عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة بكى فيها القمر

> الخريف يداعب نسمات الليل برياح خفيفة تدغدغ وجوه العذارى مع نسمة هواء تداعب شجر الصفصاف المترامى على جانبى الطريق.

> خيوط ضى القمر تتهادى فى حركة رشيقة لتعبر من مكان إلى مكان من بين عمارات وأشجار مدينة الوراق العتيقة فى صمت وهدوء كأنها تحذر المارة من حدوث شىء ما.
> كنيسة العذراء بالوراق تشهد على تاريخ مصر وتاريخ العائلة المقدسة وعلى ستنا مريم البتول التى لها مكانة خاصة عند المسلمين الحقيقيين وذكرت فى القرآن الكريم «سورة مريم».
> حركة دائبة داخل وأمام الكنيسة، شباب وفتيات فى عمر الزهور فى أزهى صورة، الكل يرتدى أجمل الثياب، أطفال تغدو فى ملابس زاهية وتتدلى من شعورهن المسدلة شرائط ملونة تداعبها نسائم الخريف العليل ترسم أمواجاً متوالية من الألوان تتطاير حول المكان تتناغم مع خيوط القمر المضيئة.
> فجأة سيارة تتوقف وخلفها دراجات بخارية تطلق الرصاص بعشوائية ظالمة فى كل مكان بأيدى الخونة بلا رحمة ولا إنسانية.
> هرج ومرج، صراخ وعويل، الكل يجرى من هنا وهناك، اختفت السيارة والدراجات البخارية، المشهد لم يستمر أكثر من 3 دقائق وانتهى كل شىء وكان هدوءاً لثوان معدودة من فرط المفاجأة!!
> مرَّت لحظة المفاجأة وبدأ الجميع يجمع شتاته ويبحث عن ذويه، صرخة مدوية لرجل جالس على ركبتيه ويحتضن أسرته زوجته وابنته وابنه، منظر مؤلم لا يحدث إلا فى زمن شريعة الغاب وليس فى القرن الواحد والعشرين، مريم صامتة وأخوها الصغير يصرخ ويصمت والأم تنزف وفاقدة الوعى، الدماء تغطى أرض الطريق ورصيف الكنيسة والدموع تتطاير بغزارة من عيون الأب المصدوم والأهل والأحباب.
> الكل يجرى ويحمل المصابين لأقرب مستشفى، الكل يبكى وهو يحمل جثامين الشهداء الأبرياء.
> مريم ومريم زهرتان إحداهما 8 سنوات والثانية 14 عاماً طالتهما رصاص الإرهاب، رصاص الجبناء المدعين أنهم رجال دين وحماة دين.. أى دين هذا الذى يسمح بقتل الأبرياء؟!
> دموعى تنهمر كلما أنظر إلى صورة مريم ومريم قلبى يدق بشدة وعقلى يدفعنى أن أقتل أول إخوانى أقابله فى الطريق.
> بلد من غير حكومة.. حكومة نايمة فى العسل.. الداخلية نايمة فى العسل ومخترقة.. لا حراسة.. لا اهتمام بأرواح الناس.. كنيسة بها فرح لا يتم تأمينها؟.. كيف؟ أنا طالبت مسبقاً عزل محمد إبراهيم، وزير الداخلية، المخترقة ومحاكمته وأكرر الطلب.
> نامى يا مريم ويا مريم فى التراب. ولكما الجنة.. كانت مريم بنت 14 عاماً مسئولة عن الإذاعة المدرسية كل صباح تقول «زملائى الأعزاء.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. أهلاً بكم فى يوم جديد» وتبدأ فى تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوتها الرخيم، لم يشعر أحد أن لها ديانة مختلفة، منتهى السماحة ومنتهى الحب والعطاء، طفلة كان المستقبل أمامها باهراً ولكن خطفها الموت على يد الجبناء المجرمين

المتخلفين.
> أما مريم بنت الثمانى سنوات وجهها مضىء ومحاط بشعر أسود يتدلى حول عنقها ومزين بوردة حمراء.. وجه ملائكى مع ابتسامة بريئة لطفلة وديعة وعيونها لها بريق يطل منها طموح وأمل وذكاء فهى المتفوقة دائماً تتطلع إلى مستقبل باهر.. تصوروا هذا الجسم الرقيق النحيل يتلقى 13 طلقة من بندقية آلى أودت بحياتها وصعدت روحها إلى بارئها على يد الإخوان المجرمين.
> يا قلبك يا من تطلق الرصاص على البرياء.. يا من تدعى أننا كافرن وأنتم تملكون مفتاح الجنة والنار.. قلوب من الحجر وضمائر خربة عفنة لا رحمة عندهم ولا إنسانية ولا دين.
> لا أستطيع أن أكف عن البكاء والحزن على كل من قتلوا فى يوم العرس الدامى.. قلبى يقطر دماً وأشعر بأن مصر تحولت إلى غابة يرتع فيها وحوش ضارية تأكل الأخضر واليابس.
> كيف لنا أن نأمن على أنفسنا وأولادنا فى بلد سقطت فيه الدولة وسقطت فيه الداخلية.. كيف تصمت يا «سيسى» على ذلك وأنت حامى الوطن بجيشك.. تحرك قبل فوات الأوان.. طهر الشرطة وفعّل الأمن والأمان.
> إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فوق كل التحديات والفتن، فشعب ثورة 1919 على يد سعد زغلول وحزب الوفد الذى رفع شعار الهلال مع الصليب انتصر على القصر والإنجليز ونجح الوفد فى إقامة حياة ديمقراطية بإصدار دستور 1923 وكانت مصر ذات القيمة والقامة.
> وها هو الوفد يقود فعاليات كتابة الدستور الجديد مع نخبة من شرفاء مصر وستعود مصر أم الدنيا كما كانت رغم أنف الأمريكان وحلفائهم الإخوان المجرمين وكل أصحاب الذقون التايوان المتأسلمين.
> قلبى حزين ودموعى على شهداء مصر فى ليلة بكى فيها القمر وتاهت أشعته المضيئة المنعكسة على وجوه الشهداء حتى بزوغ فجر جديد بأشعة شمس جديدة تنعكس على قمر جديد يضىء سماء مصر المحروسة.

المنسق العام لحزب الوفد