الحرب العالمية الثانية تجمع حتيتة وكولمبييه

في تجربة نادرة من نوعها، بدأ الكاتب والروائي عبد الستار حتيتة تأليف رواية جديدة بالمشاركة مع الكاتبة الفرنسية الدكتورة فرجيني كولمبييه، حيث تدور أحداثها حول استمرار تأثير الحرب العالمية الثانية على سكان صحراء مصر الغربية، رغم مرور أكثر من نصف قرن على انتهاء هذه الحرب التي تسببت في زراعة الصحراء بالألغام.

وقال حتيتة إن فكرة الرواية تبلورت بعد مقابلات ومناقشات عديدة جرت طيلة الأشهر الستة الماضية من خلال مقابلات بين القاهرة وباريس ومرسى مطروح لوضع مخطط الرواية العام مع الدكتورة كولمبييه، التي تخوض تجربة الكتابة الروائية للمرة الأولى، حيث كانت مساهماتها النثرية تقتصر على كتابة القصص الاجتماعية والمقالات السياسية في عدد من الدوريات الأوروبية والأمريكية المتخصصة.
وتقوم كولمبييه حاليا بالتدريس في جامعة فلورنس بإيطاليا، كما زارت مصر الشهر الماضي؛ وقالت إن تجربة الاشتراك في كتابة رواية مع كاتب عربي تبدو تجربة شاقة منذ البداية، خاصة وأن الأمر يتطلب منها زيارة بعض المناطق في الصحراء الغربية منها العلمين والضبعة ومرسى مطروح.
وأضافت كولمبييه أن التجربة تستهويها وتُعيد إليها ذكريات أجدادها الفرنسيين والأوروبيين الذين شاركوا في

الحرب في أربعينيات القرن الماضي في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن بعضهم دُفن في رمال الصحراء ولن يعودوا أبدا.     
ومن المقرر أن تصدر الرواية عن دار نشر لبنانية باللغة العربية مطلع العام المقبل.
وقد سبق لـ"حتيتة" كتابة رواية عن نفس المنطقة تحت اسم "ليلة في سجن المالكي"، وفازت بالمركز الأول في مسابقة الرواية التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1998، وتدور أحداثها عن عالم الصحراء الغربية في مرحلة الحرب العالمية الثانية وما بعدها؛ بالإضافة إلى العشرات من القصص القصيرة التي نشرها في صحف ومجلات عربية.
كما أصدر "حتيتة" روايتين أخريين هما "استراحة الشيخ نبيل (2008)"، تدور عن تركيبة الفكر الجهادي، و"المشرحة (2011)" تتحدث عن ديمومة الحكم الديكتاتوري في العالم الثالث.