عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وهكذا تموت طيور الكناريا وعصافير الجنة

وعند الكنيسة المقدسة، كنيسة العذراء وقعت جريمة لعنتها الأرض والسماء..
من هو ذلك المجرم المحترف، والذي غابت عنه كل صفات بني البشر، مجرم بلا عقل، وبلا قلب، وبلا ضمير وأيضاً «بلا دين» ملعون - إذن - عند البشر أجمعين وفي السماء عند رب العالمين.

تمت الجريمة النكراء بتخطيط مسبق، وانقلب العرس إلى مأتم، وانقلبت الزغاريط الصادر من القلوب إلى بكاء وصراخ وعويل.
واليوم إذ أعاد الأطفال إلى مدارسهم، وفي مدرسة الطفلة مريم «عروس السماء» بحثت زميلاتها عن مكانها على مقعدها في فصل الدراسة، وجد خالياً من الحبيبة الغالية والتي كانت معهن بالأمس، وانغمرن في بكاء وعويل بعد أن علمن بالفاجعة التي حدثت وكان الدعاء إلى الرب أن يسكنها الفردوس الأعلى، وكان عنوان الدرس، حين دخلت مدرسة الفصل والبكاء في عينيها، حيث كانت «مريم» تتمتع بحضور علمي ولباقة وتفوق، واختارها «الموت الحزين» ليترك في قلوب كل محبيه، المدرسات وناظرة المدرسة وزميلاتها.. وانقلب الدرس إلى بكاء ونحيب، وبدأت كل طالبة تطلب الإفصاح عما تحمله من ذكريات علمية وحياتها مع الفقيدة الحبيبة.
قالت جارتها في مقعد الدراسة - حسبما رواها الرواة - إنها ظلت طيلت الفصل تنظر إلى المقعد الخالي، والذي كان وردة متفتحة تفوح بعطرها في المكان أمسكت بالقلم وكتبت اليها رسالة جاء فيها.
حبيبتي مريم.. ونور عيني
أنت الآن في مقعد صدق عند الرحمن
أنت الآن تنامين في تراب بلدي، نور في قبرك ونور يملأ الزمان والمكان..
كفى تماماً.. أنك في الوجدان وعند كل عرس.. أنت في ثياب الموت الأبيض «عروساً دائماً».. مادامت لنا في الدنيا حياة.

وجاءت «ليلى» صديقتها في الدراسة تعدها أنها عند كل صباح وهى ذاهبة إلى المدرسة أن تضع على «قبرها» الزهور والفل والياسمين.
وكتبت بدمعها الهتون صديقتها «سلوى» سوف أضع على غصن الشجرة التي تظلل قبرك «عصافير الكناريا» لتغرد لك عند كل صباح وتؤنسك عند كل مساء.
وأنت كنت تقرأين معنا ذلك الشعر الذي قال مخاطباً البلابل والطيور:
«هذه العصافير أصحابنا
ونحن الذين حرام أن يموت أمثالنا»

ومن جانبنا نقدم العزاء لكل أطفال الحياة، حين تموت واحدة منهم أو منهن بمثل هذا الذي حدث من بشر ينتسبون إلى شريعة الغاب: لا عقل، لا قلب، لا ضمير.
ويبقى التساؤل قائما
أين أنتم يا ولاة الأمر فينا؟ أين الأمن بل وأين الأمان.. لماذا تركتم هذا العنف من المجرمين يقتل الأبرياء في عز أفراحهم، انتقام من أي شىء؟؟
ونعزى إخوتنا الأقباط ومن أصيب من المسلمين، وهكذا تشاء الأقدار، وهى تلعن القتلة المحترفين - «إنها في الحياة الدنيا كما في الأولى يمتزج دماء المسلم من المسيحي، حيث الأبدية المطلقة».

ولا يسعني في هذا الرثاء الحزين الأليم إلا أن أذكر بقول الله تعالى:
«ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»
ودائما وأبداً إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان وأيضاً وقبل شهيداً على أرضها دعا باسمها الله واستشهد.