عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الفطر يوحد المسلمين باختلاف العادات وغرائب الاحتفالات

بوابة الوفد الإلكترونية

صلاح صيام

يهل هلال عيد الفطر على ربوع العالم الإسلامى بعد شهر من الصيام والقيام، وتهل معه بركات الفرح والاحتفال بنهاية شهر حافل بالطاعات والخيرات، إذ يحتفل به أكثر من مليار كل حسب ثقافته وعاداته وتقاليده، ورغم أنها تتشابه فى الطقوس إلا أن تفاصيل الاحتفالات تختلف من بلد لآخر، ومن ثقافة إلى أخرى.

ويتشابه العيد فى جميع دول العالم الإسلامى فى أنه يبدأ بصلاة العيد، ثم تبادل التهانى ومصافحة المسلمين بعضهم البعض، ومن ثم ينطلق كل منهم فى وجهته وممارسة عادات خاصة بكل شعب.

وأجواء العيد فى دول المغرب العربى متشابهة، فمن ليبيا إلى تونس إلى الجزائر فالمغرب فموريتانيا، يتقاسم المغاربة نفس النمط وذات النفس الروحى والاجتماعى، حيث تتشارك كما هو دارج فى أغلب الدول الإسلامية فى ارتداء ملابس تقليدية جديدة وأنيقة والتزاور بين الأهل والأقارب وتبادل التبريكات وتوزيع العيديات وزيارة المقابر فى أجواء يسودها التسامح والابتهاج.

غير أن «العيد الصغير» كما يسميه المغاربة، يبدأ فى تونس بمدفع العيد و«بوطبيلة» الذى يعلن عن حلول عيد الفطر، فيجوب الأحياء مهنئا المواطنين بقدوم العيد، وتقدم أشهى الحلويات التونسية للضيوف، ناهيك عن أطباق تُعد خصيصا بهذه المناسبة كـ«الشرمولة» التى تعد فى كل من مدينتى صفاقس وجربة.

وفى سوريا فبرغم مما تعانيه من دمار وهلاك وقصف ما زال المواطنون يحاولون الحفاظ على تقاليد، كصناعة الحلوى وهى نوعان: المعمول والمبرومة، وكلاهما مصنوع من الطحين والفستق الحلبى والسكر، لكن الأول مشوى بالفرن، والثانى يقلى بالزيت قبل أن يصف فى الصوانى.

وينتظر السوريون العيد ليس فقط للاحتفال به وإنما يمثل لهم نقطة انطلاقة أخرى وهى فتح الحدود بينهم وتركيا للقاء الأحبة والأهالى بين البلدين دون اتباع الإجراءات التقليدية، وسط تسهيلات اعتمدتها السلطات فى تركيا وسوريا.

أما فى المغرب، فيحرص المغربيون على ارتداء الأزياء التقليدية، يقتنى الرجال «الغندورة» وتتهافت السيدات المغربيات على شراء «القفطان» و«الجلابة» اللذين يعتبران مميزا هاما للموروث الثقافى المغربى، ويكتمل الطقم التقليدى مع «البلغة الفاسية» وهو نعل تقليدى شائع فى المغرب.

أما فى سوريا، فالأجواء تختلف قليلا بسبب أجواء الحرب، إلا أن مظاهر الاحتفال والابتهاج لا تغيب عن المدن السورية التى تعطرها رائحة الحلويات الشامية كـ«المعمول» و«الأقراص» التى تتغلب على رائحة الموت والدمار، وتعتبر «العيدية»، وهى هدايا مالية يقدمها الكبار للصغار، أحد أهم مظاهر العيد التى لا يُغفلها السوريون حتى فى أوقات التقشف والحرب.

ويحلّ العيد على شبه الجزيرة العربية بنفس البهجة والسرور، وبذات التفاصيل التى تتشاركها أقطار العالم الإسلامى من تهندم وتأنق وأداء للصلاة وتزاور بين الأهل والأقارب، وإن كان المغاربة والمصريون والشوام يحتفلون بالعيد بمختلف الحلويات فإن الخليجيين لهم نمطهم الاحتفالى الخاص، إذ يحرصون على تحضير أطباق فاخرة دسمة ومالحة مثل «الكبسة السعودية»، و«المجبوس الكويتى» و«السمك المحمر» البحرينى و«الهريس الإماراتى»، تقدم هذه الأطباق فى ولائم جماعية يقيمها أرباب البيوت على شرف العائلة، فالعيد فى الخليج العربى هو مناسبة روحانية أسرية اجتماعية تدوم عشرة أيام.

وتختلف عادات الاحتفال بعيد الفطر المبارك من منطقة إلى أخرى، فقد اعتاد البعض أداء صلاة العيد فى البيت الحرام المكى والمدنى، وتنتشر عادة فى الكثير من الأسر السعودية تتمثل فى استئجار الاستراحات التى تقع فى المدينة أو فى أطرافها، إذ يتم استئجار «استراحة» يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، وتقام الذبائح والولائم، ويرتدى الرجال الجلباب الأبيض والشماغ والعقلة، أما النساء فهن مشهورات بارتداء العباءة السوداء.

وتتنوع مظاهر العيد فى المملكة حيث تشتمل على زيارات الأهل والأقارب، وصلة الرحم، وتوزيع الحلوى على الأطفال فى المدن المختلفة عاملًا مشتركا بينهم، كما أن لكل منطقة طريقة مختلفة بعض الشىء فى ممارسة هذه العادات والتقاليد وطريقة الاحتفال.

والعيد له نكهة أخرى فى تركيا، إذ تُقام خلاله الاحتفالات طوال ثلاثة أيام

بكاملها إضافة إلى عشية يوم العيد، ويزيد الأتراك عن غيرهم بتكريس جو الاحترام والعرفان حين يُلزَم الأطفال بتقبيل اليد اليمنى لوالدهم وجدهم وجدتهم حين يحصلون على العدية أو الحلوى، التى بدورها تتوزع بين شتى أصناف الحلويات التركية الشهيرة، على رأسها حلوى البقلاوة التى يقدمها الأتراك لضيوفهم، ويطلق الأتراك على عيد الفطر اسم « رمضان بيرم» بما يعنى نهاية شهر رمضان، وفيما عدا ذلك يتزاور أبناء الأناضول فيما بينهم ويتبادلون التهانى والتبريكات مرتدين أجمل حلله.

وتشهد إندونيسيا قبيل يوم العيد واحدة من أكبر الهجرات المؤقتة على الصعيد العالمى، ويعود ذلك إلى العرف الذى يقضى بعودة جميع العمال والطلاب إلى قراهم الأصلية، حيث ينتقل 30 مليون شخص إلى مسقط رؤوسهم خلال عطلة العيد التى تدوم ليومين مع أيام مضافة قبيل العيد أو بعده، وهذا يعود إلى المكانة الثقافية والروحية للعيد فى أنفس الاندونيسيين الذين يعتبرونه عيدا وطنيا تماما كما هو مناسبة دينية.

ويتبادل الإندونيسيون التهنئة بتوزيع بطاقات العيد المعدة خصيصا لهذه المناسبة، كما يرددون فيما بينهم عبارة «سيلامات عيد الفطر»، هذا وتُضاء المصابيح والمشاعل داخل البيت وخارجه فيما تُطلق الألعاب النارية احتفالا بقدوم هذا الضيف العزيز.

ومما يميز العيد فى جزر القمر ممارسة لعبة المصارعة الحرة، فمع بداية المناسبة تقام المنافسات بين مصارعين مرشحين من مناطق مختلفة للتنافس على كأس بطل المصارعة على مستوى الجزر الثلاث، وهى: أنجوان، وموهيلى، وجزيرة القمر الكبرى، وتجتذب هذه المنافسات جماهير غفيرة من الرجال والنساء على مدى أيام العيد الثلاثة.

وتعتبر عادة «إعطاء اليد» التى تعنى التهنئة بالعيد، من أشهر العادات المرتبطة بالعيد فى جزر القمر، حيث يقوم المسلمون بتقديم التحيات والتهانى بالعيد للأقارب والأصدقاء، ويسأل كل قمري الآخر: هل أعطيت فلانًا اليد؟ بمعنى هل هنأته بالعيد؟

بعد أداء صلاة العيد يتسابق المسلمون فى موزنبيق على التصافح مع بعضهم بعضًا، حيث يعتبرون أن أول من يبدأ بمصافحة الآخر هو الفائز بخير العيد كله ويعد هذا تقليدا شائعا فى البلاد نزولا عند قوله مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... وخيرهما الذى يبدأ بالسلام».

ويصدح المسلمون فى نيجيريا بتكبيرات العيد وسط الأدغال، ويجتمعون فى صلاة العيد مرتدين زيا موحدا أعد خصيصاً للمناسبة، إذ يحرص النيجيريون على أداء صلاة العيد خارج المسجد فى مناخ مميز.

كما ينتظر النيجيريون المسلمون وغيرهم مواكب السلاطين والأمراء، ويقفون على أرصفة الطريق لمشاهدة تلك المواكب المبهجة لأمير المدينة وهو يتجه نحو المسجد فى أجواء احتفالية مميزة.