رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرآن الكريم (دستور العالم أجمعين)

بدأت أشعة شمس الإسلام في دروب مكة فقد امتدت لتعانق قلب ووجدان رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وقد تلقاها في غار حراء ومضمونها (وأنذر عشيرتك الأقربين) وبعدها انتشرت الدعوة الإسلامية من (الإقليمية إلي العالمية) وسوف نشير إلي بعض أبعاد هذه العالمية. وبما أن القرآن الكريم وهو المنظم لكل شئون الدين والدنيا كان بحكم المنطق أن يواكب هذه العالمية، ومن هنا ارتبط الدين بالدعوة ارتباطاً لا انفصام لها، فكان بحكم المنطق القانوني والقضائي أن يكون القرآن مواكبا ومطبقاً في ظل هذه العالمية.

ونواصل العرض الأمين
وكما قلنا إن القانون الإسلامي ارتبط بالدعوة الإسلامية، ومشي معها علي الصراط المستقيم من مرحلة الإقليمية إلي مرحلة العالمية. ولما كانت الرسالة المحمدية قد حملت لواء العالمية فكان لابد أن تكون أحكامها ومبادؤها وغايتها حاملة وبحق كل أسباب وأهداف ما هو صالح وفيه نفع عمق يبقي علي الصعيد العالمي، ليس كتابا موقوتاً وإنما هو صالح لكل زمان ومكان إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خيرالوارثين.
وكما ارتبطت الدعوة بالدين، فقد ارتبطت بالشريعة أيضاً وهي آتية من عمق الدعوة ذاتها وفي شمولها.
وقد جاء التشريع الإسلامي ممثلا في أحكامه القانونية ذات صيغة كلية إذ أنه وكما قيل بحق:
(ليس من المعقول أن تعرض شريعة جاءت علي أساس من الخلود والبقاء والعموم لتفصيل أحكام الجزئيات التي تقع في حاضرها ومستقبلها وتجدر الإشارة والبيان من أنه لا تعارض البتة بين أن يدعي الإسلام إلي (وحدة في الدين) وقيام (الحكومة العالمية) إذ إنه لا يتعارض الأخذ بحكومة عالمية من أن يكون لكل شعب من الشعوب أنظمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا التشريعية بما يتلاءم مع ظروفه الخاصة، (في نطاق المبادئ الإسلامية العليا) وتوكيدا للعالمية التي اصطبغ بها القانون الإسلامي ما يزكيه في عالميته الآتي:-
أولاً: الإنسان خليفة في الأرض، وأن الله سخر له ما في الكون وجعله تحت سلطانه.
ثانياً: (كلكم لآدم وآدم من تراب)
(لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي.
إذن: الناس جميعا أمة واحدة في عين الإسلام.
خلاصة ما تقدم
نصل إلي النتيجة الآتية:
من الأصول الثابتة في الإسلام أنه (رسالة عالمية) في الزمان والمكان نسخت ما قبلها وما عاصرها من شرائع، ونتيجة لهذا التصور (فإن أحكام الشريعة الإسلامية واجبة التطبيق دون غيرها في سائر أنحاء العالم وإلي أبد الأبدين ودهر الداهرين إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
وجاء القرآن الكريم - دستور المسلمين - مؤكداً ما عرضناه وشرحناه:
(قل يا أيها الناس - يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم - بلغة القرآن - إني رسول الله إليكم جميعاً)
(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيراً)
«وتبارك الذي أنزل الفرقان (القرآن) علي عبده ليكون للعالمين نذيرا».
(إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين).
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)..

ونواصل ما بدأناه إلي حديث قادم نخاطب من خلاله رسائل النبي إلي حكام ذلك الزمان علي خريطة العالم قاطبة: ونبدأها برسالته إلي المقوقس حاكم مصر، ثم تم فتح مصر علي يد عمر بن العاص عام 641 ميلادية (ثم نتبعها بالحديث عن رسائل الرسول إلي حكام العالم في ذلك الوقت رسالته إلي (هرقل قيصر الروم) وكتاب النبي إلي كسري فارس (ثم تناول رحلة للهجرة في سبيل نشر الإسلام عن طريق جعفر بن أبي طالب للنجاشي حاكم الحبشة).
وكل ذلك لإثبات عالمية الإسلام وعالمية دستوره ممثلا في (القرآن الكريم).
ودائماً وأبداً «إلي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان»