عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المعنى الحقيقى للعيد

بوابة الوفد الإلكترونية

 

د. عبدالوهاب القرش

هلّ هلال العيد يشع على الأمة الإسلامية إشعاع السرور والغبطة، ويبعث فيها روح البشر والبهجة، ويحمل إليها رسالة التهنئة، مكتوبة على جبين السماء بحروف من نور، فيها إمتاع للنفوس وشفاء لما فى الصدور، وإنها لتهنئة كريمة من وافد كريم لأمة كريمة.. ولكن ما أشد حاجة الأمة الإسلامية أن تفهم العيد فهمًا جديدًا، حتى يأتى العيد ويكون يومًا سعيدًا تنتبه فى الأمة إلى خصالها القوية، وتتجدد فيه همتها وعزيمتها.. لا كما يأتى الآن كئيبًا ممسوحًا من معانيه الرائعة.. الجديد فيه هو الثياب، وزيادة الابتسامة على النفاق.

العيد الحقيقى هو العودة إلى الله تعالى وإلى سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم.. العيد لمن أقام فى بيته منهج القرآن.. ولمن أنار بيته بالأذكار الحِسان.. العيد يعنى أن تَصِل مَن قطعَك.. العيد أن تُعطى مَن منعَك.. العيد أن تعفو عمن ظلمكَ.. العيد أن تُخرج البغضاء من قلبك.. العيد أن تدخل الطمأنينة فى قلوب المسلمين.. العيد أن تترك الخلافات وتعمل على توحيد الكلمة.. العيد الحقيقى تعود إلى صفائك، وتقوى إيمانك ويزداد يقينك، ويشب عزمك.. العيد ليس عيد القاطعين لأرحامهم، والمتعالين فى تصرفاتهم.. العيد ليس لهؤلاء، وإن كان الفرح شعارَهم، والجديد لباسهم!..

ليلة العيد، يكبر فيها المسلمون ربهم؛ شكرًا له على توفيقه وفضله بإتمام رمضان؛ وتنفيذاً لأمره تعالى:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: 185).

والله لو كبَّرَت قلوبُ أبناء الأمة كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد،

لهزَموا أعداء الأمة، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض.

فى يوم العيد ليت كل المتخاصمين تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته رضوان الله عليهم: «أيَعجز أحدُكم أن يكون كأبى ضَمضَمٍ؟»، قالوا: مَن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: «كان إذا أصبح قال: اللهمَّ إنى قد وهبتُ نفسى وعِرضى لك، فلا يشتم من شتَمَه، ولا يَظلِم مَن ظلَمه، ولا يَضرب مَن ضربَه».

جدير بنا فى هذا اليوم أن نمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصَلَ أرحامُنا، وتتقارَب قلوبُنا؛ هذا هو المعنى لحقيقى للعيد فى الإسلام.

ألهمنا الله رشدنا أجمعين، وغفر لنا الماضى، وأصلح الحاضر، وأحسن المستقبل، حتى نعود كما كنا سادة الأمم، وأصحاب العلم، وأرباب السيف والقلم.