رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعادة اكتشاف قطامش فى "امرأة فى مقهى القلب"


لا تتكرر الشخصية إلا نادرا ، ومع ذلك لا تنال ما تستحق فى عالم الثقافة من احتفاء وتبجيل ، فالشاعر عندما يكون ساخرا فلاشك أنه يحمل موهبتين فريدتين هما: الشعر والسخرية وهو ما يجعله يقف بذلك فى صف عبد الحميد الديب وحافظ ابراهيم ومحجوب ثابت الذين أبدعوا شعرا معبرا عن واقع الحياة بسخرية تدفع الى الضحك .

والمهندس ياسر قطامش واحد من هؤلاء ، وديوانه الأخيرة " إمرأة من القلب " الصادر ضمن كتب "الاتحاد" يقدم ضحكات وقفشات ونكت وحكايات ساخرة لواقعنا المعاصر فى صورة قصائد شعرية .

واتصور وأنا لست أكثر من قارىء أن عنوان الديوان لا يعبر عن كثير مما ضم من قصائد وأبيات خلطت بين الجد والهزل، والسياسة والاجتماع والحب العذرى والغزل الصريح؛ وربما إن جاز لى اختيار عنوان آخر للديوان لاخترت "مشاكسات" أو "مشاغبات" أو "فى مقهى القلب" على اعتبار أن هناك قصائد سياسية بحتة وهناك قصائد أخرى فى رثاء بعض الشخصيات، وأن الديوان لا يقتصر على المرأة .

وتبقى ملاحظة أخرى تدهش أى قارئ ومتابع لأشعار ياسر قطامش وهى أن شعره الجاد والنادر بين ضفتى الكتاب أعظم وأرقى وأجود من شعر السخرية، وأنه لو جاز له أن يكتب ديوانا كاملا على نسق قصيدتى "انى أحبك يا عراق" ، و"صباح الخير يا بغداد" لجدد لنا عهدا جميلا من الشعر الاصيل الذى تخافت تحت زعم الحداثة .

وفى قصيدة " البحث عن أسامة " يقول قطامش: يا أميركا لا ملامة / فاشمخى أنفا وهامة / واقلبى الاكوان بحثا / عن دليل أو علامة / واصلبى "زيدا" و" سعدا" و"زيادا" "ودلامة" / واشنقى كل امرىء ذى لحية أو ذى عمامة / وانسفى كل قريب أو شبيه لأسامة " .

ولاشك أن الشاعر ينقل بأحاسيسه نبض الشارع العربى والمصرى الذى لم ير فى أسامة بن لادن ارهابيا أو مجرما وانما رأى فيه مناضلا ضد غطرسة القوة الامريكية .

أما القصيدة الرائعة حقا فهى قصيدة "صباح الخير يا بغداد" والتى يقول فيها: صباح الخير يا بغداد / وما أخباره ابن زياد؟/ وما أخباره "الحجاج" و"السفاح" و"الجلاد" / وهل ما زال طير الفجر مصلوبا على الاوتاد / وهل ما زال بوم الشر ينعق فى دجى الاوغاد؟ .

ثم يدخل الشاعر الى المدن

العراقية ليبكينا حزنا على دولة عربية محتلة مخربة بلا سند شرعى فيقول : صباح النار والحسرة / وما أخبارها البصرة / وكيف سحائب الخيرات ما عادت بها قطرة ؟ ... ويمد الشاعر لسانه ليطال حكام العرب الساكنين الكاذبين فيقول فى جرأة : صباح الغيظ والغضب/ وكيف قبائل العرب؟ / وأين مضى أبو جهل ؟ أيبحث عن أبى لهب ِ؟/ ويجلس فى مقاهى الشجب للتهديد بالخطب ِ/ ويصنع من مفاخره سيوف القش والحطبِ .

أما من قصائده الساخرة تجذبنا قصيدة "انى اتكلم فى المحمول" والتى يقول فيها : إنى اتكلم فى المحمول / انى اغرق اغرق اغرق/ فالخط يقول انا مشغول / فاشرب " م البحر " يا احمق .

ويقول فى أبيات غزلية تختلط فيها الفصحى بالعامية : أهواك كثيرا يا زوبة / يا ذات عيون مقلوبة / اهواك لانى مجنون اهوى الفاكهة المعطوبة / قلبى كالمتحف سيدتى / يهوى الشمطاء الكركوبة / يا أجمل من كل نساء ببلاد الكونغو والنوبة .

أما قصائده فى الغزل الصريح فمنها قصيدة " امرأة فى مقهى القلب " وهو نفس عنوان الديوان يقول فيها : وضعت ساقا فوق الاخرى / شكرا يا سيدتى شكرا / ف" المينى جيب" قد انحسرت / وأبانت فتنتك الكبرى .

وهناك قصائد أخرى تحمل معانى وفاء مثل قصائده فى رثاء الكاتب الكبير مصطفى أمين والشيخ الشعراوى ، وقصيدته فى تكريم الكاتب عبد الوهاب مطاوع ، وفى الاشادة بالمطربة لطيفة أو نانسى عجرم وهو فى ذلك يحاول تقديم الرسالة والطرفة وصناعة الضحك بين لحظات حزن عميق ترسمها قصائده...