رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما أشبه ليلة الحزن‮.. ‬بالبارحة‮!!‬

الخبر المشئوم الذي هز وجدان المصريين جميعًا بشأن التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية‮.. ‬أصابنا جميعا مسلمين ومسيحيين بالهلع‮.. ‬والحزن‮.. ‬والصدمة‮.. ‬من التدني الذي وصلت إليه الأمور‮.. ‬حيث اجترأ علينا كل من في نفسه مرض سواء بالتهديد أو الفعل من جماعات متطرفة‮.. ‬أو جهات بعينها تسعي لهز الكيان المصري من الداخل سعيا وراء إضعاف أكبر دولة في المنطقة‮.. ‬لأغراض من المؤكد للتحكم في مصير‮ ‬غيرها من دول المنطقة ولتصبح فريسة سهلة‮.. ‬ولكن في نفس الوقت يجب مراجعة أنفسنا ومحاسبتها‮.. ‬لنعلم ماذا كان يجب أن يكون‮.. ‬لنتفادي ما جري وإذا نظرنا إلي الموضوع بواقعية نجد أن ما حدث‮.. ‬إحدي النتائج المنطقية لأحوال وقفنا عاجزين عن إصلاحها وتغييرها‮.. ‬كالفساد المتفشي وما تبعه من تدهور واهمال طال معظم مؤسسات الدولة حتي أصبحت لا تؤدي الدور المنوط به إليها‮.. ‬وفوق ذلك القضاء علي أي فرص للمشاركة الشعبية ليكون لها موقع في إدارة شئون البلاد وحمايتها فتزوير انتخابات الشوري والشعب الأخيرة بصورة فجة كان سببا رئيسيا في التباعد المتزايد بين الشعب والنظام‮.. ‬والنتيجة أن كل السلطة انفرد بها حزب واحد وفي نفس الوقت أصر علي تهميش كل القوي السياسية الأخري بصورة مطلقة‮. ‬وأصبحت مصر الآن تبدو وكأن بها شعبين لا شعبًا واحدًا‮.. ‬شعب يتمتع بكل ميزات وخيرات الوطن‮.. ‬والشعب الآخر مطحون يعيش الفقر والضنك،‮ ‬والجهل والمرض‮.. ‬وفي نفس الوقت لا يجد الحماية والأمن حتي في أماكن العبادة‮!!‬

ولكل من يبتغي الرؤية الموضوعية لكي يصل إلي حقيقة الأوضاع‮.. ‬لابد ألا يفصل واقعة التفجير في الإسكندرية‮.. ‬عن سرقة لوحة زهرة الخشخاش من المتحف في وضح النهار‮.. ‬والأكثر من ذلك سرقة منبر قاني باي الرماح‮.. ‬ومع ذلك ضياع المسئولية بين الجهات الحكومية المختلفة وتملص المسئولين من واجباتهم دون أن نصل إلي نتيجة‮.. ‬فالتصريحات وسفسطة الكلام تضعنا في متاهة لا نخرج منها ولا نضع يدينا علي المسروق ولا نستدل علي السارق‮.. ‬ولا يعلن عن إجراءات تحمي ثروات الأمة من الضياع‮.. ‬وقياسا علي ذلك يجب أن نستنفر كل الامكانات ولا نتهاون في الوصول إلي نهاية لتلك الأحداث،‮ ‬وعلينا أن ننتبه إلي ما يحدث من إرهاب وتخريب في حادث التفجير أمام كنيسة القديسين كان مش تكرار لحادث‮ »‬نجع حمادي‮« ‬وما أشبه الليلة

بالبارحة‮.. ‬فالحزن هو الحزن والصدمة هي الصدمة‮.. ‬ففي نفس الوقت بالتقريب أي منذ عام وإلي الآن لم يتم اتخاذ إجراء قانوني رادع نحو ما حدث‮.. ‬وكان يمكن أن يجنب البلاد بشاعة حادث الإسكندرية‮.. ‬ومن المفيد أن نذكر أن موضوع نجع حمادي ليس هو الحادثة الأولي في هذا الشأن بل سبقها أحداث منذ السبعينيات في الشرابية،‮ ‬والخانكة،‮ ‬والكشح وعشرات من حوادث أخري قدرت بـ‮»‬160‮ ‬حادثا‮«‬،‮ ‬في أغلبها لا يطبق إجراء قانوني رادع وناجز‮.. ‬بل كان يطبق أسلوب‮ »‬الصلح خير‮« ‬وتتبادل السلامات والقبلات بين الشيوخ والقساوسة وتمتد الموائد بدون الأخذ في الاعتبار‮.. ‬أن النار تستمر في الاشتعال تحت الرماد‮.. ‬وفي كل مرة تكون الأحداث الطائفية أكبر وأكثر قسوة مما سبقتها‮.. ‬مما لا شك فيه أن هناك حاجة ملحة إلي إصدار القوانين التي تعلي من حق المواطنة وتوفر العدالة المنجزة حتي لا يجد الآثمون المتلاعبون بمصير الأمة ثغرة للنفاذ منها‮.. ‬حتي تستمر مصر في الحفاظ علي تماسك شعبها وثبات قيمها التي عاشت بها عبر العصور،‮ ‬وحتي لا تتهم بأنها دولة رخوة في هذا العهد،‮ ‬وهي أبدًا‮.. ‬لم تكن يوما ذلك من قبل‮!!‬

الكلمة الأخيرة

أخيرًا ترجل فارس الكلمة عن جواده بعد حياة مليئة بالعطاء‮.. ‬وكان يتميز‮.. ‬مهما اختلفت معه في رؤي لا تملك إلا أن تحترم فيه أخلاق المصري الأصيل ابن البلد‮.. ‬من شهامة‮.. ‬وشجاعة‮.. ‬وجدعنة‮.. ‬صفات لا نجدها كثيرا الآن‮.. ‬رحم الله الأستاذ سعيد عبدالخالق الكاتب الصحفي الكبير صاحب الفكر المتميز‮.. ‬والأسلوب الجذاب‮.. ‬فقيدنا وفقيد الوطن‮!!‬