عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة سيدنا يوسف وامرأة العزيز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان ليعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً ، وكان يوسف أصغرهم ، وكان يعقوب يحب يوسف أكثر من إخوته ، فكان إخوته يغارون منه ، وفي ذات ليلة دخل يوسف في فراشه ونام ، فراى حلماً عجيباً وعندما قام من نومه قال لأبيه :" يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ؛ رأيتهم ساجدين لي." .

أخذ يعقوب يفكر في حلم يوسف ، فعرف أن الله سيجعله عظيماً في الدنيا والآخرة ، ولما كان يعقوب يعرف أن إخوة يوسف يغارون منه ، خاف أن تدفعهم هذه الغيرة إلى إيذائه ، فقال ليوسف:"يا بني لا تقص رؤياك على إخوتك ، فيكيدوا لك كداً." ، واستمر يعقوب في كلامه قائلاً:"لقد اراك الله هذه الرؤيا العظيمة ، فإذا كتمتها يخصك ربك برحمته ، ويعلمك تفسير الأحلام ، ويتم نعمته عليك.".

كان يعقوب يحتضن يوسف وآخاه بنيامين ويلاعبهما ، وكان أولاده ينظرون إليه وهو مشغول عنهم بهما ، فيحسون غيظاّ ، فترك الأولاد المكان ، وخرجوا يتحدثون ، فقال أحدهم:" إن أبانا يحب يوسف واخاه اكثر منا ." ، وقال آخر :" أقتلوا يوسف ، أو أبعدوه إلى الأرض لايرجع منها، فيبقى لنا حب أبينا ، ثم نتوب بعد ذلك عن هذه الفعلة ، ونصبح ناساً صالحين." ، وكاد الأولاد يتفقون على قتل يوسف ، إلا أن أحدهم قال:" لاتقتلوا يوسف وأنما ألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة." ، وأتفق الأولاد في النهاية على أن يلقوا يوسف في الجب ليتخلصوا منه.

ذهب الأولاد إلى أبيهم ، وطلبوا منه أن يأخذوا يوسف لكي يخرج معهم ليلعب ويفرح ، فوافق أبيهم , وأرسل يوسف معهم  ، وعنما خرج الأولاد ، وخرج يوسف معهم ، أخذوا يشتمون يوسف ويهينونه ، وساروا حتى إذا وصلوا إلى البئر أخذوا من يوسف قميصه ، ودلوه في البئر ، ثم أخذ الأولاد يفكرون فيما يقولونه لأبيهم ، وأتفقوا على أن يقولوا أن الذئب قد آكله ، فأخذوا قميص يوسف ولطخوه بالدم ، وذهبوا إلى أبيهم وهم يبكون وأخبروه بأن الذئب قد آكل يوسف ، فحزن يعقوب على يوسف ، ولكنه صبر على حزنه.

كانت هناك قافلة قادمة من الشام إلى مصر ، ومرت القافلة بالبئر الذي ألقي فيه يوسف ، وذهب رجل ليحضر الماء ، ولكنه عندما أدلى دلوه تعلق بها يوسف ، ولما رأه الرجل فرح ، وأخذه وعاد به إلى القافلة ، وذهب الرجل بيوسف إلى مصر ليبيعه في سوق الرقيق ، وكان وزير مصر قد ذهب إلى السوق ، فلما رأى يوسف أعجب به وأشتراه ، وعندما عاد الوزير بيوسف إلى بيته ، فرحت زوجته بالغلام لان لم يكن لديها أولاد.

مرت السنون ، وكبر يوسف حتى شب ، فكان رائع الحسن ،جميل الصورة ، وعندما رأت امرأة الوزير

جمال يوسف وقوته ، أحبته ، وفي ذات يوم لبست أحسن ثيابها وتزينت ، ودخلت على يوسف في غرفته ، وأقتربت منه ، وارادت أن تظهر حبها له ، فقالت له:"أنا لك ، وملك يدك."،فنظر يوسف إلى جمالها ، ولكنه تذكر ربه الذي أنقذه من الجب ، فقال لها:" معاذ الله ، إن زوجك هو سيدي، وقد أحسن إلي ، فلاأسيئ اليه."، وذهب يوسف إلى الباب ليفتحه ، فأمسكت امرأة الوزير بقميصه فأنشق من الخلف ، وعندما فتح يوسف الباب وجد الوزير امامه ، فلما رأت زوجة الوزير زوجها أتهمت يوسف بأنه حاول الأعتداء عليها ، فدافع يوسف عن يوسف عن نفسه قائلاً:"انها هي التى عرضت نفسها علي." ، وغضب الوزير .

وعندما سمع احد اقارب زوجة الوزير القصة قال:"إذا كان قميصه قد شق من الامام فهي صادقة ، وإذا كان قد شق من الخلف فهو صادق." ، ووجد الوزير أن قميص يوسف قد شق من الخلف ، فقال لزوجته :"أن هذا كله من مكرك." ، ونظر إلى يوسف وطلب منه ألا يذكر ما حدث لأحد ، وطلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها ، وأخذ بنات الأمراء يتحدثن عن أمرأة الوزير ، وعندما سمعت أمرأة العزيز بشنيع النسوة عليها لأنها أحبت فتاها ، أرادت أن تظهر لهن عذرها ، فجمعتهن في منزلها ، وأعطت لكل واحدة تفاحاً و سكيناً ، وأمرت يوسف بأن يخرج عليهن ، فلما رأيناه لم يصدقن عيونهن وجعلن يحززن في أيديهن بالسكاكين بدلاً من أن يقطعن التفاح ، فقالت أمرأة العزيز لهن:" هذا الذي لمتني فيه ، وقد طلبته لنفسى فأمتنع ، ولئن يفعل ما أمره به ليسجنن." ، فقالت له النسوة:"لماذا لا تسمع لسيدتك؟"، فقال:" رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه" ، وأمتنع يوسف عن أن يطيع كلام سيدته ، لأنه كان يخاف الله.