عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة الظلم ساعة.. ودولة الحق حتي قيام الساعة

مصر تفتح صفحة جديدة علي جسر الزمن، حيث يعود الإنسان المصري من غربته حيث الحق والعدل والقانون، ليبني حياة مثلي في ضوء شمس الوجود، ومحاولة أمينة للإجابة عن بعض التساؤلات الحائرة علي ألسنة جماهير مصر الكبري والمشتاقة إلي الحق والعدل والقانون.

واليوم دقات السعادة علي جدار المستقبل.. عبارة طرق بها زعيم الأمة وعظيمها سعد باشا زغلول عن ذلك الصراع الأبدي بين الحق والباطل.. بين ماضٍ ليله أسود وفجر صبح وليد فيه الحب والخير والأمل.

الماضي القريب هو الآن بين أيدي عظماء مصر نقصد قضاة مصر وسوف يكون لهم شأنهم القضائي حيث الحق والعدل وإعطاء كل صاحب حق حقه دون الافتئات علي حقوق الوطن، وفي ضوء هذه الطمأنينة القائمة علي دور القضاء المصري حيث تطمئن القلوب وتهدأ النفوس، ومصر اليوم بكل المقاييس ليست مصر الأمس، إنها اليوم «تلبس ثوب البهاء والفرح والأمل» شعور دفاق داخل كل القلوب بأن فجراً جديداً طال انتظاره بدأ يسيطر علي قلوب وعقول وكل وجدانيات الشعب المصري، إن ثورة حقيقية عمت البلاد وكان أثرها واضحاً في كل شعاب الحياة، هذا الإحساس الغريزي الذي نعمت به القلوب والنفوس لكل مصري عاش حياة سوداء كئيبة في ظل حكم سابق فيه سيطر الحاكم علي كل مقاليد الحكم ووصل بمصر العملاقة والحضارية إلي «الصعود إلي الهاوية» وليس هذا فحسب فقد عاش الناس جميعاً في ظل حكمه «غرباء في ديارهم» واختلطت بهم الرؤي فلم يستطع أحد - أي أحد - أن يأخذ طريقه صوب الخلاص.. حتي كان موعد مصر وأبناء مصر «مع القدر» في يوم سطعت فيه سماؤه وتألقت فيه شمس الحق علي ديارنا، وكتب التاريخ كلمات أولي «للصابرين» إنه يوم الثلاثاء من 25 يناير 2011.

ولنا هنا وقفة متأنية نبدي من خلالها بعض الخواطر النفسية ما بين ماض قد ولي وحاضر نعيش أحداثه وصوت آت من وراء الغيب صوب المستقبل، وفي الأفق علاماته، وفي القلوب دقاته.. «إنه الفجر الوليد».. ويا أيها الملاح قم شد القلوع.. سفينتنا التي أوشكت علي الغرق، الآن باسم الله مجراها ومرساها ذاهبة إلي شاطئ المستقبل الودود، شاطئ الأمان، حيث الحب والحرية وكرامة الإنسان.

بإجماع العالم ومفكري العالم وعشاق الحضارة المصرية الخالدة، ومن يتنسم علي القرب أو البعد نسائم وادي النيل، بكرة وعشيا، بدأت النظرة إلي مصر الجديدة، مصر ثورة شبابها العبقري تتغير من السلبية إلي الإيجابية، وبدأت أعلام الأمن والأمان والوجوه المصرية الجديدة تعود إلي سابق ابتساماتها تعبيراً من القلب الهادئ المطمئن علي نجاح ثورته، والأمل الذي ناديناه قد تحقق «وحمل الاستعمار الداخلي عن طريق رئيس ضل الطريق ومعه عصابته» وكلهم رهن محبسهم جزاء وفاقا علي خيانة الأمانة تلك التي ظهرت

مع التحقيقات الدائرة - الآن - تعبيراً عن «أكبر كارثة لحكام آخر الزمان».. والمهم، ومع الفرحة العارمة والغامرة سوف يكون لمصرنا عهد جديد وحياة جديدة في شتي مناحي الحياة.

ستكون لنا حياة اقتصادية جديدة تذوب فيها الطبقات وتعلو بعلو الهمة والعمل والإخلاص فيه.. وينال كل حسب اجتهاده وتفانيه في العمل «وهذا عملي وأنا أحبه» لا قهر ولا إرهاب وإنما حصاد العاملين المخلصين في مصانعهم وفي معاملهم.. والقاعدة الأصولية في علم الاقتصاد «إن حب العمل وإتقانه آية من آيات رفاهية الشعوب».

وسوف - في ظل ذلك - تكون الحياة هنيئة اجتماعياً، وتعود الأسرة إلي حبها القديم، بعدما تمزقت في ظل «العهد الأسود» فكنا نري «التمزق الأسري» والجرائم الأسرية، وقتل الآباء بيد الأبناء، كل ذلك لأن نسيج المجتمع قد اختلت - عن طريق حكامه - موازينه، فما عاد معهم أي شيء يسر، كل هذا سيُلقي جانباً وتحل محله المحبة والانسجام الأسري عنواناً للسعادة الأبوية والزوجية، «ونعيم المجتمع من نعيم الأسرة» وهكذا يقول علماء الاجتماع.

وستعود العدالة إلي محرابها المقدس، وتغرد طيور الحرية في ظل سيادة القانون الذي نعرفه «فن الخير والعدل» الخير فضيلة، والعدل فضيلة وسوف تداس بالأقدام قوانينهم «قوانين العهد البائد» تلك التي أطلق عليها واحد منهم «القوانين سيئة السمعة» التي تمثلت في «قانون إبليس - قانون أبولهب وشهرته قانون الطوارئ» تلك التي حكم في ظلها «الرئيس المخلوع» من بدء ولايته حتي ذهب طريد الحق والعدل والقانون.

المهم أن مصر سوف تفتح صفحة جديدة وعهداً جديداً تعود فيه إلي الإنسان المصري حقوقه الطبيعية والإنسانية ويتدثر في ثوب من الحضارة والإنسانية قشيب.. إلي العمل سيروا يا أبناء مصر مواكب مواكب، مصر اشتاقت إليكم حيث الحق والحرية وكرامة الإنسان.

ألا انهض وسر في طريق الحياة

فمن نام لا تنتظره الحياة

«أبوالقاسم الشابي»