبررات لنقنع أنفسنا أن نيتنا الحسنة هي التي دفعتنا لقتل الأخ الظالم الذي يبيد شعبه، متجاهلين أننا سندمر بلداً بأكمله شعباً وثروات وتاريخ.
• تبقى حكاية "جامعة النوايا العربية"، فلا تكاد تحل بعالمنا العربي الإسلامي مصيبة، إلا وتمت بمباركة من الجامعة العربية، التي لم نر لها دوراً إيجابياً أبداً في كل الخلافات والنزاعات التي حدثت، سواء بين الدول العربية والإسلامية، أو مع الدول الغير أعضاء بالجامعة.. فالجامعة تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، تهدف في المقام الأول إلى أن تقوم بدورها المنوطة به في حماية أعضائها من أنفسهم أولاً بدلاً من بيعهم للغير بأبخس الأثمان.. وإلا سيأتي يوماً لن تجد الجامعة بها أعضاء بعد أن تنتهي منهم الذئاب.
• باختصار... نوايانا كعرب ومسلمين لم تعد ذات جدوى لأنها نوايا من لا يفهم ولا يعي حقيقة ما يحيط ويحاك لهذه الأمة من مخاطر وشرور وعمليات تدميرية تحت مسميات براقة وخداعة.. إنها في جوهرها نوايا هشة ضعيفة لا تملك من أسبابها سوى اسمها فقط.. وفي النهاية فهي النوايا التي لا تسند "الزير" الذي لا يجد حماية سواها.. فيقع وينكسر، ويراق ماء الحياة من جوفه ويُكتب علينا الموت قطرات!!