رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المفتاح بيد العيسوي

 

إن جميع الثورات التي تعبر عن صرخة لطلب العدل وحياة أفضل وفي حرية الاعتقاد وردع الديكتاتوريات ليتمكن الشعب من أخذ القرارات وسواء نجاحها أو فشلها ينتج عن هذا التغير آثار سياسية واجتماعية وأمنية واقتصادية واضطرابات بدرجات مختلفة، ثم تهدأ العاصفة ليتم الاستقرار.. إن ثورتنا بجوار نجاحها المذهل لم تنج من آثار تخريبية ومحاولات يائسة من ناحية الذين كانوا في الحكم لكبح هذه الثورة ومن ناحية أخري الحوار وشهداؤهم وكلا الطرفين يعملان بإحساس »نكون أو لا نكون« ففي فترات الثورات قصرت مدتها أو طالت تتوقف آليات الحياة في انتظار الفائز وفي هذه الفترات يتم انفلات أمني واقتصاد تم تدميره وخرائب وحرائق وغوغائية تسعي للسلب والنهب وشطحات دينية واجتماعية وسياسية تريد ركوب الثورة والتي لم يكن لها دور أصلاً في هذه الثورة مما يضطر الأمن إلي حدوث مصادمات عنيفة لتعديل مسارها وهو في حد ذاته ثورة داخل الثورة.. هذا هو حالنا اليوم في كلمات قليلة ولكن مصيرية.. ويلي هذا فترة إحصاء المكاسب والخسائر وهي كثيرة ولسنا هنا في مجال جردها أو فقدها.. إن هذا الشعب قد عاني الأمرين من امتصاص دمه وكبت حريته علي مدي 60 عاماً سواء كانت النتيجة من جهل القائمين علي إدارة البلاد أو من الفساد في أشكاله المختلفة.. نجحت الثورة وكسب الشعب وتم التغيير ولكن هل نحن فعلاً قد تغيرنا أم أننا بدلنا زيد بعبيد وانتقلنا كسرايا من يد إلي يد!! إن التحديات التي أمامنا رهيبة وأهمها الاقتصاد المنهار والزحف الديني السلفي المدمر وفي غياب آليات الأمن تصبح هذه التحديات كارثة بكل المعاني علماً بأن كل تحد منها يصب في الآخر.

إن الجيش قد أدي واجبه ودوره علي أكمل وجه في نجاح الثورة سيذكرها له التاريخ بكل فخار ولكن الجيش له دور عظيم وأساسي في حماية حدود البلاد كما أن الأمن له دور خاص في حماية الشعب في داخل البلاد وكل منهما لا يستطع أن يؤدي دور الآخر وهذه هي النقطة الفاصلة التي أريد إثارتها حالاً.. إن معالي اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية كان الله في عونه قد تلقي كشف الأرباح والخسائر منذ العهد الماضي وفترة 30 عاماً الأخيرة من ممارسات أمنية غير منضبطة كانت من أحد العوامل الأساسية في ثورة يناير.

ولنحلل هذه الكلمات في سياق من الوضوح والصراحة فلنبدأ من النهاية وهي أن نكون دولة مدنية ديمقراطية يحميها دستور جديد يوضع عن طريق فقهاء دستوريين وليس عن طريق ترزية القوانين والدساتير التي كان يمليها عليهم الحكام.. إن دور الأمن بالتالي هو إرساء الاطمئنان في قلوبنا جميعاً آمنين علي أرواحنا وأولادنا وأموالنا وشخصيتنا المتميزة في حرية الاعتقاد وفي التعايش بين توأمين أحدهما مسلم والآخر قبطي يعيشون تحت ستار الدين لله والوطن للجميع..

ولكي يؤدي هذا الجهاز الأمني دوره بكل قوة وفاعلية عليه أولاً أن يعيد تنظيم بيته من الداخل وتأهيل أفراده في دورهم في خدمة الشعب والأمن الداخلي وإزاحة صورة رجل الأمن السابقة المتكبر الطاغي المتحكم المتعصب وقد كان دوره الأساسي فيما مضي هو الحفاظ علي الحكام وليذهب الشعب إلي الجحيم.. نريد أمناً »نيولوك« فكراً جديداً أداء متميزاً حيدة كاملة صديقاً للشعب ملاذ للمظلومين ضارباً بيد من حديد علي الخارجين علي النظام والقوانين العابثين بشطحات دينية سوف تؤدي إلي إرهاب ديني وهذا معناه في النهاية الاستقرار الذي يؤدي إلي ثقة المستثمرين في الأمن القومي لأن المال جبان ولا ينتعش ويؤدي دوره إلا في اقتصاد أمني أي في جو مستقر لأن الاستثمار سواء كان خارجياً أو داخلياً هو قطار التنمية أي دورات اقتصادية متتالية وهذا معناه بالتالي وظائف وهبوط معدلات البطالة أي الإصلاح الذي ننادي به

مداخلة عاجلة: »إن الأفكار والممارسات التخريبية وعمليات الترويع التي يتزعمها أفراد دخلاء علي الشعب المصري هي بداية لحرب أهلية لأن مصر لها مضمون خاص بها ويرفض تماماً هذه الممارسات فإن لم يرتدع هؤلاء الأشخاص ويعيشوا معنا في نطاق أسلوبنا وشخصيتنا طائعين ملتزمين بالمواطنة الكاملة وقبول الآخر كامل الأهلية سوف نعاني منهم ولن يفلتوا من حربنا ضدهم. انتهت المداخلة«.

باختصار إن الكرة الآن في يد اللواء منصور العيسوي.. إنه محتاج إلي وقت أرجو ألا يطول وهو محتاج إلي رجال مؤهلين لخدمة الحق والعدل والشعب وهو أمر ليس بالسهل.. لقد نادي البعض بتغيير الزي حتي تتغير بالتالي نظرتنا نحو الشرطة وأقول إن الدواء ليس في الزي، بل في التأهيل وفي القلوب والضمائر، وفي هذه الحالة أدعو الشعب للتكاتف مع أخيه الشرطي ليؤدي الأخير واجبه وينعم الأول بأمنه.. كما تري أخي الكريم أن المفتاح في يد العيسوي فندعوا له بالتوفيق.

عضو الهيئة العليا