رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

افرحي وزغردي - يا أم الصابرين - يا حبيبتي يا مصر

وإنها الفرحة الكبري عشنا وعايشناها حقيقة مؤكدة وليست خيالا أو أطياف ظلال، رأينا الشعب المصري مواكب مواكب ذاهبا في خيلاء وفي كبرياء وفي حب الي الوقوف مع مطلع الشمس صفوفا صفوفا أمام مواقع الانتخابات في عموم البلاد،

من أقصاها الي أدناها، الكل سعيد في وقفته التي ناجيناها في خيالنا سنين عددا، حينما عشنا وهذا من الزمن «صرعي الوهم» وحكم الاحتكار المطلق، وعاشت البلاد - تلك الأيام السوداء في وهم، وفي فقدان الذاكرة والحاكم القديم يملك السلطات كافة في يمينه، وإذ جاء يوم الاختيار فهو معروف قبل أن يبدي رأيه من هو النائب ومن هو الرئيس، خدعة كبري عاشها الإنسان المصري سنين عددا، فكانت التعاسة الكبري التي نامت فيها إرادة الاختيار، فكان تزييف الإرادة وتزويرها، والحكم والجاه والسلطان في أيدي من خانوا الأمة، وكان هذا الضياع الذي ترك بصماته عبر تلك السنين السوداء، وكان الفجر بعيدا بعيدا.. الي أن أشرقت الأرض «بنور ربها» وتحقق الحلم الذي ناجيناه طويلا طويلا، والذي كان أملا من الصعب بل من المستحيل حتي تصور حدوثه، الي أن جاءت كلمة السماء الي مصر الحبيبة الصابرة المصطبرة، وكان اليوم الموعود، في يوم الثلاثاء تحديدا الموافق 25 يناير من عام 2011 جاء الفرج ومن قمقم الغيب جاء المارد الجبار، فارسا مغوارا، انتصار الشعب وإرادته الكبري ترديدا لمقولة الحكيم الشاعر الثائر التونسي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي .. ولابد للقيد أن ينكسر
وقد حدث تماما،أراد الشعب المصري الحضاري أن يحيا، أن يحيا حرا في دياره، كريما في وجوده، وكان مع القدر وكأنه علي موعد غرامي جميل، فانتهي الليل البهيم، وأطل الفجر الوليد حبيس الليالي السود، ومعه تكسرت القيود والأصفاد، وغنت الحرية بلسان الشعب الأبيّ، وجاءت في مواكب المنتصرين إرادة شعب أقسم ألا ينام بعد الليل الطويل، إلا وأن يقدم - لأم الصابرين - هدية وجوده، فكان مولد مجلس الشعب، وبدأ يمارس عمله التشريعي بإرادة مصرية حرة، «لا تزييف ولا تزوير ولا استخفاف بمقادير الإنسان».
ومشي موكب الحياة يختال في ظل من الحرية الحسناء، حتي جاء العيد الأكبر يوم أعلن عن انتخابات لرئيس للبلاد، وكان الكل وعلي كلمة سواء، كسر من الأسرار يا هل - تري - من هو الرئيس القادم؟ إنه منا ونحن منه، وللمرة الأولي وعلي ألسنة الناس: «إنها المرة الأولي لا نعرف من هو الفارس القادم علي جواد مصري أصيل» وهنا كانت كلمة الشعب هي العليا.
وتمت المرحلة الأولي، ثلاثة عشر فارسا في سباق علي الساحة الكبري تحت سماء مصر الصافية، الشمس تتلألأ نورا علي نور، وكأنها تبارك ذلك العيد الذي جاء مع موعده من القدر: حقا وصدقا «كان يوم إبداء الرأي في اختيار رئيس للبلاد، يوم تسميه الكنانة عيدا».
والأمة كلها في انتظار اختيار رئيسها القادم وأمامه «ثاني اثنين» أيهما يختار بإرادة حرة، طليقة في الاختيار كتابة عهد جديد وتاريخ جديد لسعادة مصرنا الكبري يرددون في حكمة الأحرار في بلدهم، ويقدمون الرئيس الجديد في ثوب عرس شعبي، وهنا تفرح الأم بدموع الفرح، وتبارك اختيار أبنائها وقد بلغوا سن الرشد، كم أنت عظيمة يا أم الصابرين، وكم نحن في ظل واديك الجميل ننشد كلمات الفرح في اليوم المجيد.. يوم تختار الأمة رئيسها.. وتزفه الأقدار بعد طول غياب الي أمه الرؤوم في ثوب العرس الخالد «خلود الأهرام وعبق النيل»، ومصر كلها معزومة لهذا اليوم الآتي اليها في «عرس تاريخي مجيد».