رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مواجهة الإرهاب

في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلي تكثيف الجهود لمواجهة الإرهاب الذي بات يستهدفنا جميعاً، لا يضيف إلي الأمن القومي للوطن كل انتقاص من قدر الجهود الأمنية المستمرة في شتى الأرجاء، بل هناك ضرورة للإشادة بالنقلة النوعية التي شهدتها تلك الجهود، والتي اتجهت إلي أخذ المبادرة بمهاجمة الخلايا النائمة للإرهاب، وفرض أساليب المواجهة الكفيلة بتحقيق التفوق لقوات الشرطة المدعومة من القوات المسلحة.

والثقة كبيرة في أن تجفيف منابع الإرهاب سيظل هدفاً لا يغيب عن صانع القرار، لما في ذلك من ضرورة تفرضها مقتضيات الأمن القومي، وهو ما يشير إلي اتساع رقعة العمليات بما يفوق ما تتناوله وسائل الإعلام، عن جهود جهات دأبت علي أداء مهامها في صمت، وبالتالي فإن تقدير الحجم الحقيقي لتلك الجهود الأمنية لا يمكن الإلمام به في الوقت الراهن، لما يستلزمه الأمر من اعتبارات كثيرة.
والحال كذلك، فقد آن الأوان لندرك جميعاً أن حماية الأمن القومي للوطن، مسئولية مجتمعية، لابد وأن ينهض كل منا بدوره فيها، قبل أن تكون مسئولية المؤسسات الأمنية، ومن هنا فإن الدعم المتواصل، علي المستويين السياسي والشعبي، لابد وأن يتجسد في كثير من المواقف التي يشهدها المجتمع المصري.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلي أن الشرطة وهي بصدد مواجهة ظاهرة الفوضى غير المسبوقة في الشارع المصري، إنما تؤدي واجباً ينبغي أن يكون جامعاً للجهود، تنهض به مؤسسات المجتمع المدني إلي جانب وسائل الإعلام، وقادة الرأي ممن تقع علي عاتقهم مسئولية توعية الناس بضرورة دعم الشرطة في مجابهة هذه الظاهرة التي تزيد خطورتها علي تصورات قاصرة من شأنها التهوين من الأمر، بينما تمتد تداعياتها إلي آفاق بعيدة، لما

تسببه من إهدار لهيبة الدولة، وغياب لسيادة القانون، وتدني الشعور بالانتماء إلي الوطن وأولوياته.  
فليس الوقت إذن ملائماً، ونحن في مواجهة إرهاب صريح، ومخاطر واضحة، أن نظل في إطار رؤى ضيقة لا تتسع لشمل كافة أبعاد التحديات التي يواجهها الوطن.
وفي مواجهة تلك التحديات، لا ينبغي أن يدركنا شك في أن قيم الثورة بالضرورة ماضية في طريقها، تضبط الأداء وتمنع دوران عجلة المجتمع إلي الخلف، فلتخفت إذن، ولو إلي حين، تلك الأصوات التي ما ملت الحديث عن إعادة هيكلة جهاز الشرطة، والنيل من صدق وطنية رجال ما بخلوا بأرواحهم ثمناً لأمن هذا الوطن، وهم من كانوا، مثل بقية أبناء الوطن، ضحايا أنظمة حاكمة فرضت عليهم أدواراً سياسية، ما لهم بها من سبيل إلا ما أُكرهوا عليه مما يسئ إلي علاقتهم بالشعب.
وإذا كانت الحكمة تقتضي من الجميع التحلي باليقظة التامة من محاولات التشكيك التي لا تفتر، سعياً وراء إحداث نوع من الشقاق بين المواطن ومؤسساته الأمنية، فإن قناعة نستبق أوانها بإمكانية القضاء علي الإرهاب بين ليلة وضحاها، هي قناعة لا شك ذات أثر عكسي.!
«الوفد»