عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»إنت حرّ فْ كل حاجة إلا إنك تبقي حر«

 

يتصور البعض حاليا، بل يكرر أغلب الناس أن ما حدث منذ 25 يناير هو جديد جدا، ولا يهتمون بالنظر في كيف تشكل وعي هؤلاء الشباب والناس، عبر سنين عددا. الرؤساء الثلاثة، بمن فيهم الرئيس الأحدث (السابق) تم نقدهم، بهذا القلم، ونشر ذلك في حينه منذ عشرين عاما، بفضل رحابة صدر جريدة الوفد. المقال الحالي بالذات (القصيدة) نشر في: 30 إبريل 2001، منذ عشرين عاما بالتمام والكمال، صدّق أو لا تصدق.

................

ليس المهم اثبات أنه كان نقدا يسبق الأحداث، فحقيقة الأمر أنه كان يلاحقها ويواكبها، فالأحداث كانت عبر ستين عاما وليس ثلاثين فقط، هي هي تقريبا. علينا الآن أن نعرف، أو نتعرف علي: كيف يتكون الوعي الشعبي عامة، ووعي الشباب خاصة من كل ما يصله بشكل تراكمي متصاعد حتي يفيض الكيل، ولو بمحض المصادفة، أو ربما بفعل فاعل، فيتفجر هذا الموجود بما تشكل به، حتي لو كان الدفع البدئي بفعل فاعل مغرض، فإنه بقدر مصداقية ما تراكم يستطيع أن يتوجه الوعي الجماعي - إذا توفرت المسئولية والمثابرة بعد الانتفاضة - إلي ما يريد وهو بذلك يستطيع أن يفوّت الفرصة علي أي فاعل خبيث مدبر، وأن يتجنب هجوم وآلاعيب أي قرصان من قراصنة الثورات، لأن الناتج في النهاية لن يترتب إلا علي مواصلة السعي وإمساك الدفة.

وفيما يلي هذا المثال القديم، الذي يصلح إعادة نشره الآن جدا برغم أنه بلغ من العمر عشرين عاما إلا عشرة أيام!! وقد نشر كما هو تقريبا وفي الوفد بالذات.

المقال (فالقصيدة):

................

يظل الوعي الشعبي هو الوعي الشعبي، بالكتابة وبغير الكتابة، بالنشر وبدون النشر، الوعي الشعبي هو تكوين بيولوجي أساسا، يتمثل الأحداث، وقد يفرزها الآن علي دفعات، لكنه غالبا يختزنها، ليتحوّر بها حتي تتفجّر منه آثارها في حينها، وعليه أن يتعهدها بعد ذلك جدا!!

...............

سوف أكتفي باختيار موضوعين مازلنا حتي الآن (2011!!) نعيش في آثارهما، ونحن نحاول أن نتجاوز بعض مضاعفاتهما. الموضوع الأول هو التزييف الذي لحق بقيمة العدل من خلال التطبيق السطحي لقشور ما فهمه أهل السلطة من الاشتراكية (الفترة الناصرية: 50٪ عمال وفلاحين). والموضوع الثاني هو مسألة السماح بالحرية بشروط أن تسحب من تحتها كل ما يجعلها حرية (الفترة الساداتية)، وهذا لا يعني أن المسألة مقصورة علي هاتين الفترتين فحسب، فما كانت الثلاثين سنة الأخيرة إلا امتدادا لهما.

(ما رأيك لو تقرأ هذا النص الشعري وكأنه كتب الآن؟):

................

العيال الشغالين هُمَّا اللِّي فيهمْ

باسُمُهم نـِـْلَعْن أبو اللِّي خلّفوهم

"باسْمُهُمْ كل الحاجات تِبْقي أليسْطَا

والنسا تلبس باطِيسْـطَا

والرجال يتحجّـُبوا عامِلْ وأُسْطَي"

***

يعني كل الناس  عُمُومْ الشعب يعْنِي:

لم لا بد إنه بيتغذّي لِحَد ما بَطْنُه تِشْبَـْع.

وامّا يشْبَعْ يبْقي لازِمْ إنُّه يسْمَعْ.

وان لَقَي سمْعُه ياعيني مِشْ تمام

يبْقَي يسجُد بعد ما يوطّي ويرْكَع.

بَس يلزَقْ ودنه عَالأْرضِ كـِـوَيسْ

وان سِمْعِ حاجَةْ تِزَيقْ تبقي جَزْمة حَضْرِة الأخ اللِّي عـين نَفُسُهْ "رَيسْ"

لاجْل ما يعَوَّض لنَاِ حرمَانْ زمَانْ إمّالِ ايهْ

واللِّي يشبْع مِنكُو أكل وشُـوف ْركوع،ْ سمَعَانْ كلامْ

يقَدْر يـِنَامْ مُطْمَئِن

أو ساعات يقدر يفِـنْ.

واللي ما يسمعش يبقي مُخّهُ فوِّتْ.

أو غراب علي عِشُّه زَنْ.

***

والحاجات دي حلوة خالص بس إوعكْ تِسْتَـمَنّـي إنك تقيسها

أَصْلَهَا خْصُوصِي، ومحـْطوطَة في كيسْها.

وانت بس تنفّذ الحتّة اللِّي بَـظّــتْ (يعني بانت)

إنت حُـرّ فْ كل حاجة إلا إنك تبقي حر.

(لأ دي مش زَلِّـــةْ قَلْم ولا هِيةْ هفوةْ

مش ضروري تـِتـْفَهمْ لكن مفيدةْ

زي تفكيكةْ "داريدا")

يعني كل الناس يا حبة عيني

ممكن تبقي حرة،

حرة كما ولدوا وأكتر،

يعني بلبوص حر خالص، بس ما ينطقشي كلمة،

يتخدش بيها حياء حامي البلاد من كل غمة،

ما هو مولانا رأي الرأي اللي ينفع،

الحكومة تقول، يقوم الكل يسمع.

واللي عايز أمر تاني، ينتبه للأولاني.

مش حا تفرق. قول يا باسط.

والوثائق في المعاني، والمعاني في الأواني.

والأواني في المباني، والمباني شكل تاني!!

(برضه تفكيكة داريدا، تبقي هاصت).

***

الدنيا دي طول عمرها تدي اللي يغلب:

سيف ومطوة

واللي مغلوب ينضرب فوق القفا في كل خطوة

أصل باين إن »داروين« كان ناويلها:

إن أصحاب العروش.

ويا أصحاب الفضيلة،

يعملولنا جنس تاني.

جنس أحسن.

اسمه: إنسان محسَّن،

واللي يفضل منا إحنا؟

مش مهم.

إحنا برضه لسه من جنس البشر.. القديم.

يعني »حيوان بينطق«،

مش كفاية؟؟

ليه بقي عايز يقلب، ولا يفهم؟

هوا إيه؟!!

هي سايبة؟!!

يعني ايه الكل يفهم؟!

مش ضروري،

يكفي إنه يقرا »ميثاق« السعادة،

واللي صعب عليه حايلقي شرحه في خطب القيادة.

واللي لسه برضه مش فاهم ويحاكم.

وان ثبت إنه بريء:

بترزع نوط »العبط«

وان ثبت إنه بيفهم:

يبقي من أهل اللبط.

»يعني إيه«؟

زي واحد ناسي ساعته.

يعني نفسه في حاجات مش بتاعته

»زي إيه؟«

زي واحد جه في مخه - لا مؤاخذة - يعيش كويس.

»برضه عيب«

هو يعني ناقصه حاجة؟

قال يا أمي، والنبي تدعي لنا إحنا والرئيس،

ربنا يبارك في مجهودنا يكتر في الفلوس.

بس لو نعرف معاهم قد إيه، واحنا لينا كام في إيه!

***

آدي آخرة فهمك اللي مالوش مناسبة.

طب خدوه وضبوه،

واحكموا بالعدل يعني: إغولوه

تهمته ترويج »شفافية« معاصرة

(هذا ملعوب الخواجة)

وان رمينا الكومي بدري، تبقي بصرة.

»الكلام دا مش بتاعنا،

دش ما لهوش أي معني«

تهمته التانية »البجاحة«

واحنا في عز الصراحة،

واللي عايز غير ما ينشر،

هوه حر انه »يفكر«،

في اللي عايزه.

أو يشوفه جوا حلمه،

وان حكاه يحكيه لأمه،

وان اخد باله وقاله موطي حسه،

مستحيل حد يمسه.

***

قالها يا مه أنا شفت الليلادي:

إني ماشي في المعادي.

شفت نفسي باخترع نظرية موضة،

زي ساكن في المقابر يبني قصر ألف أوضه:

»والعواطف أصبحت ملك الحكومة،

والحكومة حلوة خالص.

عبت الحب الأمومي، والحنان،

جوا أكياس المطالبة بالسلام،

والطوابير اللي كانت طولها كيلو،

اختفت ما عادتشي نافعة.

»أصلنا شطبنا بيع وبلاش ملاوعة«

واللي طاله من رضا الريس نصيب:

فاز، وقلع.

واللي لسه ما جاشي دوره. بات مولع.

قام سعادة البيه قايل له: »تعالي بكره«

[درس مش عايز مذاكرة«]

ورحت صاحي.

وبعد

بالله عليكم أليست هذه القصيدة - منذ عشرين عاما - هي أنسب اليوم

المهم هو كيف تحول دون أن تصلح نفس القصيدة للرئيس القادم أيضا.

www.rakhawy.org